بدأ عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، في استخدام تكتيكات "جديدة قديمة" في الدعاية الانتخابية قبل أيام من انطلاق السباق الرئاسي رسميا يوم السبت القادم.
المسيرات الحاشدة التي تسير أمامها سيارة نص نقل تحمل صورا كبيرة لموسى ومكبرات صوت ضخمة لتجوب "حواري" القرى والمدن في مختلف المحافظات، والمرور وسط عدد من أنصاره على المنازل، وحتى اصطفاف مؤيديه على جانبي الطريق ليحييهم من نوافذ الحافلة التي يستقلها خلال الطريق الطويل بين مقر حملته في القاهرة والمحافظات البعيدة، أصبحت أحد أهم طرق حملة موسى في الدعاية الانتخابية.
المؤتمرات الانتخابية الضخمة، والتي تعتمد على سرادق كبير وعشرات من شاشات العرض الضخمة في أكثر من مكان خارج السرادق كانت أيضا أحد الأساليب الأخرى لموسى لإظهار القوة، لكسب مزيد من الأصوات، أو على الأقل تحييد معارضيه الذين يتعقبونه في كل جولاته في محاولات "تفشل دائما" لإفساد زياراته الانتخابية للمحافظات.
موسى أجرى أمس الأربعاء زيارة للشرقية، عقد في ختامها مؤتمرا حاشدا في فاقوس، أعلن خلاله أنه ملتزم بتحقيق ثلاثة أهداف جذرية حال انتخابه رئيسا للجمهورية أولها وضع نهاية بلا رجعة للنظام الفرعوني المتمثل في حكم الدولة المصرية حكما فرديا جبريا عبر فرض القرارات من أعلى السلطة "رئيس الجمهورية" إلى أسفلها أي الشعب وأنه سيقيم بدلا منه نظاما ديمقراطيا لا مركزيا يتيح مشاركة الجميع في السلطة بحيث تمتد المشاركة السياسية إلى جميع المواطنين في القرى والمحافظات.
وجدد موسى رفضه لفكرة التوافق علي رئيس بين مختلف القوي الفاعلة في البلاد، مؤكدا أنه لا يقبل مطلقا أن يكون الرئيس الذي يأتي بناء على أوامر من أحد، لكنه يريد أن يكون الرئيس التنفيذي القادر على إدارة الأمة، وأنه ينوى تعيين نائب له كما سيعين رئيس الوزراء بشكل مشابه للنظام الفرنسي فهو يأمل أن يمثل منصب الرئيس كافة شعب مصر.
وقدرت حملة موسى الرسمية عدد الحضور في مؤتمره بما يزيد علي ثلاثين ألف، استقبلوه بالزغاريد والمزمار البلدي، بعد موكب استقبال في مدخل المحافظة بأكثر من ثلاثمائة سيارة، بدأها –كما اعتاد منذ بدء جولاته الانتخابية- بصلاة العصر بمسجد الطاروطي بوسط المدينة، ثم قاد مسيرة ألفية باتجاه مطرانية فاقوس والعاشر من رمضان، حيث استقبله الأنبا يوحنا إسحق، راعي المطرانية ،الذي أشار إلي أنه لن يستطيع أحد أن يخرج بمصر سوي رجل دولة محنك سياسياً له علاقات تمكنه من إدارة شئون الدولة في هذه المرحلة الصعب ، وتمني لموسي التوفيق والنجاح مشيراً إلي الاستقبال الذي لاقاه اليوم لم يحدث من قبل في تاريخ المدينة.
توجه موسي من المطرانية إلي السرادق المعد للمؤتمر الجماهيري الذي بدأت فعالياته بآيات قرأنية تلاها شيخ المسجد ثم كلمة ترحيب للربان عمر المختار رئيس حزب الاتحاد العربي المصري، ذكر فيها بمواقف موسى ووصفه بالخبير السياسي وهو ما قاله عنه الشيخ الشعراوي أنه من طور الدبلوماسية المصرية حيث جعلت من موسي خميرة سياسية صادقة ووطنية، مشيراً أيضاً لأحاديث الساسة الإسرائيليين ومادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الذين قالوا عنه أن الأمور لن تستقيم بالشرق الأوسط طالما عمرو موسي موجود علي رأس الدبلوماسية المصرية وبعدها تم إقصاءه من منصب وزير الخارجية.
أشاد موسي في كلمته بأهالي محافظة الشرقية الذين يتميزون بالكرم والأخلاق علي مر التاريخ وهم مشهود لهم بذلك معرباً عن سعادته بمساندتهم وتأييد الكثير منهم له.
وأضاف موسي أن الديمقراطية تقوم علي حفظ الكرامة المصرية وإصلاح ما أفسد وأمامنا جهداً وجهاداً كبيراً لنعيد بناء مصر ونعيد العدالة والكفاءة وحسن الإدارة وعمل الحكومة هو أن تكون في خدمة الناس وليس أن تطغي عليهم.
وأكد موسي أنه سيكون هناك رعاية صحية جيدة للمواطنين ومحاربة الفساد والفقر والبطالة ولا يوجد سبب واحد لتأخر مصر أو إعادة بنائها، مشيراً إلي أنه لا يمكن الاستمرار في إهمال الفلاح والريف والزراعة والعامل والعشوائيات، وأن الحكم الرشيد والرصين يجب أن يرسم للمستقبل القريب والمستقبل البعيد.
وتابع موسي: أعلم مشاكل مصر ومحافظات مصر من بطالة وعدم توافر المشروعات الصغيرة التي تساعد الشباب في توفير دخل ثابت لهم ونقص الإمكانيات في جميع المستشفيات بالمحافظة، وأدرك أن الوحدات الصحية مباني فقط ولا يوجد بها أي إمكانيات وإذا وجدت لا يوجد بها هيئة أطباء أو تمريض، وأغلبية القرى تعانى من مشاكل الصرف الصحي وعدم وجود بنية تحتية وجميع شبكات الصرف والمرافق العامة تحتاج إلي تجديد جذري شامل.
وقال موسى: "أرى في الأفق وبجلاء مستقبلا مشرقا ينتظر هذه الأمة العظيمة التي كسرت بثورتها قيود وأغلال الماضي ونفضت عن كاهلها غبار الفساد والظلم والتخلف المتراكم، وإنني أدعو جميع أبناء هذه الأمة أن نسعى إلى بدء البناء العظيم الذي به وحده ستشرق على البلاد شمس المستقبل المرتقب".
تعليقات الفيسبوك