ترى الكاتبة المصرية نعمات أحمد فؤاد أن تاريخ مصر "الحقيقي" لم يكتب بعد وأن ما يدرس في المدارس هو تاريخ الحكام وحدهم وتشدد على أن المصريين عنصر واحد يضم "الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين" وأن اللغة أو الدين لا يمنح حامله جنسية.
وتقول في كتابها (بالحضارة لا بالسياسة.. قبل أن ينفد الصبر) إن الشعب المصري عرف التدين قبل الشعوب الأخرى ولم يعرف التشدد الديني وإن ما شهدته البلاد من تشدد "في السنين الأخيرة ليس له مثيل في تاريخنا كله" وتنفي أن يكون كل مسلمي مصر من سلالة العرب الذي دخلوا البلاد مع عمرو بن العاص عام 641 ميلادية.
واستنكرت الكاتبة "ترديد القول بين الأقباط: إن المسلمين إنما هم سلالة الفاتحين من جيش عمرو بن العاص."
وتضيف أنه في ظل الحقيقة التاريخية عن وصول المسيحية من فلسطين والإسلام من شبه الجزيرة العربية فلا يكون الأقباط بدينهم المسيحي فلسطينيين ولا المسلمون بإسلامهم عربا وإنما مصريون آمنوا بالمسيحية ومصريون اعتنقوا الإسلام.
وتقول نعمات أحمد فؤاد (80 عاما) إن هذا "لا يسيء إلى العرب بل يشرفهم.. فلأن نكون مصريين أسلمنا خير من أن نكون أعدادا من العرب في مصر."
وقامت المؤلفة بالتدريس في مجال الآداب في جامعة طرابلس بليبيا وجامعتي الأزهر وحلوان بالقاهرة. ولها دراسات في التاريخ منها (النيل في الأدب المصري) ودراسات في النقد الأدبي عن شعراء منهم إبراهيم ناجي وإبراهيم عبد القادر المازني.
وكتاب (بالحضارة لا بالسياسة.. قبل أن ينفد الصبر) الذي يقع في 136 صفحة متوسطة القطع أصدرته (دار نهضة مصر للنشر) في القاهرة.
وتقول المؤلفة إن "الفتح لا يكسب جنسية... واللغة لا تكسب جنسية" وأن اللغة العربية ملك للمصريين جميعا بل تصف السياسي المصري مكرم عبيد (1889-1961) بأنه من أبلغ من خطب باللغة العربية.
وتشدد على أن المصريين "قبط مسلمون وقبط مسيحيون أي مصريون مسلمون ومصريون مسيحيون."
وكان المفكر المصري عزيز سوريال عطية (1898-1988) سجل في كتابه (تاريخ المسيحية الشرقية) أن اللغة القبطية "آخر الصيغ للغة المصرية القديمة التي اتخذت كتابتها أشكالا مختلفة بدءا بالهيروغليفية ومرورا على الهيراطيقية وانتهاء بالديموطيقية... أول نص مصري معروف بهذه اللغة الوليدة قد سجل قبل مولد السيد المسيح بقرن ونصف" كما سجل أيضا أن حقل الدراسات القبطية فقير إذا قورن بحقول الدراسات المصرية القديمة أو الدراسات الإسلامية "مع أن الحقبة القبطية تحتل حلقة جوهرية في الربط بين الحقبتين". وتقول نعمات أحمد فؤاد إن المصريين منذ فجر التاريخ يتخذون من الدين راية للمقاومة.. فبعد وصول المسيحية عام 65 ميلادية اتخذ الشعب المصري من المسيحية "بؤرة يتمحور حولها شعور المقاومة.. مقاومة الرومان المحتلين" وبلغت المقاومة ذورتها في عصر الشهداء عام 284 التي يؤرخ بها لبداية التاريخ المسيحي في مصر. وتقول إن التاريخ الذي "يلقن" في المدارس والجامعات المصرية هو تاريخ الحكام "لا تاريخ الشعب... كتبة التاريخ لا يرون إلا السلطة والسلطان" وتعتبر ذلك إيحاء للطلاب بأن أجدادهم لم يسهموا في صنع التاريخ. وتضيف "لا بد من توعية تقتلع من نفوسنا عبادة البطل."
تعليقات الفيسبوك