كتبت: فيولا فهمي
قال محللون إن أولى جولات سباق انتخابات برلمان 2015، شهدت مفاجآت فاقت توقعات الأوساط السياسية وخالفت الحسابات والأعراف الانتخابية سواء بالتراجع الكبير لحزب النور السلفي، ووصول أكثر من 20 مرشحاً قبطياً لجولة الإعادة، في حين فشلت الأحزاب التاريخية في تحقيق أي مكاسب كبيرة.
وتجرى جولة الإعادة للمرحلة الأولى يومي 27 و28 أكتوبر الجاري، بينما تجرى المرحلة الثانية يومي 22 و23 نوفمبر المقبل في 13 محافظة، وجولة إعادتها يومي الأول والثاني من ديسمبر المقبل.
"النور" ينزف
بقائمة انتخابية واحدة في قطاع غرب الدلتا، خسر حزب النور السلفي باكورة معاركه في المنافسة على مقاعد القوائم في المرحلة الأولى من انتخابات نواب 2015.
وتهاوى معظم مرشحيه على المقاعد الفردي والبالغ عددهم 90 مرشحاً في المرحلة الأولى، باستثناء 24 فقط سيخوضون جولة الإعادة.
ودعا حزب النور –الذراع السياسية للدعوة السلفية- إلى عقد اجتماع عاجل، يوم الخميس، لبحث موقف الحزب من عملية الانتخابات البرلمانية، ودراسة إمكانية الانسحاب من المرحلة الثانية للانتخابات.
ويأتي خفوت نجم حزب النور خلال المرحلة الأولى من انتخابات برلمان 2015، بعد حصوله على 22% من مقاعد البرلمان السابق في الانتخابات التي أجريت في 2012، كثاني أكبر كتلة برلمانية بعد حزب الإخوان المسلمين المُنحل.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عادل الضوي، إن ضعف قدرة السلفيين على الحشد في الانتخابات مقارنة بالإخوان المسلمين، أدى إلى خسارتهم في أولى جولات المنافسة من أجل الوصول إلى البرلمان، رغم ضخامة أعدادهم وانتشارهم الجغرافي وقوة إمكانياتهم المادية.
وأضاف الضوي، في تصريح لـ"أصوات مصرية"، أن المزاج الراديكالي العام للسلفيين واعتقادهم بأن الديمقراطية "بدعة مُنكرة"، إضافة إلى عدم وجود رأس قيادي محرك لجمهورهم، هي عوامل أدت إلى فقدانهم حظوظ الفوز في المرحلة الأولى.
وتابع أن جمهور السلفيين مختلف عن جمهور الإخوان المسلمين، حيث يتربى الأول على أسس عقائدية بحتة، بينما يتحرك الثاني في إطار براجماتي وسياسي، وهو ما يبرر اختلاف قدرتهم على الحشد الجماهيري في الانتخابات.
صعود الأقباط
في محافظة المنيا وحدها يخوض 10 مرشحين أقباط على مقاعد الفردي جولة الإعادة، في ظاهرة برلمانية تحدث للمرة الأولى بمحافظة قبلية طالما احتلت مركزا متقدما في عدد الحوادث والاحتقانات الطائفية على مستوى الجمهورية.
كما يخوض أكثر من 10 مرشحين مسيحيين آخرين جولة الإعادة على مقاعد الفردي في باقي محافظات المرحلة الأولى التي شملت 14 محافظة.
وفي برلمان عام 2012 لم يمثل الأقباط سوى 7 مرشحين منتخبين، بينما تم تعيين 5 آخرين، ليبلغ الإجمالي 12 نائبا قبطيا.
وقال مسؤول ملف حرية الدين والمعتقد بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إسحق إبراهيم، إن تفكيك وضعف التيارات الإسلامية، والكثافة السكانية للأقباط في بعض المحافظات، أدى إلى نجاح أكثر من 20 قبطيا في خوض جولة الإعادة بالمرحلة الأولى.
وأوضح إبراهيم، لـ "أصوات مصرية"، أن زيادة عدد المرشحين على المقاعد الفردي يدفع بالناخبين إلى التصويت على أساس الهوية الدينية في كثير من الأحيان.
وتوقع إبراهيم أن تغلب الدعاية الدينية على جولة الإعادة في المحافظات التي تشهد منافسة للأقباط، نظرا لانحصار المنافسة بين مرشحين اثنين فقط أحدهما قبطي والآخر مسلم، مؤكدا أن فقدان التيارات الإسلامية لشعبيتها في الشارع قد يصب في مصلحة المرشحين الأقباط.
احتراق القلاع التاريخية
وأظهرت المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات تفوق الأحزاب والوجوه الجديدة على نظيرتها التاريخية بفارق ملحوظ، حيث لم يستطع حزب الوفد ذو التاريخ السياسي العريق أن يخوض جولة الإعادة سوى على 25 مقعدا فرديا في 14 محافظة.
بينما خسر حزب التجمع الذي يعتبره أنصاره "قلعة اليسار المصري" جميع فرص حصوله على مقاعد فردي في انتخابات المرحلة الأولى، بعد فشل 10 مرشحين منتمين إليه في خوض جولة الإعادة.
يأتي ذلك في الوقت الذي نجح فيه حزب المصريين الأحرار في خوض جولة الإعادة بـ65 مرشحا من إجمالي 80 مرشحا على المقاعد الفردي، بحسب تقديرات عصام خليل القائم بأعمال رئيس الحزب.
كما أعلن حزب مستقبل وطن عن خوضه جولة الإعادة بـ48 مرشحا من إجمالي 88 مرشحا دفع بهم على المقاعد الفردي في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب.
ورصدت منظمات وجمعيات حقوقية راقبت عملية التصويت في الانتخابات، في بيانات المتابعة اليومية، تراجع نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات مقارنة بمشاركة كبار السن والنساء.
وتغيب جماعة الإخوان المسلمين عن الظهور العلني في الانتخابات البرلمانية الحالية، وهو ما قد يكون مؤثراً في ضعف الحشد للناخبين، حيث كانت الجماعة على مدى عقود القوة السياسية الأكبر والأكثر تنظيماً في مصر.
تعليقات الفيسبوك