قالت وسائل إعلام رسمية إن طالبا قتل واعتقل العشرات اليوم السبت عندما اشتبك طلاب من أنصار جماعة الإخوان المسلمين مع الشرطة بحرم جامعة الأزهر بالقاهرة وأضرموا النار في اثنين من مبانيها.
وقالت عضو في حركة "طلاب ضد الانقلاب" تدعى شيماء منير لرويترز ان الطالب القتيل هو خالد الحداد من مؤيدي جماعة الاخوان التي أعلنتها الحكومة المصرية الأسبوع الماضي جماعة إرهابية.
قالت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة إن الشرطة أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق طلاب مؤيدين للإخوان حاولوا منع زملائهم من دخول قاعات الامتحان بالجامعة.
ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة وأضرموا النار في الإطارات لتبديد آثار الغاز المسيل للدموع. ونقلت الأهرام عن مسؤول بوزارة الصحة قوله ان طالبا قتل واصيب خمسة آخرون في الاشتباكات.
وأذاع التلفزيون الرسمي لقطات تظهر أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من مبنى كلية التجارة وقال إن "طلابا إرهابيين" أضرموا النار أيضا في مبنى كلية الزراعة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الشرطة اعتقلت 101 طالب "وبحوزتهم فرد خرطوش وكمية من الشماريخ والألعاب النارية وزجاجات المولوتوف وحقيبة بها مسامير."
وعاد الهدوء للجامعة وبدأت الامتحانات المقررة بعد الاشتباكات التي جرت في الصباح.
وكانت جامعة الأزهر على مدى أشهر ساحة للاحتجاجات على ما تقول جماعة الاخوان إنه "انقلاب عسكري" أطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي بعد عام على حكمه.
ونددت جماعة الإخوان بما قالت إنه القمع العنيف لاحتجاجات الطلاب وقالت في بيان إن نشر قوات الأمن في حرم الجامعات يعتبر محاولة من جانب الحكومة "لإسكات أي صوت للمعارضة".
وأكدت مصادر أمنية ما ذكره بيان الإخوان بشأن مقتل تسعة طلاب من الأزهر في اشتباكات مع الشرطة منذ بدء العام الدراسي في سبتمبر أيلول. وقتل خمسة اشخاص على الأقل يوم الجمعة في اشتباكات في أنحاء البلاد.
وفي تطور منفصل قررت النيابة استمرار حبس سبعة طلاب من الأزهر اعتقلوا أثناء الاشتباكات التي جرت يوم الخميس. وقالت مصادر قضائية ان الطلاب يخضعون للتحقيق في اتهامات بالانتماء إلى منظمة إرهابية.
وبذلك يكون هؤلاء الطلاب أول من تأمر النيابة بحبسهم بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي منذ اعلان الحكومة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية في 25 من ديسمبر كانون الأول.
وتبدو الحكومة التي يدعمها الجيش عازمة على تشديد الحملة على المعارضين قبل استفتاء مقرر منتصف الشهر القادم على تعديلات دستورية يمثل خطوة تمهد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وجرى اعتقال الآلاف من أعضاء وأنصار الاخوان المسلمين.
واعتقلت الشرطة 250 من أنصار الجماعة يوم الجمعة بعد اعتبارها جماعة إرهابية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم السبت إن إعلان الاخوان جماعة ارهابية "له دوافع سياسية" ويستهدف القضاء على جميع أنشطة الجماعة.
وقالت سارة لي واتسون من المنظمة الحقوقية التي مقرها نيويورك "عندما تندفع الحكومة بتوجيه الاتهام الى الإخوان المسلمين دون تحقيقات أو دليل فإنها تبدو مدفوعة فقط برغبتها في سحق حركة معارضة رئيسية."
ويقول محللون ان أحدث إجراء اتخذته الحكومة ضد جماعة الاخوان يشير الى تزايد نفوذ الصقور في الأجهزة الأمنية. وعين مرسي بعض المسؤولين وبينهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لكنه وقف بجانب الجيش وكان من أهم المسؤولين في الحملة الأمنية منذ خلع مرسي.
وتقول تقديرات متحفظة إن إجمالي عدد من قتلوا منذ عزل مرسي يزيد عن 1500 شخص غالبيتهم من أنصار الرئيس المعزول. وقتل 350 على الأقل من قوات الأمن في تفجيرات وإطلاق نار منذ سقوط مرسي. وتقول الحكومة إنهم شهداء في حرب على الارهاب.
واتهمت السلطات الاخوان بتنفيذ هجوم انتحاري على مديرية أمن
الدقهلية شمالي القاهرة فجر الثلاثاء مما أدى الى مقتل 16 شخصا غالبيتهم من رجال الشرطة رغم اعلان جماعة أنصار بيت المقدس المتشددة المرتبطة بالقاعدة والتي تنشط في سيناء مسؤوليتها عنه.
وقال المستشار السياسي للرئيس المصري المؤقت مصطفى حجازي في تصريحات نشرت اليوم السبت انه يعتقد ان مصر لن تعود الى حالة الطواريء حتى لو استمرت أعمال العنف.
ورفعت السلطات الطواريء في نوفمبر تشرين الثاني بعد ثلاثة أشهر من فرضها وسط إضطرابات دموية أعقبت خلع مرسي.
وقال حجازي لصحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن إن إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ليس عملا سياسيا. ونقلت عنه الصحيفة قوله "القرار ليس سياسيا بل هو استخدام وتطبيق لقانون موجود."
وبموجب قانون يعود الى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك يمكن أن يواجه المدانون السجن مدى الحياة وقالت السلطات الأسبوع الماضي ان قادة الجماعة قد يواجهون حكم الإعدام.
تعليقات الفيسبوك