اعتادت أماني زكريا شراء كمية من كعك العيد سنويا، وهي حلوى مصرية تقليدية مرتبطة بعيد الفطر الإسلامي، ولكنها قررت تغيير عادتها هذا العام وشراء مكونات الكعك وصنعه منزليًا بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار الذي بلغ 55 جنيهًا للكيلو.
وترتبط أنواع من الحلوى التقليدية في مصر بمناسبات دينية، ومنها كعك العيد الذي يقدم في عيد الفطر، ويصنع من الدقيق والسمن والسكر.
وقالت أماني التي تعيش في المحلة بوسط الدلتا وتحدثت مع "أصوات مصرية" عبر الهاتف، إنها صنعت 2 كيلو من الكعك بتكلفة تقترب من 50 جنيها، وتشير إلى أن هذه التكلفة تقل عن سعر الكيلو الواحد لدى المخابز الفاخرة.
ولكن أماني تقر أن بعض الأنواع تقل أسعارها عن هذا المستوى، وتتراوح أسعار الكعك في متاجر القاهرة وبعض المدن المصرية بين 20 و55 جنيها للكيلو حسبما تحقق مراسلو "أصوات مصرية".
ويقر سيد عبد الحميد المدير والشريك في "حلواني شيخ البلد" بضاحية حلوان جنوبي القاهرة بوجود ارتفاع في الأسعار للعام الحالي، ولكنه يرجعه للارتفاع في المكونات.
وارتفع سعر القمح الفاخر نحو 35% خلال عام منذ رمضان الماضي من 3 جنيهات إلى 4,5 جنيه في السوق المحلية، بينما ثبتت اسعار السكر والسمن، ويقدر عبدالحميد الارتفاع في سعر الكعك بما نسبته 2 إلى 3%.
ويقول سيد عبد الحميد الذي التقته "أصوات مصرية" -في متجره الهادئ قرب محطة مترو حلوان بمنطقة تعتبر القلب التجاري لهذه الضاحية- إن مبيعات العام الحالي أقل من العام الماضي وأن مبيعات العام الماضي كانت أقل من السابق له، ويرجع ذلك إلى تباطئ الاقتصاد بعد الثورة.
ويعتقد أن تراجع الشعور بالأمن أثر على طريقة إنفاق الناس، ويقول "اللي معاه فلوس ماسك عليها"، مرجحًا أن ذلك سبب تراجع الإنفاق على الحلويات.
ولكن تراجع المشتريات ليست سمه عامة، فمسئول بمتجر "تسيباس" الفاخر للحلويات بوسط القاهرة يرى أن مستوى المبيعات مستقر مقارنة بالعام الماضي.
وبالنسبة لكمال عبدالحميد الذي يمر بالعيد الأول بعد خروجه وزوجته على المعاش فقد اضطر لشراء كميات إضافية من كعك العيد بعد زواج بنته الثانية خلال الصيف الحالي، فهدايا العيد لا يمكن الاستغناء عنها حسبما يقول.
ويصنف الدكتور سامر سليمان الأستاذ المساعد للاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حلوى العيد من السلع الاستهلاكية التي تحظى بمرونة متوسطة، أي أن الطلب عليها يتأثر بشكل ضعيف بتغير الأوضاع الاقتصادية، بسبب ارتباطها بعادات اجتماعية راسخة.
ويقول سليمان "مرونة الطلب على الحلويات بعامة محدودة، طبعا هي أكبر من مرونة الطلب على الخبز والسجائر، ولا يمكننا أن نصفها ضمن سلع الرفاهية باي حال من الأحوال".
ولكن الأسعار لم تكن العامل الوحيد لدى الأسر المصرية، حيث قررت نها حسن (ربة منزل من الطبقة الوسطى) عدم شراء حلوى عيد الفطر هذا العام بسبب اتباع أسرتها لنمط غذائي جديد ترغب من خلاله في تقليل الدهون والنشويات والسكريات على المائدة.
ولا تنكر نها حسن ان ارتفاع الأسعار شجعها على اتخاذ قرار الامتناع عن شراء كعك العيد، وتقول "بالفعل الأسعار مرتفعة جدا هذا العام".
تعليقات الفيسبوك