مقابلة - هدف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب خلق "إدارة موازية" ولا مكان للإخوان

السبت 06-02-2016 PM 09:55
مقابلة - هدف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب خلق
كتب:

* المتقدمون للبرنامج خضعوا لمراجعة أمنية لكن بعض المقبولين لهم آراء معارضة

* لا نعد بتوفير وظائف لكن ارباب العمل سيتهافتون على خريجنا

* المفهوم الصحيح للقيادة هو القيادة بدون سلطة

* نواجه غابة من القوانين المعوقة.. وما نقوم به قطرة في محيط

* قانون الحد الأقصى منعنا من الاستعانة بكفاءات متميزة

* البرنامج مجاني وتكلفته في الخارج 100 الف دولار

كتبت: مها سالم

قال خالد حبيب، مصمم البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، إن البرنامج يهدف إلى خلق "إدارة موازية" لتقوم بما يعجز عنه مسؤولون حاليون، مشيرا إلى أن شباب جماعة الإخوان مستبعدون من البرنامج الذي خضع المتقدمون له لمراجعة أمنية، لكن ذلك لم يمنع من وجود أصحاب آراء معارضة بينهم.

وأضاف حبيب أن استبعاد شباب الإخوان جاء باعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا بناء على حكم قضائي ، مشيرا إلى أن اختيار 500 شاب وفتاة في المرحلة الأولى من البرنامج جاء بغض النظر عن الاختلاف السياسي بينهم.

وفيما يلي حوار أجرته أصوات مصرية مع خالد حبيب حول البرنامج الذي بدأت الدفعة الأولى به الدراسة اليوم السبت:

- ما هو هدف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب؟

- البرنامج يهدف إلى تطوير قدرات الخريجين وتعليمهم مهارات التفكير الإبداعي وعلوم الإدارة والتشريع والإعلام والحكم المحلي والتوجهات الإستراتيجية والأمن القومي، وتم التفكير في البرنامج بسبب تراجع مستوى التعليم واعتماده على الحشو والحفظ، وسوء المنتج، فالشباب غير مؤهل، وهو ما رأيناه بعد ثورة يناير وخروج الشباب المبهر، لكنه فشل في تكوين حزب أو تنظيم نفسه، فكان البحث عن مشروع تأهيلي تدريبي يتضمن كل ما يحتاجه الشباب ليكونوا محترفين في أي عمل يقومون به، بهدف إصلاح منظومة العمل الحكومي.

- كيف تم اختيار سن الشاب؟ وهل تم تحديد خريجي كليات معينة؟

- الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من اختار السن ليكون من 20 إلى 30 عاما، بهدف ألا يكون هناك تلوث كبير من الممارسات السابقة، وليكون في سن مناسب لاستيعاب وتحصيل العلم المكثف المقدم له، ولم نشترط خريجي كليات معينة ولا تخصصات محددة.

- هل الشباب المشاركون في البرنامج سيجري توظيفهم في الحكومة؟

ـ لا.. لن يتم توظيفهم أساسا.. نحن لا نعد بتوفير وظائف، لكننا نعد من سيحصل على هذا البرنامج التدريبي الشامل بأن يصبح مسلحا بأحدث العلوم النظرية والتطبيقية بحيث سيتهافت عليه أرباب العمل، والأولوية طبعا للحكومة التي أنفقت على هذا البرنامج التدريبي ولأن إصلاح الأداء الحكومي يبدأ بموظف محترف.

- هل يقتصر دور الحكومة على تأهيل الشباب فقط في هذا البرنامج.. دون توظيف؟

- سنحتفظ بقاعدة بيانات للمتخرجين نقدمها لمن يحتاج من الشركات، وسنهتم بمشروعات تخرجهم وتقديمها للجهات المختصة للاستفادة منها ومن أصحابها، هذا غير الاحترافية التي نقدمها له وتجعله مؤهلا للعمل في أي مكان، ثم إن اسم الرئاسة دافع للجميع ومستوى الشاب بعد إعداده سيكون مغريا للجميع للاستفادة منه.

- اسم البرنامج "تأهيل الشباب للقيادة" يوحي بأنكم ستؤهلون الشباب لمناصب قيادية لكنكم لن توظفوهم.. هل تداعبون أحلام الشباب؟

ـ  بالطبع لا.. نحن بالفعل نهدف لتأهيل الشباب للقيادة وهذا يختلف تماما عن تولي المناصب القيادية، المفهوم الصحيح للقيادة هو القيادة بدون سلطة قد يكون مشرفا بسيطا علي ثلاثة عمال أو حتي قائدا بلا منقادين، المهم أن يتعلم قيادة العمل.. إدارة عمل وتغيير نمط حياة.. لا أحجر على أحلام الشباب.. هناك من تقدم للبرنامج وقال أحلم أن أكون رئيس مصر القادم بعد 10 سنوات.. جميل.. لكن ماذا ستفعل لتحقق هذا اﻷمل.. هذا هو المعيار.. كل الشباب يتمنى أن يكون محافظا ووزيرا.. أنا سأعلمه أن يكون شابا محترفا ويتبقى له إرادته وصبره ويصل إلى ما يريد.

- هل اختيار اسم البرنامج باعتباره "رئاسيا" كان بهدف جذب الشباب؟ ولماذا لم يعمم هذا النظام على وزارة التعليم العالي؟

- المبادرة انطلقت من الرئاسة فعلا، وكل الدعم الذي نتلقاه هو من الرئاسة مباشرة.. ولا أحد ينكر أن البرنامج يستمد القوة من تبعيته للرئاسة.. كنت أتمنى أن يكون (البرنامج) نموذجا لتغير التعليم الذي نعاني منه، لكننا نواجه بغابة من القوانين المعوقة وتعدد المسؤوليات في ملعب التعليم فى مصر وتوزيعها بين 60 جهة والبيروقراطية التي تخشى التغيير.. ما يحدث حاليا ليس أفضل الحلول و(نموذج البرنامج) تم تطبيقه في شركات أجنبية "الإدارة الموازية " لتدريب نموذج آخر قادر على سد ما عجز عنه المسؤول.. كل ما نقوم به هو قطرة في محيط.

* ماجستير مصغر

- كيف صمم هذا البرنامج التدريبي الشامل؟ وهل تدخلت الرئاسة في المواد التي ستدرس؟

ـ لم يتدخل أي فرد أو جهة.. أنا المسؤول عن محتوى البرنامج ككل.. البرنامج تم تصميمه بأعلي المعايير العالمية وهو يضاهي ما تقدمه البرامج المماثلة في جامعة هارفارد.. أعتبر هذا البرنامج كأنه ماجستير مصغر فهو يتيح للدارس خلال ثمانية أشهر مكثفة تلقي كل أساسيات العلوم المختلفة التي ذكرتها سابقا، ولا يكتفي بالجانب النظري بل يعتمد علي تطبيق كل المحاضرات بشكل عملي في الشركات والهيئات والمؤسسات حسب التخصص، كما أنه يشترط علي الدارسين قضاء 30 ساعة في عمل تطوعي وخدمي وإبداعي خلال الدراسة مثل المعمول به في النظام السويسري، وفي النهاية يقدم كل شاب مشروع تخرج يكون قابلا للتطبيق.

وبالنسبة لللنظام الدراسي، فستكون الدراسة 4 أيام أسبوعيا في الفترة المسائية، أو يومين في الأسبوع الجمعة والسبت طوال اليوم.

- من الذي سيقدم هذا التدريب للدارسين؟

ـ تم ترشيح عدد كبير ممن يصلحون لهذه المهمة من قبل المكتب الرئاسي والجامعات ومراكز التدريب، وأصبحت لدينا قائمة جاهزة اخترنا منها 60 مدربا تم تأهيلهم ببرنامج سريع حتي يقدموا التدريب بالمعايير المطلوبة.

- كيف اخترتم الدارسين؟ وهل أثر الانتماء السياسي للشباب في الاختيار؟

ـ فاق عدد المتقدمين كل التوقعات، فبمجرد الإعلان عن بدء التسجيل سارع آلاف الشباب إلى التقديم، لقد قمنا بتنقيح المتقدمين أوتوماتيكيا وفق الشروط ودون تدخل بشري فوصلوا إلى 5 آلاف، خضعوا لاختبارات في اللغة العربية تقيس قدرتهم على التفكير والتعبير، وفي اللغة الإنجليزية تقيس قدرتهم على فهمها والتعامل بها، ثم اختير أفضل ألف مرشح، عقب ذلك أجرينا اختبارات شخصية لهم لنختار منهم 500 دارس يمثلون الدفعة الأولى في البرنامج.

ومن المقرر أن يفتح باب القبول كل شهرين لاختيار دفعة جديدة بالكيفية نفسها.

الموقف السياسي للشباب لم يؤثر تمام على الاختبارات المؤهلة.. الأمر الوحيد الذي كان له تأثير هو أن جماعة الإخوان أصبحت بحكم المحكمة جماعة إرهابية، وإذا كان هناك شاب أثبتت التحريات الأمنية انتماءه الصريح لجماعة إرهابية فإنه خارج البرنامج.. تمت مراجعة أمنية للمتقدمين.. انا لست طرفا في تلك التحريات لكن الإخوان خارج البرنامج.. لكن الاختلاف السياسي موجود وكثير من الشباب المقبولين لهم آراء معارضة.

- كيف تفاديتم استحواذ خريجي الجامعات على كل الأماكن في البرنامج؟

- تصميم البرنامج راعى إعطاء نقاط أعلى لخريجي التعليم الحكومي إذا ما تمت مفاضلتهم بنظرائهم من خريجي التعليم الخاص، ليس تحيزا لهم لكن عندما يتلقي شخص تعليما أقل فيجيب بمستوى من تلقى تعليما أفضل، يعطي هذا دلالة على أن إمكاناته أفضل ويجب مراعاة ذلك في تقييمه.

* أبناء المحافظات

- هل كان لأبناء المحافظات والأقاليم نصيب كاف في البرنامج؟

- لاحظنا ارتفاع المستوي الثقافي لدي شباب المحافظات عن نظرائهم من شباب العاصمة، كما أن مستوى اللغة الإنجليزية لديهم لا بأس به بينما يتميزون في العربية عن قرنائهم، لذلك حازوا نصيبا جيدا من الأماكن.

- ما هي المعوقات التي واجهت البرنامج الرئاسي؟ وما هي الجهات التي اشتركت في تنفيذه؟

ـ المعوقات التي واجهتنا تمثلت في عدم القدرة علي الاستعانة بالكفاءات العالية جدا التي تتناسب مع أهمية البرنامج لأننا سنصطدم بقانون الحد الأقصى الذي لم أجد له مثيلا ..في العالم كله يقيم الموظف بما يؤديه من عمل وإنتاج، فهذه المناصب القيادية المهمة لا يتولاها إلا من خرجوا على المعاش لأنهم تحت سن المعاش لن يقبلوا بما يسمي الحد الأقصى.

من المعوقات أيضا الروتين الذي نصادفه من الرقابة المالية علي كل جنيه يتم صرفه مما يضيع وقتا ومجهودا، حتى الأماكن التي نحتاجها لتقديم التدريبات يحتاج الحصول عليها إلى موافقات وتصاريح ووقت وجهد، نحن نفتقر إلى الهيكل التصاعدي للإدارة مثل الذي يميز القوات المسلحة ويجعلها الأسرع إنجازا، ما يجعلنا نلجأ إلى الإدارة الموازية كأحد الحلول في ظل غياب المنظومة الأصلية.

كذلك اصطدمنا باتجاه في جزء من الحكومة بأننا ننازعهم الاختصاص، في اعتقادي الشخصي أن الرئيس لم يختر نفس اﻷشخاص الذين أوصلونا للتدهور الذي نعاني منه.. ﻷن كل مسؤول راض عما يقدمه و"شايف" انه مظلوم، وأن من يخرج عن الدائرة الروتينية لا يحب مصر بنفس الدرجة.

- لماذا لا تبادر الرئاسة إلى التصدي لهذه المعوقات؟

ـ الرئاسة تبادر بتقديم الحلول وتذليل العقبات، ولا تتأخر في تنفيذ ما نطلبه ولولاها لما تقدمنا تلك الخطوات التي وصفتها بالجيدة.. أرى أن ما حققناه من نتائج حتى الآن مناسب جدا رغم أنه كان يمكن أن نحققه في شهر واحد.

- كم هي الميزانية التي رصدت لهذا المشروع؟ وكم أنفقتم منها حتى الآن؟

ـ تم رصد 20 مليون جنيه سنويا للبرنامج من صندوق "تحيا مصر"، وما أنفقناه حتي الآن ونحن نبدأ التدريب هو رقم يكاد لا يذكر وهذا يرجع إلي أن الجزء الذي أنجزناه هو في معظمه يعتمد على فريق المتطوعين الذين يعملون على هذا البرنامج.. هذا البرنامج المكثف يكلف الطالب الواحد في الخارج 100 ألف دولار بينما نقدمه نحن بالمجان بدعم من الدولة، وستتم اتاحة المحتوى إلكترونيا للجميع بالمجان.

- كان هناك برنامج أطلقه أيضا جمال مبارك تحت اسم جمعية المستقبل وأيضا مركز اعداد القادة فى النظام السابق لمبارك ..هل هناك فرق بين ما قدم في تلك البرامج وبرنامج الرئاسة لتأهيل الشباب ؟

-اﻷهداف ربما تتطابق مع تلك البرامج ، لكن الفيصل مع استكمال الفكرة والاستفادة، ورغم خلافنا السياسى مع  نظام مبارك لكن كانت هناك محاولات للتطوير ولم تكن محسوسة منا بسبب حجم الفساد.. واكيد تلك البرامج كان هدفها جيدا ،لكن بسبب طريقة التطبيق انها كانت مجرد وسيلة للقرب من الحاكم ومنظومته السياسية والعمل فى احدى الوزارات ...هنا لا أقول للشاب انى سأعينه أو أن وجوده له مدلول سياسيى ..لو لم ينجح بشكل متفوق وقدم مشروع تخرج فلن يكفيه اسم البرنامج ...بل سيكون على نفس السلم مع اى شاب لم يحصل على التدريب، لكن الفرق انى انتظر من الشاب الذى حصل على التأهيل ان يشق طريقه بطريقة أسرع جدا.. وهناك فرق هام ان اعضاء الفريق كلهم مستقلون ومتطوعون ونحن غير محسوبين على اى نظام نعمل بشكل وطنى وتطوعي.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys