إنه عام 1945.. الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها.. اليابان بلد مهزوم لكن على جزيرة شيكوتان الصغيرة يعيش طفل أحلاما أكبر من أن تكسرها ويلات الحرب.
جونبي أو جيوفاني هو بطل قصة فيلم الرسوم المتحركة الياباني "جزيرة جيوفاني" الذي عرض أمس السبت ضمن المسابقة الرسمية الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي وأخرجه ميزوهو نيشيكوبو.
يعيش جونبي مع اخيه كانتا ووالده ضابط الجيش على جزيرة شيكوتان الصغيرة التي كانت تشهد هدوءا نسبيا رغم سنوات الحرب.
معاناة الجزيرة الحقيقية تبدأ فيما تضع الحرب أوزارها وتعلن اليابان استسلامها إيذانا ببدء فترة السلم. تحتل قوات الاتحاد السوفيتي الجزيرة وتبدأ في طرد السكان من بيوتهم والإقامة فيها.
في خضم كل هذا يحاول جونبي الذي يسمى نفسه جيوفاني تيمنا باسم بطل قصة عن فتى يملك تذكرة قطار يسافر عبر العوالم ويصل للجنة أن يعيش مع أخيه الصغير كانتا أو كامبانيلا حياة طبيعية يمكن خلالها إقامة صداقة مع أبناء القوات المحتلة وحيث تحاول أحلام الطفل وخيالاته أن تجد لنفسها مكانا في ذاكرة بلد هزم في الحرب.
ويعتمد المخرج نيشيكوبو على الرسوم اليدوية ثنائية الأبعاد ولا يستخدم تكنولوجيا رسوم الكمبيوتر المعقدة إلا لرسم مشاهد الخلفية ويعزو ذلك إلى أنه يرى أن رسوم الكمبيوتر ربما تحوي عناصر الإبهار البصري لكنها قد تؤثر على القيمة العاطفية لحكايته.
ترتبط الخيالات في الفيلم باللون الأزرق والبنفسجي عندما يترك جونبي وكانتا الأرض ليركبا قطار العوالم كي يحملهما بعيدا إلى عوالم تتحول فيها أرواح البشر إلى نجوم متلألئة.
وبينما تغلب على الواقع درجات البني والرمادي يكافح الطفلان مع مدرستهما وعم عابث للتعايش مع فكرة فقدان والدهما الذي اعتقلته القوات السوفيتية ومع الجوع والبرد والعيش على أرض غريبة تم نفيهم إليها.
تتغير الألوان وتنضج الخيالات ويصبح القطار الذي يجوب العوالم وسيلة لكي يرى بها جونبي وكانتا والدهما من جديد وتصبح تذكرة الركوب الأمل في العودة مرة أخرى إلى الوطن المحتل والجزيرة التي احتضنت أحلام الطفولة.
ويتنافس الفيلم مع 15 فيلما آخر بين روائي وتسجيلي على جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي.
تعليقات الفيسبوك