قال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اليوم، الإثنين، إن الحل السياسي هو المنفذ للخروج من الأزمة السياسية في مصر بعد فشل "الخيار الصفري العسكري" مؤكدا في الوقت نفسه أن مطالبة الإخوان المسلمين بعودة الشرعية كاملة أمر صعب التحقيق.
وأضاف زكي بني رشيد نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، في مقابلة مع "أصوات مصرية" بالعاصمة الأردنية عمان، أن "الخيار الصفري العسكري انتهى وفشل.. وخيار الإخوان المسلمين في عودة الشرعية الكاملة.. من الصعب أن تتحقق. لذلك اعتقد أن الحل السياسي هو المنفذ."
واستدرك بني رشيد قائلا إن الحل السياسي "الذي يتمناه ويرغب به ويرحب به العسكر والانقلابيون الجدد... مرفوض قطعا من قبل الجميع. فهم يريدون من الإخوان أن يكونوا ديكورا سياسيا في المشهد السياسي.. (وهذه) أحد ترجمات الخيار الصفري."
ولكنه نفى أن يكون هناك تواصل مؤسسي بين جماعتي الإخوان المسلمين في مصر والأردن.
وأضاف "قناعتي أن الظرف لم ينضج بعد حتى يصل جميع الأطراف إلى ضرورة الحل السياسي.. وأؤكد أن جميع الأطراف عليهم أن يصلوا إلى هذه القناعة.. أنا اتحدث عن نظرية سياسية.. الخصوم والمتشاكسون يجب أن يصلوا إلى حل سياسي. خاصة بعد أن فشلت الخيارات الصفرية للعسكر بإنهاء حالة الاحتجاج وفشلهم في إلغاء دور الإخوان المسلمين."
وكانت جماعة الإخوان المسلمين-الأردن، قد أصدرت بيانا في السادس من يوليو أي بعد يوم من عزل الرئيس السابق محمد مرسي طالبت فيه "بالعودة إلى الشرعية الشعبية التي أفرزتها صناديق الاقتراع".
وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عام 1945 بمبادرة من الحاج عبد اللطيف أبو قورة الذي اتصل بحسن البنا مؤسس الجماعة في مصر.
وتحدث بني رشيد عن "اجتهادات خاطئة ارتكبها الإخوان، وهذا لا يخلو من أي اجتهاد بشري.. الخطاب قبل الأخير للرئيس مرسي قال إنه كان هناك أخطاء يمكن تجنبها مثل عدم تمكين الشباب."
لكن بني رشيد أضاف أن من بين الأخطاء أنه "لم يكن هناك اعتبار او التفات إلى إمكانية أن يحصل الانقلاب العسكري ولم تجر إجراءات تحوطية."
وقال إنه كان من الواجب بذل المزيد من الجهد نحو احتواء واستيعاب المعارضة المصرية. "كان ممكن أن يخفف من هذه النتائج أو يعطل الانقلاب.. من أخطاء مرسي عدم تمكنه من صناعة مشروع إعلامي يتساوى مع المشروع السياسي."
لكنه شدد على أن "التجربة كانت مستهدفة سواء أحسن الإخوان أو لم يحسنوا. الإنجازات التي تحققت زمن مرسي كانت إنجازات قياسية ظلمها الإعلام.. لم يكن مرسي يستطيع أن يفرض رأيه أو يمضي سياسته من خلال أجهزة الدولة. الدولة العميقة كانت تعيق.. وزير الداخلية كان متورطا في الانقلاب ورفض أن يحمي مقرات الإخوان المسلمين (أسوة ببقية) مؤسسات المجتمع المدني."
"المسار المصري باتجاه القضية الفلسطينية كانت من أسباب الاستعجال في ضرب هذه التجربة." مشيرا إلى أن دول الخليج دعمت ضرب هذه التجربة "حتى لا تصير مصدر إلهام للشعوب العربية".
"الانقلاب تجربة في عمر الثورة المصرية ولكنه ليس نهاية المطاف."
وأضاف بني رشيد في المقابلة التي جرت في المقر العام للجماعة بمنطقة العبدلي أنه نتيجة لما حدث في مصر كان هناك من حاول أن يحرض على الجماعة في الأردن، وهناك من حرض في بعض وسائل الإعلام على حل الجماعة باعتبارها خارجة على القانون.
"في المقابل كان موقف الجماعة أنه لا يوجد ثمة شيء نخسره كإخوان هنا في الأردن فليس لنا أي مساهمات لا محدودة ولا غير محدودة في مؤسسة الدولة...ولا أي وظيفة من وظائف الدولة. فما الذي يمكن أن يتغير على الإخوان المسلمين... لايوجد ثمة تغيير جوهري وحقيقي على الإخوان."
وحذر بني رشيد من أن "حل الجماعة (في الأردن) يمكن أن يدخل البلد في مغامرة غير محسوبة النتائج والعواقب... الحركة الإسلامية تعاملت مع النظام في المرحلة الماضية بقدر كبير من الانضباط والسلمية والحضارية وعدم السماح بأي انفلات أو جموح للعنف.. وفي حال حل الجماعة فليس هناك من يتحكم بمخرجات هذا القرار.. فربما فرخ القرار مجموعات تخرج من أو تتفاعل بردة فعل وربما تذهب بالبلد إلى استحداث أعمال عنف."
وكان بيان للجماعة في سبتمبر الماضي ندد بقرار السلطات المصرية حل جماعة الإخوان المسلمين هناك، وقال إنه فيما "يتعلق بتأثير القرار على الأردن، فليس من مصلحتنا الدخول في أزمة أو خوض معركة الآخرين."
لكن بني رشيد عاد وأكد على أن أصحاب القرار في الأردن حسموا خيارهم باستبعاد الحل الأمني وتعاملوا مع الإخوان بنفس المنطق السياسي القديم.
وتابع أن من ضمن الدروس المستقاة مما حدث في مصر "أنه لا يوجد شيء مستحيل ولا يمكن استبعاد أي سيناريو من السيناريوهات المطروحة على الطاولة حتى لو كان السيناريو متنحيا .. الذي يتعامل مع الشعب لا بد أن يستحضر كل السيناريوهات وأن يتعامل مع اسوأها وأحسنها."
وشدد على أن من ضمن الدروس التشديد على أهمية الشراكة الوطنية، "فهناك مسؤولية تقع على الجميع" في هذا الصدد.
وقال بني رشيد إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ليست لديها مبادرات خاصة بمصر حاليا لأن "العسكر لم ينضج ظرفهم السياسي لتقبل أي طرح من هذه الطروحات. المبادرة من شأنها أن تعزز بعض القناعات الاقصائية في النظام المصري الانقلابي ولذلك فليس من مصلحة مصر أن يكون هناك طرح مبادرات."
وأضاف "إذا كانت المبادرة إعلامية لتسجيل مواقف، ونحن لسنا بحاجة لها، كان ممكن أن يكون ذلك لكن إذا كانت المبادرة حقيقية فاعلة منتجة.. هذه في العادة لا تكون في الإعلام إلا بعد ضمان نجاحها."
تعليقات الفيسبوك