قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، إن مستقبل التنمية المستدامة في العالم يرتبط بتحقيق التوازن في أسواق الطاقة العالمية ودعم التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة لتحقيق المصالح المشتركة.
ودعا السيسي، خلال إلقاء الكلمة الرئيسية في مؤتمر الطاقة الدولي بالإمارات، إلى ضرورة تنويع مصادر الطاقة التقليدية وتحسين كفاءتها وتشجيع الاستثمار في مجال الاستكشافات الجديدة لسداد الاحتياجات من الطاقة.
وأضاف الرئيس أن "مصر تسعى لاتخاذ تدابير لحماية الفقراء وزيادة القدرة التنافسية لمصادر الطاقة لتتحول إلى مركز محوري لتداول الطاقة في العالم من خلال توافر البنية التحتية وأهمها التوسعة الجديدة لقناة السويس".
ووصل السيسي، أمس الأحد، إلى دولة الإمارات للمشاركة في القمة العالمية للطاقة وعقد لقاءات مع المسؤولين لبحث سبل زيادة دعم التعاون بين البلدين، في ظل المخاوف التي تواجهها دول العالم بشأن انخفاض أسعار النفط.
وأشار السيسي إلى التحديات التي يمر بها العالم العربي، مؤكدا أنها لا تقتصر على موضوعات الطاقة والتنمية بل تتطرق إلى قضايا الإرهاب وترويع الآمنين واستهداف الأمان الاجتماعي للدول، ما يتطلب تضافر الجهود السياسية والاقتصادية والتنموية وتنقية الخطاب الديني.
ولاقى السيسي تصفيقا كبيرا من الحضور عندما قال إن "مصر تعتبر أمن الخليج خطا أحمر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي"، مشيدا بجهود دولة الإمارات في محاربة الإرهاب ودحض أي محاولات لتهديد الأمن القومي.
وتطرق الرئيس السيسي لعرض ما سماه بـ"الاستراتيجية الوطنية لتحقيق النمو المستهدف من الطاقة والحفاظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة في مصر"، وقال إنها تقوم على تنويع مصادر الطاقة وتبني سياسات الترشيد وتحفيز الاستثمار في مجال الاستكشافات والطاقة المتجددة.
وتعاني مصر أزمة طاقة تسببت في انقطاعات للكهرباء واحتجاجات وأثرت على قطاعي النقل والصناعة، لكن الحكومة أعلنت، في سبتمبر الماضي، عن تبني عدة برامج لخفض معدل استخدام الوقود وتعزيز سبل الاعتماد على الطاقة المتجددة والتركيز على استخدام الطاقة الشمسية.
ووجه السيسي التحية إلى دولة الإمارات -حكومة وشعب- للجهود المتميزة في استضافة وتنظيم القمة العالمية للطاقة، التي تبرز مفاهيم الطاقة المستدامة، مقدما التحية لروح الشيخ زايد آل نهيان ومشيدا بالموقف التاريخي للإمارات في مساندة تطلعات الشعب المصري.
وتعد الإمارات من أكثر الدول الداعمة للنظام المصري الحالي، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي لها قدمتها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، أكثر من 4 مليارات دولار في شكل منح وقروض ومواد بترولية.
كما أعلنت الإمارات بشكل مبدئي، في أغسطس الماضي، عن تزويد مصر بجزء كبير من احتياجاتها البترولية حتى سبتمبر 2015 بقيمة 8.7 مليار دولار.
وقال السيسي "اسمحو لي أن أخرج عن سياق الكلمة..خلال اليومين الماضيين وأثناء لقائي مع وسائل الإعلام في دولة الإمارات، سئلت عن الرسالة التي أرغب في توجيهها، فقلت "رسالتي هي حافظوا على بلادكم، إحنا بنقتل أنفسنا.. وندمر أنفسنا.. ونخرب بيوتنا.. نحن من نصنع ذلك، لذا فيجب أن نحافظ على بلادنا.. أكبر نسبة لاجئين موجودة في العالم هي منا.. وأكبر مساعدات تقدم للاجئين تقدم لنا نحن، حافظوا على بلدكم.. هو تغيير ولا تدمير.. ربنا يحفظ بلادنا جميعا".
وفي ختام كلمته في مؤتمر الطاقة الدولي الذي يعقد بالإمارات، اليوم، دعا السيسي رؤساء وممثلي دول العالم إلى حضور القمة الاقتصادية العالمية التي تعقدها مصر بمدينة شرم الشيخ في مارس المقبل.
وقدم الشيخ محمد آل زايد، جائزة الشيخ زايد للطاقة لهذا العام للرئيس عبد الفتاح السيسي كأول رئيس دولة يحصل عليها.
تعليقات الفيسبوك