كيف تغيرت أوضاع المرأة بين ثلاثة أجيال؟ شخصيات عامة نسائية تحكي تجاربها الشخصية

الأربعاء 18-03-2015 PM 11:33
كيف تغيرت أوضاع المرأة بين ثلاثة أجيال؟ شخصيات عامة نسائية تحكي تجاربها الشخصية
كتب:

احتفلت مصر هذا الأسبوع بيوم المرأة المصرية الذي يوافق يوم 16 مارس من كل عام. وقد تم اختيار هذا اليوم لأنه يحمل ذكرى سقوط أول ضحية من النساء المصريات في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني.

وتظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي، وشاركت معها زوجات السياسيين المصريين، وطالبات مدرسة السنية الثانوية للبنات، رافعات شعار الهلال مع الصليب.

كما تحتفل البلاد أيضا هذا الأسبوع بعيد الأم في 21 مارس، وبهاتين المناسبتين توجهت أصوات مصرية بسؤال عدد من الشخصيات العامة النسائية عما تغير في ظروف المرأة بين أجيال الجدة والأم والإبنة؟

فريدة النقاش (كاتبة صحفية)


في زمن أمي كانت قضايا المرأة مطروحة لكن لم يتحقق منها إلا القليل نظرا لأن الاقتصاد كان منهارا وبالتالي لم يلتفت أحد إلى الحقوق الاجتماعية والسياسية للمرأة.

في زمني عشت حياتي العملية بعد ثورة يوليو 1952 وكانت هناك ثلاثة مكاسب حقيقية حصلت عليها المرأة، متمثلة في الحق في التعليم المجاني، والحق في العمل على نطاق واسع، وتأمين حقوقها الدستورية، وفقا لدستور 1956.

في زمن ابنتي لا تزال الحقوق الشخصية للمرأة منقوصة، حيث ظلت قوانين الأحوال الشخصية التي بدأت في عام 1907 كما هي فمازال بيت الطاعة موجودا، ومازالت الولاية التعليمية للرجل، ومازال هناك تمييز بين الرجل والمرأة في قانون العقوبات، وأدى التراجع الاجتماعي إلى زيادة نسبة البطالة بين النساء.

لكن حالة الوعي العام تزايدت بين النساء وخرجن للدفاع عن حقوقهن وشاركن في الثورة والموجات الثورية، وبالتالي أصبحن يدافعن عن حقوقهن بأساليب أكثر تقدما.

تيسير فهمي (ممثلة)


لم تتمتع أمي بحقوق كثيرة مثل حقها في استكمال تعليمها، والعمل، أو الزواج في سن مناسب، فهي تزوجت مبكرا وأنجبت 7 أبناء، ولكنها لم تكن مقهورة رغم غياب معظم حقوقها، حيث كان والدي تقدميا في أفكاره.

في زمني حصلت على مكاسب كثيرة نتيجة تربية أبي، لكن هناك نساء كثيرات يعانين القهر بسبب الثقافة الذكورية السائدة وهي النسبة الأكبر في المجتمع، لكن هذا لا يمنع أن هناك مكاسب حصلت عليها المرأة بشكل عام لدينا منها حق التصويت في الانتخابات والترشح.

في زمن ابنتي مازالت قوافل الختان التابعة لحزب النور تجوب شوارع الإسكندرية، وهناك عنف يمارس ضد المرأة باسم الدين، وهناك حالة انحلال أخلاقي تعاني منه المرأة في صورة تحرش جسدي يمارس ضدها.

شاهندة مقلد (ناشطة سياسية)


المرأة في زمن أمي لم تحصل على معظم حقوقها، لكنها عاشت في فترة ثورة 1919، فاستطاعت أن تخرج إلى الشارع وتشارك ولو بشكل محدود، كما خلعت وقتها الحجاب، لكن لم تحصل على أي حقوق اجتماعية شخصية أو سياسية.

في زمني أصبح لدينا حق الترشح والانتخاب وكانت أمي محرومة منهم من قبل، لكن المرأة حصلت على مكاسب كثيرة في الحقبة الناصرية منها حقها في العمل على نطاق واسع والمساواة في الأجر وتقلد الوظائف العليا.

في زمن ابنتي رغم حصول المرأة على عدد من المكاسب السياسية كحصة في البرلمان والمحليات، إلا أنها مازالت تعاني من ضعف في قوانين الأحوال الشخصية.

نهاد أبو القمصان (حقوقية)


في زمن أمي حقوق المرأة دائما كانت منقوصة، لكن لم تتعرض النساء للتحرش رغم عدم ارتدائهن الحجاب فكانت النظرة المجتمعية للمرأة نظرة راقية.

في زمني نص الدستور صراحة على المساواة بين النساء والرجال، وتم تجريم التمييز على أساس النوع في الدستور، لكن في الواقع مازالت المرأة تعاني من عدم تقلد المناصب العليا، أو إتاحة فرص العمل للجنسين بشكل متساو.

في زمن ابنتي هناك قوانين كثيرة تحتاج إلى تعديل منها قانون العقوبات، وقوانين الأحوال الشخصية، أيضا لابد من تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة في الأجر بين الجنسين.

فيروز كراوية (مطربة)


في زمن أمي كان وقت صعود الاشتراكية في الستينيات، وكان توجه الدولة نحو الاهتمام بحقوق المرأة خاصة في التعليم والعمل، لكن الثقافة المجتمعية بقيت كما هي، وبالتالي بعد الانفتاح الاقتصادي حدث تراجع في المجتمع وكثير من النساء عادوا إلى المنزل.

وفي زمني النساء محظوظات أكثر من زمن أمي، حيث إن الانفتاح على الثقافات الأخرى ودخول الإنترنت جعل المرأة أكثر وعيا بحقوقها، وحصلت على مكاسب أهمها بالنسبة لي انتشار المسارح المستقلة، وخلق مساحة جديدة للفن بعيدا عن سيطرة الدولة أدت إلى ظهور عدد من الفنانين الموهوبين، إلا أن هناك بعض القيود ما زالت مفروضة على المرأة.

في زمن ابنتي الحال مختلف تماما نظرا لأن القيود المفروضة على المرأة أقل بكثير من زمننا، ونحن نختلف عن أمهاتنا، لكن مازالت النساء يعانين من عدم المساواة في الأجر وتقلد المناصب وبعض القوانين، وهو ما يؤثر سلبا على وضعهن.

أماني محفوظ (شاعرة)


في زمن والدتي كانت هناك حالة حرية في ارتداء الفساتين والملبس، واختيار زي يليق بالأنثى دون التعرض لها بأي أذى، رغم غياب حقوق أخرى اجتماعية للمرأة، لها علاقة بسوق العمل والحقوق الاجتماعية بشكل عام.

في زمني حالة الحرية كانت أعلى نسبيا من زمن أمي وظلت الأخلاق الكريمة موجودة، ولم أعرف معنى التحرش في صباي، وفي الوقت نفسه كانت الفرصة المتاحة للمرأة في التثقيف والخروج وحضور الفعاليات المختلفة أكبر بكثير من زمن أمي.

في زمن ابنتي لا يمكن للأنثى أن ترتدي فستانا حتى لا تتعرض للتحرش، وهو ما جعلني أفرض قيودا رغما عني على ابنتي حتى لا تتعرض للإيذاء من المجتمع، لكن فرص النساء في العمل أفضل بكثير حيث اتسع سوق العمل بعيدا عن المهن التقليدية مثل المدرسة أو الطبيبة أو الممرضة.

سامية جاهين (مطربة)


أرى أن حرية المرأة لا تنفصل عن حرية الأوطان كما قالت وداد متري، وأرى أن زمن أمي وزمني وزمن ابنتي متشابهون بفروق طفيفة، فلا حرية للمرأة في وطن مقهور، فالنساء مازلن يعانين من قهر سياسي وقمع وهو الغالب على الأزمنة الثلاثة.

وإذا كانت المرأة حصلت على حريات أو حقوق فهي ضمن الحريات التي حصل عليها المجتمع بأكمله.

أمنية طلعت (كاتبة وروائية)


في زمن أمي لم تكن المرأة تتمتع بحقوق كثيرة، وكان هناك تضييق مجتمعي عليها في الخروج للشارع، فأمي حرمت من استكمال تعليمها نظرا لعدم وجود مدرسة قريبة من بلدتها، كما أنها حرمت من الخروج من المنزل بعد فسخ زواجها الأول بواسطة أهلها قبل الفرح بأيام، وقام والدها بتزويجها من رجل متزوج ولديه ابنتان نظرا لقلة فرصها في الزواج، ولكن في الوقت نفسه وجدت فرصة عمل بالشهادة الإعدادية وهو أمر غير متاح الآن، كما أنها كانت ترتدي ما يناسبها من الملبس بحرية شديدة ودون تعرضها للتحرش أو مضايقات من الشارع.

في زمني حصلت المرأة على فرص أفضل في التعليم، وأتيح لنا فرص عمل أفضل، وكان الوضع الاقتصادي أفضل بكثير، فلم يكن لدينا مشكلة في السكن، أو الإنفاق بشكل عام، لكن ظلت النساء يتمتعن بحقوق محدودة فهي لم تتساو بالرجال في الأجر أو اعتلاء المناصب، أو العمل في مهن بعينها مثل المهندس المنفذ في المواقع.

في زمن ابنتي الوضع الاقتصادي أسوأ بكثير، وحالة التعليم سيئة، لكن حالة الحرية التي تتمتع بها النساء أكبر من ذي قبل منها حقها في اختيار زوجها، وعدم التمسك ببعض التقاليد في الزواج وغيره، وصدور قانون الخلع، والسماح للمتزوجة بالسفر بدون إذن الزوج، وأيضا الخروج والمشاركة في العمل العام رغم بعض التراجعات في المجتمع ومحاولة السلفيين التقليل من شأن النساء، إلا أن البنات أكثر دفاعا عن حريتهن واستقلالهن.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys