اتحد الأزهر والكنيسة الكاثوليكية وكنيسة انجلترا يوم الاثنين في المطالبة بإنهاء الرق الحديث خلال 20 عاما فيما يعد اتفاقا نادرا بين الأديان. وأصدر الأزهر والكنيستان بيانا مشتركا عن إقامة "شبكة الحرية العالمية" التي أعلن في البيان المشترك الخاص بها أن "الاستغلال البدني والاقتصادي والجنسي للرجال والنساء والأطفال" جعل 30 مليون إنسان في العالم حبيسي العبودية. وبجانب الاتفاق على يوم صلاة عالمي من أجل ضحايا العبودية تم الاتفاق على "تطهير كل أنشطة الإمداد والاستثمار الخاصة بالمؤسسات الثلاث من العبودية واتخاذ إجراء علاجي إذا لزم الأمر" والضغط على الحكومات والشركات لفعل الشيء نفسه. والعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة انجلترا ودية على الرغم من اختلافهما حول تنصيب النساء أساقفة وقضايا المثليين بينما علاقات الكنيسة الكاثوليكية والأزهر تتحسن بعد ثلاث سنوات من التباعد الشديد. وقال الأسقف مارسيلو سانشيز سوروندو الذي وقع البيان عن الفاتيكان إن البابا فرنسيس وصف الاتجار بالبشر والعبودية المعاصرة ابتداء من العمل الجنسي الإجباري وانتهاء بالعمل بالسخرة في الزراعة بأنه "جريمة ضد الإنسانية". وقال إن هذا المثال النادر من التعاون بين الكنيستين الكاثوليكية والأنجليكانية والأزهر يمكن أن يسهم في إقامة علاقات أوثق بين الأديان. وتحدث إلى الصحفيين خلال حفل التوقيع قائلا "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي نعمل فيها معا على هذا النحو." وأضاف أن العلاقة بين الأديان تحتاج إلى الحذر في الدراسة والتعامل. وأضاف "لكن فيما يتصل بالمسائل الأخرى أي المسائل الإنسانية فإن القيم الإنسانية المشتركة تتمثل في أننا يمكن ان نعمل معا ويمكن أن يكون هذا مهما للنشاط النظري." وقال مطران كانتربري جوستين ويلبي الذي يرأس كنيسة انجلترا والراعي الروحي للرعايا الأنجليكان في العالم في بيان إن هناك حوارا وثيقا بين الأنجليكان والكاثوليك منذ عام 1966.
وأضاف "التحدي الذي يواجهنا هذه الأيام هو أن نجد طرقا أساسية لوضع قيادتنا الدينية ومهمتنا الروحية حيث الدين وأن نكون مدعوين إلى وحدة أعمق في الجانب الذي يقف فيه الفقراء وفي قضية الحق وعدالة الله." واضاف "نحن نكافح ضد الشر في أماكن محاطة بالسرية وفي شبكات محصنة بشدة من الخبث والقسوة." وجمد الأزهر العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية عام 2011 بعد أن أدان البابا بنيديكت في ذلك الوقت الهجمات على مسيحيين في مصر والعراق ونيجيريا وقال إن الأقليات الدينية هناك تحتاج لحماية أفضل. وقال محمود عزب الذي وقع الوثيقة نيابة عن شيخ الأزهر أحمد الطيب إن خبرة السنوات الثلاث الماضية من العلاقات المتصدعة مع الفاتيكان تبين أن اللقاء لمجرد الحديث "غير كاف." وأضاف أنه بعد انتخاب البابا فرنسيس قبل عام "بمجرد أن رأينا علامات إيجابية استأنفنا (الاتصالات) في وقت مناسب. كنا فقط نبحث عن جدول أعمال." وتوافقت المبادرة مع إقامة مؤسسة ووك فري فاونديشن التي أقامها قطب التعدين عن خام الحديد الاسترالي أندرو فوريست لكافحة العبودية الحديثة. وقال فوريست إن الحملة ليست متصلة بجهود تحسين ظروف العمال محدودي الدخل في العالم وقال إنها موضوع منفصل عن العبودية. لكن العزب قال إن العمل بأجر محدود يمكن أن "يمهد الأرض" للعبودية. وأضاف "أعتبر أن يكون أجر المرء ضعيفا جدا..أجر صغير جدا جدا جزءا من العبودية." وتابع "التربح من احتياجات البشر وأخذ كل جهدهم وطاقتهم دون أداء أجر لهم أو بأداء أجر قليل جدا جزء من العبودية"
تعليقات الفيسبوك