افتتح وزير البيئة خالد فهمي ووزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر اليوم، الخميس، أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ بمنطقة وادي الحيتان بمحمية وادي الريان في محافظة الفيوم.
وقال وزير البيئة خال فهمي خلال الافتتاح -بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الوزارة ستطرح قريبا على مجلس النواب أسلوبًا جديدًا لإدارة المحميات من خلال مجالس تنفيذية يمثل فيها أبناء المناطق المحيطة لتفعيل الدور المجتمعي، إلى جانب أعضاء من المجلس والمهتمين بهدف الحفاظ عليها واستثمارها لتحقيق موارد مالية تغطي احتياجاتها وتتيح فرصا جديدة للعمل وتصبح مصدرًا لموارد الدولة.
وأشاد فهمي بالتعاون الإيطالي في تنمية عدد من المحميات بالفيوم وسيوة ووادي الجمال بالبحر الأحمر وسانت كاترين، مؤكدًا أنه سيتم خلال أيام توقيع اتفاقية مع إيطاليا للحفاظ على المحميات الطبيعية والتخلص الآمن من المخلفات بتمويل قدره أربعة ملايين يورو، مؤكدا أن خطة الوزارة تستهدف الاستفادة من عناصر الجذب السياحي المتعددة التي تتمتع بها مصر ومنها السياحة البيئية وسياحة مشاهدة الطيور وسياحة السفاري.
وأشار فهمي إلى أن هذا المتحف هو الأول من نوعه من حيث مقتنياته النادرة، فهو يحتوي على حفريات يرجع عمرها لملايين السنين، كما يمتاز بتصميمه المعماري المتماشي مع طبيعة وادي الحيتان والذي قام به أول فريق علمي مصري متخصص في الحفريات من الخبراء الشباب بوزارة البيئة.
وأوضح الوزير أن الهدف من إنشاء المتحف هو إظهار ثروات مصر الطبيعية والترويج للسياحة البيئية والكشف عن تغير المناخ من خلال الحفريات التي تم اكتشافها في منخفض الفيوم خاصة وادي الحيتان، ورؤية تغير أشكال الحياة على مدار ملايين السنين تبعاً لتغير المناخ على كوكب الأرض منذ نشأته وصولاً لعصرنا الحديث الذي يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ.
ويعرض المتحف حوت "الباسيلو سورس أيزيس" وهو أضخم حوت متحجر، كما يعرض مجموعة فريدة من الحفريات الفقريات ذات القيمة العلمية، ويُظهر للمرة الأولى الأطراف الخلفية "الأرجل" لحوت "الباسيلو سورس أيزيس" والتي تعود أهميتها إلى إعطاء الدليل القاطع على تطور الحيتان وانتقالها من كائنات أرضية تعيش على اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش في مياه البحار والمحيطات.
من جانبه، قال وير التنمية المحلية أحمد زكي بدر إن مصر تمثل كنزا مهما للتراث الطبيعي والعالمي بما لديها من شواهد وحفريات تؤرخ للتراث الإنساني.
وقال السفير الإيطالي بمصر ماوريسيو ماتزاري -خلال الافتتاح- إن بلاده وفرت ما قيمته 11 مليون دولار لإنشاء هذا المتحف من منطلق حرصها على دعم العلاقات الثقافية ومختلف مجالات التعاون مع مصر .
وأشار محافظ الفيوم وائل مكرم إلى أن المتحف يمثل نموذجا للتعاون الحقيقي بين أجهزة الدولة بالمحافظة ووزارة البيئة والبرنامج البيئي للتعاون المصري الإيطالي (مشروع دعم المحميات الطبيعية بمصر) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمات المجتمع المدني بالفيوم.
وأوضح أن منطقة وادي الحيتان تمثل متحفاً جيولوجياً مفتوحاً وفريدا من نوعه على مساحته البالغة 400 كيلو متر مربع، وتعد محمية وادي الريان -التي يقع ضمنها وادي الحيتان- منطقة تراث طبيعي هامة للمعرفة الإنسانية لاحتوائها على مئات الحفريات لحيوانات بحرية منقرضة، وأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" كانت أعلنت منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي عام 2005، كما اختارتها كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان وبقايا الحفريات.
وقال محافظ الفيوم إن المحافظة اختيرت عاصمة للسياحة البيئية الريفية من 2015 وحتى 2020، مطالبا وزير البيئة باستغلال منطقة وادي الريان لتكون منطقة جذب سياحي عالمي ومحور جديد للتنمية على أرض المحافظة.
تعليقات الفيسبوك