قال عمرو البيباني، المدير العام لوكالة ميرسك ايجيبت الملاحية، إن التوسعات الجديدة في القناة جاءت متماشية مع مقترحات طرحتها الشركة على هيئة القناة منذ أواخر عام 2013 لاختصار زمن العبور.
وأضاف البيباني، في مقابلة مع أصوات مصرية، أن الوكالة التابعة لشركة ميرسك لاين تسعى حاليا لإقناع الهيئة بإدخال تعديلات على نظام الملاحة بما يسمح بعبور حمولات أكبر، في ظل الاتجاه العالمي للاعتماد على عمليات النقل بالأحجام الكبيرة.
وتعد ميرسك لاين أحد الكيانات التابعة لميرسك جروب، أكبر شركة لتداول الحاويات في العالم، وساهم نشاط الشركة في نقل الحاويات عبر قناة السويس بنسبة 14% من إيرادات القناة عام 2014، بحسب بيانات عرضت في ورشة عمل نظمتها ميرسك أمس في القاهرة مع الصحفيين حول انعكاسات توسعات قناة السويس على التجارة العالمية.
"مئة في المئة من السفن الحاملة للحاويات (كونتينر) تستطيع أن تعبر حاليا من قناة السويس، ولكننا ننظر للمستقبل"، كما قال البيباني، مشيرا إلى وجود اتجاه عالمي برز خلال العامين الأخيرين للاعتماد على النقل بحمولات أكبر يدفع الشركات المصنعة للسفن، لدراسة إمكانية تعديل تصميماتها بما يتناسب مع الأحجام التي يطلبها السوق.
وأضاف "عندما طرحت ميرسك عمليات نقل لسفن بـ 18 ألف حاوية مكافئة طرح غيرنا سفنا بـ 19 ألف حاوية مكافئة.. نحتاج إلى أن نعرف (من الهيئة) إمكانية العمل بـ20 أو 21 ألف حاوية مكافئة حتى نبدأ في إعداد دراساتنا".
وأشار البيباني إلى أن نقل حمولات أكبر عبر قناة السويس قد لا يتطلب بالضرورة استثمارات جديدة في القناة، ولكن تعديلا في شروط الملاحة، قائلا "لائحة (شروط الملاحة في القناة) تم وضعها منذ فترة طويلة.. من الممكن أن تستوعب القناة حاويات أكبر إذا تم تعديل شروط العبور." لكنه لم يذكر تفاصيل.
وبحسب البيباني فإن هيئة قناة السويس أتاحت لميرسك منذ 2013 تقديم مقترحاتها لتطوير القناة من خلال ورش عمل كانت تنظم كل ثلاثة أو ستة أشهر، وهو ما يصفه البيباني بأنه "ظاهرة جديدة".
وشملت توسعات قناة السويس الأخيرة إنشاء قناة موازية بطول 35 كيلو مترا وتوسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والملاح، واستهدفت عملية الحفر الضخمة اختصار زمن الانتظار لعبور القناة إلى ثلاث ساعات مقارنة بما يتراوح بين 8 إلى 11 ساعة في السابق، وزمن العبور من 18 ساعة إلى 11 ساعة بحسب بيانات موقع قناة السويس.
وتمثل التوسعات الجديدة في القناة إصلاحا حيويا لنشاط ميرسك لاين حيث ترتبط سفنها بمواعيد عبور في عدة موانيء لإفراغ الشحنات وأي تعطل في الجدول الزمني المخطط يعرضها لمخاطر التأخر، الأمر الذي يوضحه البياني قائلا "منذ نهاية 2013 ونحن نتحدث (مع هيئة القناة) أن السفن تنتظر لوقت طويل (بالقناة).. والسفينة مرتبطة بموعد وصول في الميناء المقبل وعندما تتأخر تضطر للانتظار (لوقت أطول من المخطط له)".
وتتمتع قناة السويس بوضعية تنافسية قوية في عمليات النقل بين آسيا وأوروبا، حيث تعد الطريق الأقصر لمسارات التجارة بين القارتين، كما اتجهت مؤخرا للمنافسة بشكل أكبر على حركة التجارة بين آسيا والولايات المتحدة، حيث أعلنت ميرسك في مارس 2013 عن نقل عمليات الشحن الخاصة بها بين آسيا والشاطيء الشرقي للولايات المتحدة إلى قناة السويس، بدلا من قناة بنما، مع اتجاه الشركة للاعتماد على شاحنات أكبر في الحجم لتوفير التكلفة.
لكن مع التوسعات الأخيرة في قناة بنما التي يتوقع افتتاحها في 2016 يرى خبراء أنها قد تسهم في جذب جزء من حركة الملاحة من السويس لصالح بنما.
وقال البياني إن قناة السويس تستطيع أن تحافظ على وضعها التنافسي في مواجهة بنما من خلال تمييز حركة التجارة بين آسيا والولايات المتحدة بحوافز في أسعار رسوم العبور.
تعليقات الفيسبوك