قال بوراق بيكديل، الكاتب بصحيفة حرييت التركية، إنه مع صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر في 2012، أساء العثمانيون الجدد -وخاصة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رئيس الوزراء حينئذ) ورئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو (وزير الخارجية حينئذ)- الحسابات بأن مصر يمكن أن تصبح مرة أخرى "خديوية" تابعة لإمبراطورية تركية وليدة يدين حكامها من الإخوان المسلمين بالولاء لقريبهم التركي في الفكر.
وأضاف، في مقال بموقع "جيتستون انستيتيوت"، أنه بدلا من ذلك أصبح الرئيس الأسبق المنتمي للإخوان المسلمين محمد مرسي سجينا وعقوبة الإعدام معلقة فوق رأسه، وإن كانت ربما لا تنفذ على الإطلاق، وأصبح الاخوان المسلمون على قائمة الإرهاب المصرية وخفضت تركيا ومصر علاقتهما الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وتتزايد العداوة بين الحكام الاسلاميين في تركيا والحكام المسلمين في مصر كل يوم ولا يوجد احتمال للتطبيع في المستقبل القريب.
وقال الكاتب إن إردوغان يواصل الاستثمار في الإخوان المسلمين في المجال السياسي وغيره. ولا شك أن علامة "رابعة" الشهيرة -رمز عنف الإخوان- ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي ستظهر بابتهاج في التجمعات الانتخابية في تركيا من جانب إردوغان في الفترة السابقة على انتخابات برلمانية مبكرة يوم أول نوفمبر.
وأشار إلى أن علامة "رابعة" الخاصة بالإخوان المسلمين كانت فكرة رئيسية في الحملة الانتخابية، استخدمها الحكام الإسلاميون في تركيا في الانتخابات الثلاث الماضية وهي الانتخابات البلدية في مارس 2014 والرئاسية في أغسطس 2014 والبرلمانية في السابع من يونيو 2015. وقال إنه لا يوجد سبب لضرورة التخلي عنها حيث يعتبرها إردوغان وسيلة سهلة وغير مكلفة لاقتناص الأصوات.
وأضاف أن هوس إردوغان بدور محارب الظل مع النظام المصري، على أمل إعادة بناء نظام للإخوان المسلمين في "الخديوية" العثمانية السابقة، يمثل نبأ سيئا إذ يقوض أي جهد غربي لتحقيق استقرار ولو نسبي في الشرق الأوسط المضطرب.
وقال إن الولايات المتحدة تحتاج دعما إقليميا لتعزيز حملة الحلفاء ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وما تزال مصر حليفا قويا في الحرب ضد الإسلاميين المتشددين. ولم تنضم تركيا سوى حديثا لحملة التحالف بعد شهور من المفاوضات مع حلفائها الأعضاء في حلف الأطلسي. لكن مشاكل تركيا الأيديولوجية مع مصر لن تؤدي سوى لإضعاف جهد الحلفاء والقوى الإقليمية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الكاتب إن طموحات العثمانيين الجدد من الإسلاميين في تركيا في جعل مصر "خديوية جديدة" تحطمت على جدار الواقع في الشرق الأوسط. لكن تلك الطموحات ما زالت حية ويمكن أن تضر بمعركة تحالف متماسك ضد المتشددين.
المقال منشور بالكامل على موقع "جيتستون انستيتيوت" بتاريخ 6 سبتمبر 2015
تعليقات الفيسبوك