اختتمت مساء أمس الأربعاء، أول ندوة من نوعها، ناقشت التحديات التي تواجه الرئيس الجديد د.محمد مرسي علي المستويين الداخلي والخارجي، والتي شارك بها نخبة من الخبراء والسياسيين.
وشهدت الندوة التي نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط سجالا ومقاطعات بين الحاضرين حيال العديد من الملفات الساخنة والموضوعات الشائكة المنتظر أن تواجه الرئيس الجديد، وخاصة ما يتعلق بالعلاقات مع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، والقارة الإفريقية بجانب تحديات مياه النيل والوضع عند حدود مصر خاصة في السودان وليبيا وإسرائيل وغزة.
وأكد الدكتور محمد زكي شفيق، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أهمية التطورات التي تشهدها مصر بعد الانتخابات الرئاسية،الداخلية والخارجية، التي تستوجب دراستها والوقوف عندها حتي يتسني لمصر التعامل معها بما يحقق مصالحها، ويؤدي إلي تطلعات شعبها.
وقال الدكتور كمال المنوفي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، إننا لا نريد رئيس حكومة أو فريق رئاسي يغلب عليه عناصر الأخوان، كما أننا لا نريد حكومة تقوم علي مبدأ المحاصصة، وإنما أن تعتمد علي الخبراء والكفاءات من الشخصيات المستقلة التي تؤمن تماما بمبادئ الثورة، وتعمل علي تنفيذها بأمانة وموضوعية، معتبرًا أن ما دون ذلك سيحول دون نجاح خطة الرئيس.
وتطرق الدكتور محمد مجاهد الزيات، نائب مدير المركز، للتحديات الخارجية التي تواجه الرئيس، مثل البعد الإيرانى، مؤكدا علي أهمية التنسيق المصري السعودي خلال المرحلة المقبلة.
وأكد الزيات على أن البعد الإيراني يمثل أحد التحديات الخارجية التي تواجه الرئيس، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تكون هذه العلاقات علي حساب مصلحة مصر مع دول الخليج، وعدم تفسير موقف مصر الرافض لأي عمل عسكري ضد إيران علي محمل أنها ستقدم على خطوة هذا الاتجاه.
وقال الزيات: إن لإيران تطلعات بالمنطقة ونفوذًا تسعي لفرضه مثل الدور الذي تلعبه في العراق، والذي توقع أن يتنامي ويتعاظم خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا ما سقط النظام السوري، ومعتبرًا أن في تنامي هذا النفوذ مساسا بمصالح مصر ودورها وأمنها القومي مع دول الخليج.
ونصح الزيات بضرورة تنامي الوجود المصري بالعراق عبر توسيع الاتصالات مع كل الأطراف والقوي العراقية، رافضًا أن تكون أي خطوة باتجاه استعادة العلاقات مع إيران علي حساب مصالحها وروابطها مع دول الخليج.
ولفت الزيات إلى أن الملف السوري سيمثل أحد أوجه الصدام والعقبات أمام العلاقات المصرية الإيرانية، مستندا إلي تصريحات الرئيس مرسي في مستهل مباشرة مهام منصبه وانحيازه إلي جانب الشعب السوري.
وفي السياق ذاته تحدث السفير رخا أحمد حسين عن ضرورة إعادة العلاقات المصرية- الإيرانية، مشيرًا إلى حجم روابط دول الخليج مع الدول الايرانية، سواء من حيث الاستثمارات، التي تبلغ عشرات المليارات، أو من حيث وجود سفراء وسفارات متبادلة وهو ما لا يتوافر للعلاقات بين مصر وإيران.
من جانب آخر قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، الكاتب والمفكر، أنه يتعين علي جميع المصريين ومن منطلق أدبي ضرورة الالتفاف وراء الرئيس الجديد المنتخب د. محمد مرسي، أيا كانت مواقف القوي السياسية خلال الانتخابات الرئاسية.
وقال سعيد: إن مصلحة مصر تقتضي وجود مثل هذه الوقفة، داعيا المفكرين وأصحاب الرأي إلى تأييد الرئيس المنتخب كونه بات يعبر عن شعب مصر بكل طوائفه.
وتصدي سعيد لدعوات البحث في إعادة العلاقات مع إيران وفقا لما ورد علي لسان السفير رخا أحمد حسين "مساعد وزير الخارجية السابق"، داعيا سعيد، إلي ضرورة أن تحسب مصر المسألة جيدا والعائد من وراء الإقدام علي مثل هذه الخطوة، وهل تستحق أم لا؟
وأشار في هذا الصدد إلى حجم العلاقات المصرية والاستثمارات الضخمة التي تقدر بمليارات الدولارات مع دول الخليج وكذا أعداد العمالة المصرية بها والتي تتجاوز الثلاثة ملايين.
وتعرض الدكتور سيد فليفل، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، للتحديات التي تواجه مصر سواء من ناحية ما يجري بالسودان، أو من من ناحية العلاقات العربية الإفريقية التي توقع أن تشهد أزمة خلال الفترة المقبلة، وكذا التحديات التي تفرضها العلاقات مع دول حوض النيل.
ودعا إلي صياغة جيدة ومتوازنة لعلاقات مصر بشمال السودان بحيث لا تضر بعلاقاتها مع جنوبه، مشيرا إلى أهمية دول حوض النيل، خاصة الكونغو الديموقراطية التي يمكن أن توفر 10 مليارات متر مكعب من المياه لمصر والسودان.
أما الدكتور طارق فهمي، نائب مدير المركز القومي ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فقد تحدث عن الدور الأمريكي، الذي أكد أنه لا يمكن اختزاله في اتفاقية كامب ديفيد، وإنما هي شريك أساسي لمصر في عملية السلام.
وقال: إن هناك قلقًا بالفعل حيال الكيفية التي ستدير بها الدولة المصرية الجديدة للعلاقات مع الولايات المتحدة، وهل الذي سيعني بها المجلس الأعلي أم الرئاسة؟
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نشوب بعض الأزمات سواء كانت أزمات معلنة أو مكتومة من قبيل قضية الشيخ عمر عبدالرحمن أو غيرها.
وأكد أهمية النظر بجدية لما يجري في إسرائيل من توجهات حيال التوصل إلي كامب ديفيد جديدة، أو إحداث تقسيمات بالمنطقة، وأن نكون حذرين حيال أي وجود فلسطيني علي أرض سيناء.
تعليقات الفيسبوك