تراشق مؤيدون ومعارضون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي بالحجارة في وسط القاهرة اليوم الثلاثاء وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
ووقع العنف في وقت حقق فيه اقتراح الأزهر إجراء محادثات للخروج من الوضع الراهن تقدما على ما يبدو.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنها مستعدة للمشاركة في المحادثات ما دامت ستجرى بناء على ما وصفتها بالقواعد السليمة.
واعتصام جماعة الإخوان المسلمين في منطقتي ميدان النهضة ومسجد رابعة العدوية بالجيزة والقاهرة هو محور الأزمة حاليا. وواصل أنصار مرسي تحصين أنفسهم في موقعي الاعتصام اليوم الثلاثاء بينما لا يزال قادة البلاد الانتقاليون يبحثون سبل فض الاعتصامين.
ولا يبدو تحرك الشرطة لفض الاعتصامين وشيكا رغم التحذيرات المتكررة من الحكومة التي طالبت المعتصمين بالانصراف سلميا.
واندلعت الاشتباكات في وسط القاهرة عندما اتجهت مسيرة تضم بضعة آلاف من أنصار الرئيس المعزول إلى وزارة الداخلية.
وتهكم سكان وعمال بمتاجر مؤيدون للجيش على المتظاهرين واصفين إياهم بالارهابيين ثم قذفوهم بالحجارة قبل أن يرد عليهم أنصار مرسي بالحجارة أيضا.
وألقى بعض المعارضين لمرسي زجاجات على المشاركين بالمسيرة من الشرفات ثم أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وفر نساء وأطفال شاركوا بالمسيرة مذعورين.
وامتدت الاشتباكات لعدة شوارع وأصابت حركة المرور في القاهرة بالشلل.
وقال كريم احمد وهو طالب كان يضع على رأسه خوذة ويلوح بصورة لمرسي وهو يقذف مبنى للوزارة بحجر "المفاوضات ليست هي السبيل يجب ان يعود كل شيء الى ما كان عليه. يجب ان يعود مرسي."
وتولى مرسي السلطة في يونيو حزيران 2012 ليصبح اول رئيس منتخب بشكل حر في مصر عقب الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.
لكن مرسي فشل في وضع حد للتدهور الاقتصادي وأثار قلق كثير من المصريين بمساع لاحكام قبضة الاسلاميين على السلطة فيما يبدو.
وعزل الجيش مرسي وسط احتجاجات ضخمة على حكمه. ويحتجز مرسي في مكان لم يكشف عنه وأودع قياديون آخرون في جماعة الاخوان رهن الحبس على ذمة تحقيقات وقضايا.
ويقول وسطاء أجانب إن جماعة الاخوان يجب أن تقبل بأن مرسي لن يعود للحكم وإن السلطات الجديدة يجب أن تعيد الجماعة إلى العملية السياسية.
وأشارت جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية في مصر اليوم الثلاثاء إلى استعدادهما للمشاركة في اجتماع دعا إليه الأزهر صاحب المبادرة الوحيدة المعلنة لانهاء الأزمة سلميا بعد انهيار الوساطة الدولية الاسبوع الماضي.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة "نعم..اذا التزموا بالقواعد التي نطلبها" مضيفا ان المحادثات يجب ان تكون على أساس "اعادة الشرعية الدستورية".
وقال الحداد ان الاخوان المسلمين سيعارضون مقترحات شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب لانه أيد عزل الجيش لمرسي. وأضاف أنه كانت هناك اتصالات مع مسؤولين آخرين في الازهر.
وقال يونس مخيون رئيس حزب النور إن حزبه دعي إلى محادثات الأزهر.
وأضاف ان الازهر يحاول جمع كل من طرح مبادرة للاتفاق على مبادرة واحدة ورؤية يمكن استخدامها للضغط على كل الاطراف لقبولها.
لكنه قال إن ما يعقد الجهود هو التوتر بين الإخوان والأزهر.
وتخطط الحكومة المؤقتة لإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر تليها انتخابات رئاسية لكن عليها الان أن تسعى لحل مسألة اعتصامي مؤيدي مرسي.
ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم في أعمال العنف السياسي في مصر بعد عزل مرسي من بينهم عشرات من أنصاره قتلوا في اشتباكات مع قوات الامن في واقعتين.
وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر رئاسية أنه بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي في وقت متأخر أمس الإثنين من المرجح أن تطوق قوات الأمن اعتصامي الاسلاميين دون أن تتخذ خطوات أقوى قد تؤدي إلى إراقة دماء.
وقال مصدر أمني للاهرام ان اجراءات الامن شددت حولهما لمنع إدخال اسلحة إليهما.
وقال العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين فريد إسماعيل إنه لا يتوقع أن تفض وزارة الداخلية الاعتصامين بالقوة بسبب الخسائرا لبشرية المحتملة.
وأضاف أن هذا سيكون "جريمة" كبرى تضاف إلى "الجرائم" التي ارتكبت.
وقال إن أعداد المعتصمين كبيرة للغاية وبينهم أسر كاملة.
ومن ناحية أخرى حددت محكمة مصرية اليوم الثلاثاء يوم السابع من سبتمبر ايلول لبدء محاكمة بعض حلفاء مرسي ومن بينهم القيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي بتهم خطف وتعذيب اثنين من أفراد الأمن.
تعليقات الفيسبوك