إعداد: دينا عفيفي
رغم رفض محكمة مصرية لدعوى حجب فيس بوك، لكنه مازال هو والأجهزة الذكية المحمولة في قفص الاتهام لأسباب أخرى تهدد سلامة الجسم وقوة العقل وجمال وجه من يدمن استخدام تلك الابتكارات وتحوله لما يسمى "وجه الكمبيوتر".
كانت محكمة القضاء الإداري في مصر قضت هذا الأسبوع بعدم قبول دعوى حجب فيس بوك، لرفضها الأسباب التي وردت في صحيفة الدعوى التي اعتبرته "يفسد الأخلاق ويساعد على انتشار الشائعات".
لكن لنصارح أنفسنا، فنحن جميعا أدمنا أجهزتنا الالكترونية. أصبح أغلبنا يعيش في عالم يعتمد علىها أكثر من أي وقت مضى ويقوم على التواصل والحصول على المعلومات بشكل فوري وعندما لا نجد هواتفنا المحمولة ربما ينتابنا الذعر.
وتقول خدمة التر نت في مقال بموقعها على الانترنت إن المشكلة هى أن ما من أحد يريد أن يعرف الثمن الذي ندفعه جراء هذا السلوك، لان عاداتنا فى استخدام التكنولوجيا تحدث دمارا هائلا في صحتنا البدنية والذهنية وكذلك قدراتنا، لذلك فإن معرفة المخاطر المحتملة وحلولها هى خط الدفاع الأول في مواجهة الشيخوخة المبكرة والآلام وتراجع القدرات الذهنية.
وفيما يلي خمسة أمراض لابد أن تكون على معرفة بها في عصرنا الرقمي:
آلام العنق
ترى في كل مكان مراهقين أو أشخاصا في منتصف العمر أو متسوقين من كل الأعمار وهم ينكبون على أجهزة صغيرة ويحملقون فيها بشكل دائم وأعناقهم منحنية بزاوية تسبب ألما شديدا ويبقون على هذه الوضع دون حركة وكأنهم تجمدوا.
هذا الوضع بسبب استخدام الهواتف المحمولة يمكن أن يدمر العنق والعمود الفقري. ينكفئ الناس على هواتفهم الذكية لأسباب عديدة، إما لكتابة الرسائل النصية أو متابعة الفيس بوك أو الرد على رسائل البريد الالكتروني أو إرسال صور عبر انستجرام ولا يدرك كل منهم أنه يعرض عنقه وعموده الفقري لضغط هائل سيظل يلاحقهم طوال حياتهم.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه "مع انحناء العنق للأمام وإلى الأسفل يبدأ الحِمل على منطقة العنق في العمود الفقري في الزيادة. وبزاوية انحناء 25 درجة يصل هذا الحِمل إلى نحو 12 كيلوجراما وبزاوية 30 درجة يصل الحمل إلى 18 كيلوجراما تقريبا وبزاوية 45 درجة يبلغ الحِمل 22 كيلوجراما وبزاوية 60 درجة يصل الحِمل إلى نحو 27 كيلوجراما."
وهناك نصيحتان اساسيتان لتجنب هذه المشكلة:
- انظر للأسفل بعينيك فليس هناك حاجة لثني العنق.
- استخدم يدك لتسند رأسك عليها في هذه الحالة.
- المواظبة على التمرينات الرياضية.
ضعف السمع
هذه بالطبع ليست أنباء سارة لأنها تعني أن ضعف السمع لم يعد مشكلة تخص كبار السن وحدهم. أصبح هناك احتمال متزايد أن يعاني أغلبنا من ضعف السمع في سن مبكرة بشكل متزايد. إذا لم تكن تعاني بالفعل من عدم سماع الكلام الذي يدور حولك بشكل معتاد، فربما يكون هذا اليوم قريبا، وأقرب مما تتوقع وستلاقي هذا المصير إن لم تكن تعمل طوال حياتك على حماية سمعك بشكل فعال.
والأجهزة الالكترونية ليست السبب الوحيد في ضعف السمع في مرحلة مبكرة من العمر، بل كذلك الضوضاء اليومية التي أصبحنا جميعا نعتبرها طبيعية لكنها في واقع الأمر تضر بأسماعنا. كل الأصوات الصاخبة تحدث ذبذبات في طبلة الأذن وإذا استمر الصوت لفترة لطويلة وبدرجة ارتفاع كبيرة يمكن أن تحدث ضررا بالجهاز السمعي إلى الأبد.
لكن أيضا انتشار استخدام الأجهزة المشغلة للموسيقى التي يمكن حملها في أي مكان جعلت هذه المشكلة تتضاعف. وتقول صحيفة نيويورك تايمز "أظهرت دراسة وطنية أجرتها الرابطة الأمريكية للتخاطب واللغة والسمع عام 2006 أن من بين مستخدمي الأجهزة المحمولة المشغلة للموسيقى تحدث 35 في المئة من البالغين و59 في المئة من المراهقين عن أنهم يستمعون للموسيقى بأصوات عالية."
والنصيحة العامة لحماية الأذن هى أن تحمل معك دائما سدادات للأّذن وخفض صوت أي ملفات صوتية أو موسيقى تستمع إليها.
التشوش الذهني
يمثل الأثر الحقيقي من جراء الاستخدام المتواصل للأوساط الرقمية موضوعا كبيرا غير محسوم، لكن العلم بدأ يلتقط بعض الخيوط التي لا تنبئ بأخبار طيبة. ببساطة الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يجعلنا أقل إنتاجا وأقل قدرة على الراحة وأكثر عرضة للنسيان.. الخلاصة إنها تجعلنا أكثر غباءَ.
يمضي الكثير من الناس أيامهم على أجهزة الكمبيوتر ولياليهم على الهواتف المحمولة في الرد على الرسائل النصية والبريد الالكتروني، ويسبب هذا كما تشير دراسة أجرتها مؤخرا جامعات فلوريدا ومتشيجان وواشنطن الأمريكية إلى انعدام قدرة الناس على استعادة طاقاتهم في ساعات الراحة، مما يعني تراجع الإنتاجية هذا فضلا عن السلامة الذهنية.
ومن المشكلات التي تسبب اضطرابا في النوم وفي القدرات المعرفية الميل إلى القراءة على الأجهزة المحمولة أكثر من قراءة الكتب المطبوعة. قالت ريتشيل جريت من موقع مايك الإخباري إن دراسة في 2014 أظهرت أن "من يقرأون القصص المشوقة على الأجهزة اللوحية لا يجيدون تذكر تسلسل الأحداث بالدرجة التي يجيدها من يقرأون القصص ذاتها مطبوعة."
وكلما انخرطت في القراءة الرقمية كلما أصبح من الصعب عليك التعمق في قراءة كتاب مطبوع. ومن الفوائد الأخرى لقراءة الكتب المطبوعة زيادة المشاركة الوجدانية وتراجع الضغوط النفسية والحصول على قسط أفضل من النوم. إن هناك الكثير من الكتابات عن الأثر المدمر للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية على الساعة البيولوجية لدى الإنسان مما يؤدي إلى تراجع القدرة على النوم وحدوث مشاكل نفسية وذهنية.
وجه الكمبيوتر
عندما تمضي وقتا كبيرا للغاية أمام شاشة الكمبيوتر فإن هذا يؤثر على شكلك الخارجي. وأصبح جراحو التجميل يقولون إن عددا متزايدا من النساء يكتسبن ما يطلق عليه "وجه الكمبيوتر" بسبب تكون التجاعيد حول العينين وفي منطقة الجبهة واللغد بسبب النظر لأسفل لفترات طويلة. قال جراح التجميل لصحيفة ديلي ميل "إذا أمضيت أغلب وقتك وأنت تنظر لأسفل فإن عضلات العنق تضمر وتترهل مما يعني تَكون اللغد." وعندما يعمل الناس فإنهم يتعرضون للضغوط النفسية فترتسم على وجوههم ملامح الجدية أو حتى الغضب وتصبح هذه الخطوط مرسومة بشكل دائم على وجوه الشباب.
والحل هو الوقوف وتحريك العنق وتغيير تعبيرات الوجه وتحريك شاشة الكمبيوتر إلى مستوى العينين.
المشاكل البصرية
لا شك أن الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة حسبما تتطلب وظائف كثيرة يسبب ألما في العينين وتشوش الرؤية وآلام الرأس. ولكن الأطباء لم يتأكدوا بعد من أن هذه المشكلات تسبب تلفا دائما للعينين، وهناك حل يمكنك القيام به، إذ إنه يمكن القضاء على الكثير من المشاكل التي تعاني منها العينان من خلال تغيير بيئة العمل. يقول معهد شاي للعيون بمركز بن الطبي إن "الحد من الإضاءة والانعكاسات المبهرة على شاشة الكمبيوتر من خلال تعديل إضاءة الغرفة أو إسدال الستائر أو تغيير مدى سطوع الشاشة أو تركيب مرشح على الشاشة" كلها خطوات ستساعد في ذلك.
وهناك نصائح أخرى يقدمها المعهد وهى، "تحريك شاشة الكمبيوتر لجعل العين في وضع مريح. يجب أن تكون الشاشة على مسافة ذراع أو أكثر (ما بين 50 و65 سنتيمترا) حتى تكون العينان في وضع مريح. كما يجب أن تكون الشاشة أمام الوجه مباشرة بدلا من أن تكون إلى الجانب للحد من الضغط على العينين. لابد أن يكون مركز الشاشة أدنى من العينين بواقع ما بين 10 و20 سنتيمترا للسماح للعنق بالاسترخاء وتقليل المساحة المعرضة من العينين بما يقلل الجفاف والحك."
وربما تكون الآن مستعدا لأخذ فترة راحة بعيدا عن الشاشة.
تعليقات الفيسبوك