استطلعت أصوات مصرية أراء عدد من المفكرين ورجال الدين المسيحي حول المبادرة التى طرحها حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية اليوم لعقد جلسات استماع مع الأقباط لإيجاد حلول للفتنة الطائفية وكذلك حل مشكلاتهم.
وقال كمال زاخر المفكر القبطي ومؤسس جبهة العلمانيين الأقباط "لا مانع من الحوار الذى يهدف إلى إيجاد حلول للفتنة الطائفية فى مصر إلا أن المشكلة فى هذه المبادرة انها صادرة من الجماعة الإسلامية التي كان لها تاريخ دموى مع الأقباط خلال السبعينيات والثمانينيات".
وأشار إلى أنه "ليس من المعقول أن يتناسى الأقباط هذا التاريخ وان يجلسوا للحوار مع هذه الجماعة لمجرد أنها طلبت ذلك".
وأطلق حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية فى مؤتمر صحفى عقد اليوم مبادرة "وطن واحد وعيش مشترك " والتى تتضمن تشكيل لجان استماع للتواصل مع أبناء الوطن من المسيحيين وذلك للوقوف على المشكلات التى عانوا منها.
وتورطت قيادات الجماعة الإسلامية في عدة هجمات في فترة الثمانينات والتسعينات استهدفت بعضها أقباط وسياح. كما حوكمت قيادات بارزة في الجماعة بتهمة التورط في اغتيال الرئيس السابق أنور السادات عام 1981.
وتابع زاخر لأصوات مصرية "القبول بمبادرة الجماعة الإسلامية يتطلب إخلاص نواياها تجاه الأقباط وهذا لن يتحقق إلا من خلال شرطين.. الأول هو إقرار الجماعة بالخطأ فى حق أقباط مصر وأنهم مستعدون لفتح صفحة جديدة معهم تقوم على الحوار.. والثانى هو تقديم اعتذار رسمي ومباشر عما اقترفوه من جرائم فى حقهم".
ويضيف "بدون هذين الشرطين فإن هذا الحوار سيكون مجرد حوار مناسبات وسيتم استغلاله لتحقيق أهداف سياسية للجماعة خاصة انها تعد نفسها لتكون البديل للاخوان المسلمين بعد فشلهم فى إدارة البلاد خلال الفترة الماضية.
وأوضح طارق الزمر رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية فى المؤتمر الصحفى اليوم أنهم سيتواصلون مع الكنائس ورجال الفكر والثقافة وائتلافات الشباب المسيحيين ورجال الأعمال وأقباط المهجر وأفراد ومؤسسات قبطية للوصول لآليات مشتركة للحلول والعلاج.
ويقول القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكسية "لا مانع إطلاقا مع التجاوب مع أي مبادرة تحمل الخير لمصر حتى لو جاءت من الجماعة الإسلامية".
وتابع "تاريخ الجماعة مع الأقباط لن يكون عقبة فى إجراء حوار معها".
ويرى الدكتور إكرام لمعي المتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية أن التاريخ ليس حكرا على احد حتى يستند إليه فى رفض أو قبول أى خطوة من شأنها حل مشكلات الوطن خاصة الفتنة الطائفية التى تطل براسها على مصر بين الحين والآخر وبالتالي فانه لا مانع من القبول بمبادرة الجماعة الإسلامية إذا كانت قائمة على الثقة والإخلاص".
وأكد انه لا يشترط اعتذار الجماعة الإسلامية للأقباط كشرط لقبولهم هذه المبادرة قائلا "مجرد طرح هذه المبادرة يمثل اعتذارا ضمنيا من الجماعة عما اقترفته فى حق الأقباط".
ويقول القس رفعت فكرى "مشكلة الفتنة الطائفية لا تحتاج لمبادرات لان أسبابها معروفة منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي" موضحا أن حل هذه المشكلات يرتبط بالإرادة سياسية وليس المبادرات والاجتماعات".. ويتساءل.. هل هناك إرادة سياسية لحل هذه المشكلات أم لا؟.
وقال "لا استطيع أن اشكك فى نوايا قيادات الجماعة وراء طرح هذه المبادرة فى هذا الوقت تحديدا ولكن ما هو الجديد الذى ستقدمه للأقباط؟".
ويقول الدكتور ميشيل فهمى مؤسس جماعة الإخوان المسيحيين "لا يمكن القبول بهذه المبادرة" مرجعا ذلك إلى أن "قيادات الجماعة حتى وقت قريب كانت تعلن عداوتها للأقباط وتقوم بتكفيرهم فكيف يمكن أن نجلس معهم فى حوار حول بحث أسباب الفتن الطائفية ومشاكلنا".
وقال "قيادات الجماعة سبق وأن سٌجنوا على خلفية جرائم ارتكبوها فى حق الأقباط وبالتالي ما هى الضمانات لعدم عودتهم إلى أفعالهم السابقة مرة أخرى؟".
وأشار إلى انه "إذا قامت قيادات الجماعة بتقديم اعتذار للأقباط عما ارتكبوه فى حقهم فسيكون هناك موقف آخر وسيكون لكل حادث حديث".
وأضاف "هناك دوافع انتخابية وتجميلية وراء طرح الجماعة لهذه المبادرة".. مشيرا إلى أن الجماعة تهدف إلى حصد أصوات الأقباط قبل الانتخابات التشريعية القادمة فضلا عن تجميل صورتها أمام الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أنها تعد نفسها لتكون البديل للإخوان المسلمين".
تعليقات الفيسبوك