- عدم تخصيص مقاعد للمرأة في مجالس الأندية يخالف الميثاق الأوليمبي
- لا أعيش في دور "المحلل الشرعي"
استطاعت د. سحر عبد الحق، رئيسة نادي النصر الرياضي، أن تترك بصمتها على النادي منذ فازت برئاسته قبل نحو عام في خطوة لم يسبق لها مثيل في مصر والعالم العربي وجعلته أول ناد في القاهرة يدخل رياضة قيادة الدراجات وقالت "إحنا سبقا السيسي" في قيادة الدراجات، مشيرة لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي للترويج لتلك الرياضة.
وقالت في مقابلة مع أصوات مصرية "إحنا سبقنا الرئيس السيسي في تنظيم جولات قيادة الدراجات في مصر الجديدة، وكنا نجوب شوارع القاهرة بالدراجات".
وأضافت "للأسف القاهرة غير مؤهلة لممارسة رياضة الدراجات، فالشوارع غير ممهدة ولا تصلح حتى لقيادة السيارات".
وطالبت د. سحر عبد الحق، بضرورة تخصيص حارات للدراجات في المدن الجديدة، لدعم قيادة الدراجة كإحدى وسائل الانتقال والمواصلات لمواجهة الزحام مثلما يحدث في أمريكا وأوروبا.
وأوضحت أن نادي النصر، الذي يضم 24 ألف عضوا، اعتاد تنظيم جولات بالدراجات لتشجيع الشباب والفتيات على ممارسة الرياضة، معتبرة أن هذه الخطوات تغير نظرة الشارع المصري لقيادة الدراجات.
* مقعد للمرأة
واستنكرت أول رئيسة لناد رياضي في مصر والعالم العربي وأفريقيا، عدم تخصيص مقعد للمرأة داخل مجالس إدارة الأندية في قانون الرياضة الجديد، معتبرة ذلك مخالفا للميثاق الأوليمبي الذي ينص على تخصيص مقعد للمرأة داخل مجالس إدارة الأندية.
وأشارت إلى أن مجلس إدارة نادي النصر يضم ثلاث سيدات من أصل 11، في حين لا يوجد نساء في مجلس إدارة الأهلي وهيليوليدو وهما من الأندية الكبرى في مصر.
ورأت أن الالتزام بالميثاق الأوليمبي سيحسن كثيرا من وضع المرأة في المجال الرياضي، موضحة أن "تمكين المرأة في كل المجالات ينعكس على الأسرة بالكامل".
واعتبرت د. سحر عبد الحق -وهي طبيبة تحاليل- أن السياسات الرياضية في مصر تنحاز للأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك ولا تدعم الأندية الصغيرة التي صعدت للدوري الممتاز مؤخرا، موضحة أن المخصصات المالية لدعم الاندية تحدد وفق تقدير وزير الشباب والرياضة ولا تخضع للائحة.
وذكرت رئيسة نادي النصر، الذي تأسس عام 1956، أن وزير الشباب والرياضة خصص هذا العام لأول مرة مليون جنيه لتجديد الملاعب الموجودة بالنادي، وخصص مليونا آخر لحجز ملعب لتدريب فريق كرة القدم بالنادي بعد صعوده للدوري الممتاز للمرة الأولى.
وقالت إن معظم الفرق بالنادي صعدت للدوري الممتاز اثناء فترة رئاستها مثل السلة واليد والطائرة والقدم، ووصلت 6 فتيات من الاحتياجات الخاصة للمنتخب، بالإضافة بطل الجمهورية في السباحة.
وأضافت بفخر شديد "أدخلت ثلاث لعبات جديدة هي الهوكي العشبي، والكاراتيه التقليدي، والدراجات، بالإضافة إلى رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة ليضم النادي 18 نشاطا رياضيا".
* لست "محللا شرعيا"
وكانت د. سحر عبد الحق نجحت في نهاية سبتمبر 2012، في أن تقود قائمتها لاكتساح الانتخابات والفوز بمجلس إدارة نادي النصر بالكامل، بعد تبني سيدات الجمعية العمومية لترشيحها، حيث فازت بفارق 900 صوت عن أقرب منافسيها محمد رمضان، وحصلت على 2219 صوت.
لكنها سرعان ما واجهت صعوبات حيث اعتبرت جبهة المعارضة داخل النادي، فوزها ترسيخا لعملية التوريث داخل الأندية، لأنها شقيقة د. عمرو عبد الحق الرئيس السابق للنادي، الذي أيدها في الدعاية الانتخابية. ورأت المعارضة أن سحر ستكون "المحلل الشرعي" لعودة شقيقها عمرو في دورة الانتخابات المقبلة لرئاسة النادي عام 2016 بعدما أبعده بند الثماني سنوات في لائحة الأندية المصرية.
وعبرت عن انزعاجها مما قيل عن أنها مجرد محلل لأخيها، موضحة أنها تعمل في اللجان التطوعية لخدمة الأعضاء منذ سنوات طويلة ولديها تاريخ في النادي، كما أنها عملت مع وزارة الشباب والرياضة في برامج توعية في مجال "كيفية السيطرة على الأمراض من خلال الرياضة"، وحصلت على المركز الأول في بطولة الجمهورية في السباحة الحرة. وقالت إنها لو كانت مجرد "محلل" لما بذلت كل هذا المجهود.
وتخصص رئيسة نادي النصر وهي أم لثلاثة أبناء أكبرهم حاصل على بكالوريوس هندسة 4 ساعات يوميا للنادي وتذهب بصحبة أبنائها الذين يمارسون الرياضة.
ورغم اهتمامها بمظهرها الأنثوي واستخدام "الماكياج" وطلاء الأظافر، فهي لا تجد فرقا بين "ست وراجل" في تولي المناصب، موضحة أنها خاضت معركة الرئاسة في مواجهة خمسة منافسين من الرجال.
وأضافت "حاولوا التأثير على الناخبين مستخدمين الحديث القائل لا تولوا أموركم امرأة".
وقالت عن الصراعات التي نشأت بعد توليها رئاسة النادي إنه أقيمت ضدها من المنافسين الخمسة دعاوى قضائية بالاستيلاء على المال العام ومنشآت للدولة لكنها استطاعت أن تكشف حقيقة هذه الادعاءات بمعاونة رئيسة حي مصر الجديدة وأعضاء النادي.
* الصراع مع الرجال
وأشارت إلى إنها لا تعتزم الترشح لرئاسة النادي مرة أخرى بعد انتهاء فترتها الأولى في مارس 2016 ليس لأنها تقوم بدور "المحلل" لعودة شقيقها للمنصب وإنما لأن المشاكل التي مرت بها والصراعات التي عاشتها أرهقتها وجعلتها غير راغبة في تكرار التجربة رغم نجاحها.
وقالت رئيسة نادي النصر بنبرة مرتفعة، وهي تجلس في مكتبها وسط ثلاثة من مساعديها الرجال أثناء إجراء المقابلة "أصعب ما واجهت كان التعامل مع الموظفين لأن معظمهم رجال فلم يقبلوا أن ترأسهم سيدة، لكن مع الوقت الوضع اتغير رغم صعوبته في البداية".
واهتمت د. سحر بالمسنين ووفرت لهم رعاية صحية، واستطاعت أن تتعاقد مع عدد من المستشفيات لتوفير الخدمات الصحية لأعضاء النادي بأسعار مخفضة.
وأنشأت فرقا حرة للسيدات لتشجيعهن على ممارسة الرياضة، مؤكدة أن النساء يحتجن لتشجيعهن على ممارسة الرياضة "بدلا من انتظار أولادهن فترات طويلة".
وبقي تحد واحد أمامها وهو إنشاء عدد من الملاعب بالنادي، الذي تبلغ مساحته 14 فدانا، موضحة أن الأمر يحتاج إلى تمويل وترخيص، بالإضافة إلى توسعة النادي وإيجاد مساحة أخرى بعد اتساع العضوية.
ورأت أن هناك فرصة أمام النساء لتولي رئاسة أحد الأندية الكبرى، مشيرة إلى تجارب سحر الهواري المشرفة على الكرة النسائية في مصر ورانيا علواني العضو السابق بمجلس إدارة الأهلي وإمكانية توليهما منصب الرئاسة إذا اجتهدن لتحقيق ذلك.
تعليقات الفيسبوك