على عكس ما صرح به الإخوان المسلمون فى شهر يناير من العام الماضى، بأنهم لن يدفعوا بأى مرشح من بينهم على منصب رئيس الجمهورية، وأن هذا وعد منهم للشعب المصرى، تبخرت الوعود، وتطايرت فى الهواء، مساء اليوم السبت، بعد إعلانها ترشيح المهندس خيرت الشاطر رسميًا على منصب رئيس الجمهورية.
ينظر مقربون إلى الشاطر على أن ذكاءه جعله يقفز فجأة، من عضو بالجماعة، إلى منصب نائب المرشد العام، فى حين يراه آخرون أن "الذراع الاقتصادى" للجماعة، حيث إنه رجل أعمال له باع طويل فى مجال "البيزنس".
ولد خيرت الشاطر فى الرابع من شهر مايو لعام 1950، فى محافظة الدقهلية، وله عشرة من الأولاد والبنات وستة عشر حفيدًا، حيث عمل بعد تخرجه فى الجامعة، معيدًا ثم مدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة المنصورة حتى عام 1981، ثم أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراراً بنقله خارج الجامعة مع آخرين ضمن قرارات سبتمبر 1981.
عمل الشاطر بالتجارة وإدارة الأعمال، وشارك في مجالس وإدارات الشركات والبنوك، وبدأ نشاطه العام الطلابي والسياسي في نهاية تعليمه الثانوي عام 1966، ثم انخرط في العمل الإسلامي العام منذ عام 1967، وشارك في تأسيس العمل الإسلامي العام في جامعة الإسكندرية منذ مطلع السبعينيات، وارتبط بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1974، ثم تدرج في مستويات متعددة وأنشطة متنوعة في العمل الإسلامي من أهمها مجالات العمل الطلابي والتربوي والإداري.
انضم الشاطر لعضوية مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1995، وهو النائب الثاني لمرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف، كما قام بتأسيس موقع إخوان ويب، وهو الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية، حيث باشر الموقع بإجراء حوارات مع المراكز البحثية الغربية أحدثت صدي واسعاً، كما قام بتقديم رؤىً جديدة ومعاصرة عن جماعة الإخوان المسلمين للعقل الغربي.
عرف عن الشاطر أنه أسس بمقالته التى حملت عنوان "لا تخافوا منا" التي نشرها له أصدقائه البريطانيين في صحيف"الجارديان" البريطانية، رغبة جماعة الإخوان المسلمين الرسمية في التواصل مع الغرب بمراكزه البحثية ومثقفيه والمهتمين بشئون الحركة الإسلامية، وجاءت هذه المقالات بعد الفوز الكبير لمرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في عام 2005، وبروز مخاوف غربية نشرت في كتابات متعددة حول الصعود المقلق لما يسمي بتيار الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وقد كان تأسيس موقع إخوان ويب قبيل ذلك مدعاة لجعل خيرت الشاطر نموذجاً حوارياً مع الغرب من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
تعرض خيرت الشاطر للسجن ومصادرة ممتلكاته نحو ست مرات، كان أولها فى عام 1968 في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، لاشتراكه في مظاهرات الطلاب في نوفمبر 1968 حيث سجن أربعة أشهر، وفُصل من جامعة الإسكندرية وجُنِّد في القوات المسلحة في فترة حرب الاستنزاف قبل الموعد المقرر لخدمته العسكرية المقررة قانونياً.
كما تعرض الشاطر للسجن في عام 1992 لمدة سنة، فيما سمي بقضية سلسبيل، كما تم حبسه 1995 حيث حُكم عليه بخمس سنوات في قضايا الإخوان أمام المحكمة العسكرية، فضلا عن حبسه لمدة سنة عام 2001.
في الرابع عشر من ديسمبر عام 2006 تم توقيف الشاطر ومجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعلمائها ورجال الأعمال البارزين بها بلغ عددهم 40 قيادياً، حيث تم عرضهم في بداية الأمر علي القضاء المدني الذي برأهم وأمر بإطلاق سراحهم ثلاث مرات في القضية رقم 963 لسنة 2006، فتمت إحالتهم بأمر من الحاكم العسكري رئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك في 5 فبراير 2007 إلي محاكمة عسكرية استثنائية وسرية منعت عنها الكاميرات ووسائل الإعلام.
بعد ما يزيد عن سبعين جلسة من المحاكمة وفي 15 أبريل 2008 أصدر لواء من سلاح المشاة يدعي عبد الفتاح عبد الله علي أحكاماً مشددة بالسجن ومصادرة الأموال علي 25 متهماً منهم 7 خارج البلاد كما قضت بتبرأة 15 متهماً، بلغت جملة الأحكام 128 سنة ما بين 10 سنوات لقيادات الخارج حتي 3 سنوات وكان نصيب الشاطر فيها سبع سنوات وهي أقصي عقوبة شهدتها المحاكمات العسكرية للإخوان في عهد مبارك.
إلى ذلك، ينتظر الشاطر خلال الفترة الحالية، العفو العام عنه من قبل المجلس العسكرى، حيث باتت العقبة الوحيدة التى تعوق ترشيحه، هى قضية ميليشيات الإخوان فى 2007 والتى لم يحصل على أى رد اعتبار فيها حتى الآن، بينما يمنى الإخوان أنفسهم بأن المجلس العسكرى سيعفو عن الشاطر أسوة بما تم مع الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد، أملا فى أن يجلس مرشح الإخوان على كرسى "قصر الرئاسة".
تعليقات الفيسبوك