كتبت: أمنية طلال
قالت الروائية أمنية طلعت إن ثورة 25 يناير كانت بارقة أمل للمرأة المصرية لأنها شاركت فيها بقوة وكذلك في الأحداث التي تبعتها، موضحة أنها لم تتوقع هبوط الوضع الدستوري والقانوني الحالي للمرأة.
وأضافت طلعت، في مقابلة مع أصوات مصرية، أن هناك شهيدات كثيرات تم تجاهلهن وسحب لقب الشهيدة منهن، مشيرة إلى وجود صراع مجتمعي كبير بعد مشاركة المرأة الصادمة لتيارات الإسلام السياسي الذين حاولوا السيطرة على الثورة منذ أيامها الأولى.
وأشارت طلعت إلى أن المجتمع لم يكن مؤهلا لاستقبال قوة مشاركة المرأة ودفاعها عن حريتها وحقوقها، مؤكدة أن كل محاولات استبعاد المرأة من المشهد السياسي فشلت رغم كل ما تعرضت له النساء من انتهاكات لم تدفعها للبقاء في المنزل.
وأمنية طلعت كاتبة مصرية تميزت بمناقشة قضايا المرأة من خلال مقالاتها في جريدة البديل، ونشرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان "مذكرات دونا كيشوتا" التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2004، كما صدرت روايتها الثانية "طعم الأيام" عن دار الدار في منتصف عام 2009.
وأوضحت طلعت أن وضع المرأة دستوريا مزر وينبىء بخروج قانون لإجبارها على الحجاب.
وقالت إن وضع المرأة في حالة هبوط منذ تسعينيات القرن، مشيرة الى الأوضاع السياسية التي سادت المنطقة العربية بعد دخول العراق الكويت والحالة السياسية المضطربة في المنطقة.
كانت مرفت تلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة قالت إن المرأة غابت تماماً عن المشاركة في الحياة السياسية حتى أصبحت مصر في مؤخرة قائمة الدول العربية بالنسبة لتمثيل المرأة في المجالس النيابية، مؤكدة أن تراجع ترتيب مصر في التقارير الدولية نتيجة طبيعية لتردي وضع المرأة في جميع المجالات.
وأضافت أمنية طلعت أن حرب العراق أدت الى ظهور تيارات دينية تستخدم السلاح للدفاع عن الأراضي العربية والإسلامية وكانت تقوم بالتضييق على المرأة، موضحة أن ذلك ما حدث في العراق حيث تم التضييق على المرأة العراقية وحدث نفس الشيء في مصر.
وأشارت إلى أن الأحداث المتتالية بعد حرب الخليج الأولى كان لها تأثيرات اقتصادية على المنطقة تأثرت مصر بها بشكل كبير، قائلة "إن الحكام في مصر واجهوا هذه الأزمة بنوع من التغييب وفتحوا الباب للتيارات الدينية الرجعية التي عملت على تغييب الشعب حتى لا يكون هناك ضغط شعبي على الحكومة".
ولفتت طلعت إلى أن صعود تيار الإسلام السياسي إلى الحكم أثر سلبا على وضع المرأة، مشيرة إلى أنه تم الترويج لأفكار معادية للمرأة منها أن جسد المرأة حرام، ومكان المرأة المنزل، وأنها الجوهرة المكنونة، وأنها سبب بطالة الرجل.
واستنكرت المنظمات النسائية إقرار اللجنة التشريعية بمجلس الشورى قانون انتخابات مجلس النواب دون اعتماد تدابير تدعم مشاركة المرأة، معتبرة ذلك تمييزا ضد المرأة.
ويتضمن القانون وضع كل قائمة مرشحة واحدة على الأقل من النساء دون الاشتراط بتحديد مكانها في النصف الأول من القائمة.
وقالت إن الترويج لأهمية حجاب المرأة والنقاب بدأ في التسعينات حتى وصل الى ذروته فيما قبل الثورة وزاد بصعود تيار الإسلام السياسي.
وأضافت أن المرأة على أرض الواقع في الشارع المصري أصبحت أكثر وعيا وأكثر نشاطا في المطالبة بحقوقها والتعبير عن رأيها من خلال الانضمام لحركات نسائية والمشاركة في وقفات احتجاجية، وإدراك أهمية صوتها الانتخابي، قائلة "على المستوى الشعبي المرأة في تصاعد كبير".
وشددت طلعت على أن الحكومة مازالت منفصلة عن الشعب في قراراتها وتحركاتها خارجيا وداخليا، موضحة "الرئيس محمد مرسي يخاطب جماعته وحزبه ويتجاهل مليون مواطن".
وأعربت عن اعتقادها بأن الحركات الشعبية الحالية ستنظم نفسها تحت عدة ألوية سياسية ومن ضمنها الحركة النسائية، مشيرة إلى أهمية وجود قوى شعبية تعمل بشكل حقيقي، قائلة "المصريين هيجيبوا حقهم بإيديهم".
وقالت إن روايتها الجديدة تصدر أول مايو المقبل بعنوان "نسائي الجميلات"، موضحة أنها لأول مرة تتناول حياة 4 شخصيات نسائية في رواية كاملة، مشيرة الى أنها تناقش الصراع لدى شخصيات الرواية مع ما تربين عليه من عادات وتقاليد معادية لحرية المرأة.
وأضافت أن الرواية تناقش حالة لسيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة رافضة التعامل مع المرأة على أنها سلعة تباع للرجل في سوق دون النظر لعقلها وفكرها وامكانياتها الأخرى.
وأوضحت أن عنوان الرواية يحمل خصوصية لأنها تروي عن نساء عايشتهن وشاهدت كيفية تغلبهن على العادات البالية التي تقيد المرأة قائلة "إحنا كنساء يجب أن نكون جميلات في حياتنا وسعداء وقادرات على الاستمرار في الحياة".
تعليقات الفيسبوك