قالت باحثة مصرية إن مشروعها البحثي الفائز بجائزة من معهد الهندسة الصناعية الأمريكي وهو أكبر مؤسسة علمية متخصصة في هذا المجال في العالم قد يساعد بلدها مصر وكذلك الدول النامية على النهوض صناعيا.
وقالت جامعة النيل المصرية في وقت سابق من الاسبوع الماضي إن الباحثة الشابة رحاب علي (25 عاما) وهي إحدى الباحثين في الجامعة فازت بالمركز الأول في المسابقة العالمية السنوية التي يجريها المعهد الأمريكي متفوقة على باحثين من 60 دولة.
ويدور البحث الذي أشرف عليه الدكتور أحمد ضيف رئيس قسم الهندسة الصناعية بجامعة النيل بشأن ما يعرف عالميا باسم (التصنيع الرشيق) والعمل على تخفيض التكلفة والفاقد فى خطوط الانتاج الصناعية المختلفة. ويحمل البحث عنوان (التداعيات المختلفة لنظم الإنتاج وتغيرها المستمر مع أليات السوق).
وقالت الباحثة في مقابلة مساء الخميس وهي في طريقها للمطار متوجهة للولايات المتحدة لتتسلم الجائزة يوم الاثنين المقبل خلال المؤتمر السنوي للمعهد "لم يقبل المعهد سوى ثلاثة أبحاث فقط من جميع الابحاث التي قدمت للمسابقة من بينها البحث الخاص بي وبجامعة النيل ونال هذا البحث المركز الأول وفاز باحث مكسيكي بالمركز الثاني أما المركز الثالث فذهب لباحث أمريكي."
وقال الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل لأصوات مصرية "هي طالبة متميزة وبالاشراف السليم والبيئة العلمية السليمة بتظهر كفاءاتها...نحن نتحدث عن منافسة عالمية بها طالبة مصرية تحت اشراف أستاذ مصري وتفوز بالمركز الأول."
وتابعت الباحثة إن ذلك يعني عمليا أن النموذج يحاكي "المنظومات الصناعية يساعد على توفير قياسات للمنظومات الصناعية مثل قياس معدل الإنتاجية ومعدل الجودة وكفاءة المعدات".
وتابعت "الجديد والمتميز في هذا المشروع وسبب حصولي على الجائزة أنه نموذج محاكاة يضع طريقة عملية سهلة لكيفة قياس مؤشرات القياس القابلة للتغيير.. فهو قادر على قياس مدى تأثير المدخلات الجديدة ومتغيرات السوق والبيئة الانتاجية على الاداء في أي وقت."
وعن الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع قالت رحاب "هذا المشروع قد يساعد الدول النامية ومن بينها مصر على النهوض بالصناعة ويحقق عائدا اقتصاديا كبيرا."
وأوضحت "يمكن المشروع المنظومات الصناعية من معرفة أفضل العوامل التي يمكن الاستناد اليها وهو ما يمكنها من تحقيق أعلى انتاجية ويقلل من التكلفة ويسرع في وقت الانتاج ويقلل من الفاقد أو الخسائر خلال عملية الانتاج والتصنيع."
وتخرجت رحاب علي من قسم الهندسة الصناعية في كلية الهندسة بجامعة الفيوم المصرية عام 2009 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف وكانت الأولى على القسم في جميع سنوات التخصص.
كما أنهت مؤخرا مرحلة تمهيدي الحصول على درجة الماجستير في جامعة الفيوم بتقدير امتياز وهي حاليا باحثة في جامعة النيل التي قدمت لها منحة كاملة بمرتب شهري لإنهاء الماجستير في قسم إدارة التكنولوجيا.
ومعهد الهندسة الصناعية (IEE) مؤسسة مهنية متخصصة في دعم مهنة الهندسة الصناعية والأفراد العاملين في مجال تحسين الجودة والإنتاجية. وتأسس المعهد عام 1948 في ولاية جورجيا الأمريكية.
ويأتي فوز الباحثة وجامعة النيل بالجائزة بعد خروج الجامعة من أزمة كادت أن تعصف بها وتهمش من قدراتها العلمية والمادية. وقضت المحكمة الإدارية العليا في إبريل نيسان الماضي بأحقية الجامعة في كل المباني والأراضي التي سحبتها منها الحكومة واعادت تخصيصها لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
وكان مجلس الوزراء قرر إبان الفترة الانتقالية التي تلت الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في 2011 بتخصيص مبانى واراضي جامعة النيل لمشروع مدينة زويل التي يشرف عليها العالم المصري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء أحمد زويل.
وعن الأزمة التي مرت بها جامعة النيل ومدى تاثيرها على الابحاث قالت رحاب "بلا شك كان للأزمة تاثير كبير خاصة بعد انسحاب العديد من الممولين والرعاة.. لكن يكفي أن تعرف أن العديد من الاساتذة والعاملين بالجامعة لم يتقاضوا اجورهم منذ عام لتذهب هذه الاموال للبحث العلمي."
وقال الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل إن هذه الجائزة وغيرها من الجوائز الدولية التي نالها الاساتذة والباحثين بالجامعة "تؤكد على ضرورة استمرار الجامعة والتوسع في انشطتها."
تعليقات الفيسبوك