قالت لمياء محسن، أستاذ طب الاطفال بقصر العينى، والمشرفة على وضع الاستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر، إن ثبات نسبة السكان تحت خط الفقر عند نسبة 40% من السكان، منذ التسعينات وحتى إحصائيات 2009، أحد الأسباب التي أدت إلى استمرار ظاهرة الزواج المبكر.
وأضافت لمياء خلال أولى ورش عمل إعداد الخطة اليوم، بحضور ممثلين عن 27 جهة حكومية وأهلية، أن تزايد المناطق العشوائية، والزيادة السكانية مع قلة فرص العمل من ضمن أسباب تزايد الظاهرة.
وأكدت أن "غموض الخطاب الديني بشأن قضية الزواج المبكر، ونقص المعلومات القومية عن انتشار الظاهرة وأماكنها، هي أكثر المشكلات التي أعاقت وجود رؤية متكاملة عن قضية الزواج المبكر حتى الآن".
وطالبت هدى رشاد أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية، التي شاركت في الورشة، بدراسة الأسباب النفسية التي تدفع الأسر إلى تزويج بناتها في سن صغيرة، والتي تختلف من منطقة لأخرى، موضحة أن إقناع الأسر بالتخلي عن هذه العادة يأتي من خلال مصلحة حقيقية تحقق للفتاة وللأسرة.
وقال الباحث جمال الخطيب، إن "هناك أسباب نفسية تدفع الفتاة نفسها لقبول هذه الزيجة، منها أنها تحقق لها الشعور باهتمام الآخرين بها، في الوقت الذى تعاني فيه من الإهمال والتهميش داخل أسرتها، بالاضافة الى الاسباب التى تدفع الاسر الى اخراج فتياتهم من التعليم، حتى لا تقل فرصهن في الزواج، لأن الكثير من المجتمعات الريفية والعشوائية، ترى انه كلما حصلت الفتاة على قسط أكبر من التعليم تقل فصتها في الزواج".
وأعلنت هالة يوسف مقررة المجلس القومي للسكان، عن انتهاء المجلس من إعداد رؤية شاملة للقضية السكانية بحلول مايو المقبل.
ولفتت هالة إلى وجود تحديات قانونية وتشريعية، وأخرى فنية في مجالات التعليم والصحة والسكان والقوى العاملة، والزراعة والتضامن الاجتماعي، وراء ظاهرة الزواج المبكر، التي يدعمها أيضا خطابات إعلامية وثقافية ودينية.
تعليقات الفيسبوك