كتبت: أمنية طلال
أراد فيلم "هاتولي راجل" أن يفضح معاناة المرأة في المجتمع المصري وما تواجهه من قهر وعنف لكن كريم فهمي مؤلف هذا العمل السينمائي، الذي حقق ثالث أعلى إيرادات هذا الموسم، يقر أن وظيفة المرأة الأولى تبقى تربية الأبناء.
وقال كريم فهمي لأصوات مصرية إنه كتب النص لكي يشعر الرجل بالقهر الذي تعانيه المرأة من تحرش جسدي وعنف يمارسا ضدها، موضحاً أنه يضع الرجل أمام نفسه حتى يراجع مواقفه.لكن، من وجهة نظره الشخصية، يحمّل المؤلف المرأة مسؤولية كبيرة إن لم تكن الأكبر في وضعها هذا.
قائلاً:"أنا مؤمن أن وظيفة المرأة الأولى هي تربية الأبناء وإعداد المجتمع، ولكن هذا لايعني أن لها حقوقا تفوق حقوق الرجل".
ورأى أن المرأة هي التي تربي المتحرش أو غيره وبالتالي رعايتها لأبنائها من شأنها إصلاح المجتمع. كما أن المرأة لا تصلح في نظره لتولي رئاسة الجمهورية لأنها تحكم بمشاعرها، وأضاف "المرأة من حقها أن تعمل إذا رغبت أو استدعت الحاجة لذلك، أو لمساعدة زوجها وهو عليه أن يساعدها في الأعمال المنزلية ".
ويعرض الفيلم قصة ثلاثة رجال والمشكلات التي يواجهونها في مجتمع نسوي يتعامل مع الرجل باعتباره جسدا أولاً بدلاً من إنسان.لجأ كريم فهمي إلى استخدام الإسقاط على المشكلات التي تواجهها المرأة في المجتمع من قهر وعنف وتهميش، وذلك من خلال الرجل الذي تبادل معها أدوارها فبدأ يتعرض لنفس مشكلات المرأة في المجتمعات الذكورية.
وأشار فهمي إلى أن نهاية الفيلم تخدم قضية معاناة المرأة في المجتمع من خلال "عودة المجتمع لطبيعته" – أي الذكوري- وخلق التفاهم بين الرجل والمرأة.
وحقق فيلم "هاتولي راجل" الذي استغرق إعداده ثلاثة أعوام نجاحاً كبيراً واحتل المركز الثالث من حيث الإيرادات بعد فيلمي "عش البلبل" و"القشاش"، حيث رأى عدد من النقاد السينمائيين أنه أفضل أفلام الموسم نظرا لاتجاهه للكوميديا ولمناقشتة قضية معاناة المرأة بطريقة جديدة.
"يعاني الرجال والنساء من القهر والظلم في المجتمع". هذا ما رآه الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح، قائلا إن "هذه النوعية من الأفلام تبدو كأنها تنتقد المجتمع الذكوري لكنها في الحقيقة تكرس له ولا تفضحه".
وأضاف أن في نهاية الفيلم يعود الوضع كما هو عليه ويسيطر الرجل مرة أخرى، ولا يطرح أي رؤية للخروج من الأزمة.
وأوضح أن ذكورية المجتمع ترجع إلى غياب دور الدولة وعدم تطبيق القانون على الجميع، مؤكدا أن مواجهة الهيمنة الذكورية تتحقق برفع الظلم عن المجتمع بأكمله.
وذكرت دراسة أجرتها مؤسسة تومسون رويترز –الذراع الخيري لوكالة رويترز للأنباء- مؤخرا أن مصر أسوأ بلد بالعالم العربي يمكن أن تعيش فيه المرأة، نتيجة ارتفاع نسب التحرش الجنسي، ومعدلات ختان الإناث، وزيادة العنف وصعود التيار الديني. لكن، على الرغم من سوء معاملتها في المجتمع، تبقى المرأة عنصراً أساسياً إذ أنها تعيل ما لا يقل عن 16% من الأسر المصرية حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأكدت شيماء صالح، وهي مهندسة شاهدت الفيلم، أنه سيء ولم يناقش قضية قهر النساء في المجتمع بطريقة جادة، موضحة أنه لجأ لأسلوب ساخر مما ساعد على تسطيح القضية وعدم تحقيق الغرض من الفيلم وهو فضح المجتمع الذكوري.
بينما رأى محمد فهمي، الكاتب الصحفي، أن "هاتولي راجل" أفضل أفلام الموسم، لكنه لم يتعمق في معاناة المرأة في المجتمع بسبب تركيزه على الكوميديا.
وقال الكاتب والسيناريست زين العابدين خيري إن الفيلم عرض فكرة واحدة وهي أن النساء تآمرن على الرجال من أجل جعلهم أقلية في مقابل أغلبية نسائية تتيح لهن السيطرة على المجتمع، قائلا "حينما تحققت تلك الأكثرية بدأت المرأة في الانتقام من الرجل متبادلة الأدوار الاجتماعية معه من خلال محاكاة ساخرة لأفلام قديمة".
ويكمن الحل لكل هذه المشاكل في تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، حسب الباحثة الفولكلوية عائشة شكر، التي حذرت من تهميش دور الرجل لصالح المرأة وإعادة إنتاج نفس الخلل بصورة أخرى.
ووافقها الدكتور سميح شعلان أستاذ العادات والتقاليد الرأي مؤكداً إن المجتمع لابد أن يكون متوازنا لا نسوي ولا ذكوري. وصورة المراة المصرية برأيه ليست سلبية تماماً: "الثقافة الشعبية تقدر المرأة لأنها حاملة التراث وحافظة له، وصاحبة قدرات ومهارات".
تعليقات الفيسبوك