كتبت: مي قابيل
حذر تقرير أطلقه البنك الدولي اليوم الثلاثاء من المخاطر التي تمثلها بطالة الشباب على الاستقرار العالمي، موضحا أن "العالم يحظى اليوم بأكبر جيل من الشباب في التاريخ، حيث يعيش على هذا الكوكب 1.8 مليار شاب، 85% منهم في دول نامية".
إلا أن ثلث هذا العدد من الشباب "ليس في وظيفة أو في برنامج للتدريب أو للتعليم".
ويتصدر التقرير اقتباسا من كلمة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال فيها "سيقول الاقتصاديون لكم إن البلاد والأقاليم والقارات تنمو أسرع بسكانها الأصغر سنا. هذه ميزة ديموجرافية، لكنها تتحقق فقط إذا كان هؤلاء الشباب حاصلين على تدريب. علينا فقط أن ننظر إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لنرى أن أعدادا كبيرة من الشباب بلا وظائف، وبأصوات مقموعة، يكونون سببا في عدم الاستقرار".
ويمثل السكان الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة في مصر نحو ثلثي السكان، إذ يسيطر الشباب والأطفال على التركيبة السكانية تبعا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وتشير تلك البيانات إلى أن 65% ممن يعانون من البطالة في مصر من الشباب فى الفئــــة العمـــــرية من 15 إلى 29 سنة.
ويعتبر التقرير، الذي جاء بعنوان "نحو حلول لتشغيل الشباب"، أن ندرة الأراضي أو عدم القدرة على الحصول على الحق في الأرض، نتيجة لنظم الميراث وللتقاليد الريفية، يمنع الشباب في كثير من المناطق في العالم من الانخراط في النشاط الزراعي، والذي يمكن أن يكون مصدرا للرزق لكثير من الشباب.
ويضرب التقرير المثل بمصر باعتبارها إحدى الدول التي يعاني شبابها من هذه المشكلة، حيث "يعجز القطاع الزراعي عن استيعاب الأعداد المتاحة من العمالة، لأن الأراضي المتوافرة للعمل فيها تعد نادرة نسبيا".
وحتى يحين الوقت الذي تنتقل فيه الأرض إلى الشباب عبر نظم الوراثة وتقسيم الأراضي، يكون قد عمل بالفعل في أرض العائلة لمدة طويلة بدون اجر، أو باجر زهيد، كما يوضح التقرير.
ويعمل حوالي 27.5% من القوى العاملة في مصر بالقطاع الزراعي، وتبلغ البطالة في الريف حوالي 11% بحسب بيانات الربع الأول من 2015.
ويفتقد أبضا الشباب للمعرفة بإدارة الأعمال التي يحتاجون إليها للتعامل مع الأسواق الكبيرة، يضيف التقرير الذي أعده تحالف من عدة مؤسسات دولية، مثل منظمة العمل الدولية ومؤسسة الشباب العالمية بالإضافة للبنك الدولي، بهدف تقديم "حلول" لتحسن قدرة الشباب في أنحاء العالم على الحصول على فرص للعمل.
ومن بين الأمثلة التي يسوقها التقرير للحلول في مصر، مشروع التنمية الريفية في غرب النوبارية، الذي تبنته وزارة الزراعة وكان هدفه مساعدة شباب المزارعين على تحسين مستويات دخولهم عن طريق التدريب على طرق أفضل وتكنولوجيات جديدة للزراعة، وكذلك على إدارة الأعمال الزراعية.
ويقول التقرير إن المزارعبن نجحوا في هذا المشروع في بيع منتجاتهم في السوق المحلية، وكذلك في تصديرها للخارج، لأنه سمح للمزارعين الشباب بخلق صلات بالشركات التجارية الكبيرة، وبالعاملين في مجال تجهيز المنتجات الزراعية.
تعليقات الفيسبوك