«الطريق إلى أفريقيا» مبادرة للتعرف على دول شرق أفريقيا قام بها فريق من الشباب المصرى مؤخراً من خلال رحلة بالسيارات والدراجات البخارية على مدى ٢٤ يوماً من مصر
مرورا بالسودان وأثيوبيا وكينيا إلى تنزانيا. نوادى علوم الأهرام استضافت أعضاء هذا الفريق الذين تحدثوا عن رحلتهم وإيجابيات التواصل مع شعوب القارة السمراء والعقبات التى صادفتهم. خالد السيد منظم الرحلة وأحد أعضاء الفريق المكون من 13 عضوا يقول: إن هذه الرحلة التى قطعنا خلالها 8 الاف و400 كيلومتر ، كانت بمثابة الحلم الذى ظل يراودنى طيلة العشر سنوات الماضية ، بعدما رأيت هذا النوع من الرحلات يمارس فى الخارج بهدف التواصل بين مختلف البلدان والتعرف على ثقافات جديدة ونشر ثقافتنا المصرية التى ربما تجهلها بعض البلدان فى القارة السمراء .
وقمنا باختيار السيارات على وجه التحديد لهذه الرحلة ، حيث تم استخدام 4 سيارات و2 أتوبيس و2سيارة نقل و3 دراجات بخارية ، وذلك لان استخدام السيارات يتيح حرية الحركة والشعور بالمكان الذى نسير فيه والتعرف أكثر على عادات الناس وثقافتهم وقواعدهم بالإضافة لتقديم صورة إيجابية عن ثقافتنا وعاداتنا ، كما أن السفر بالسيارات يعد أوفر كثيرا من السفر بالطيران والوسائل الأخرى.
ويشير خالد إلى العديد من المكاسب التى حققتها رحلتهم وعلى رأسها صفاء النفس والشعور بالسلام الداخلى بعد العودة إلى الطبيعة والفطرة والابتعاد عن مصادر التلوث والزحام والتطور التكنولوجى السريع . ومن تلك المكاسب أيضا إنشاء صداقات قوية لان أعضاء الفريق عاشوا مع بعض ظروف قاسية على مدى 24 يوما ، وقد جمعنا خلالها كنزا من المعلومات المهمة عن الدول التى زرناها .
ويضيف خالد: إن من أبرز المعلومات التى عرفناها عن الشعوب الإفريقية أنها شعوب ودودة تحب التواصل والوحدة فيما بينها، فعلى الرغم من وجود 7 الاف قبيلة فى أفريقيا وألفى لغة، تصل إلى 30 لغة فى الدولة الواحدة، بالإضافة لاختلاف الديانات والعادات والتقاليد، كل ذلك لم يمنع شعوب هذه الدول من التعاون فيما بينهم، كما أن لديهم شعورا عظيما بالاعتزاز ببلدهم وبتاريخهم .
وقد خرجنا من هذه الرحلة نحن أيضا باعتزاز بانتمائنا لهذه القارة السمراء لايقل بأى صورة عن فخرنا واعتزازنا بعروبتنا. وبالشعور بضرورة توطيد علاقتنا بدول أفريقيا ونقل خبراتنا العلمية لهم ، فأفريقيا أرض خصبة لنشر العلم والمعرفة.
وعن العقبات التى واجهت الفريق يقول: لقد ساعدتنا كل من وزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات بمجرد سماعهم بالفكرة وشجعونا، وقمنا بالتخطيط الجيد للرحلة من خلال قراءة عادات وثقافة تلك البلدان بالإضافة لمعرفة خرائط بالطرق فيها لتسهيل حركتنا، ومع ذلك فقد صادفتنا بعض المشاكل البسيطة بالإضافة لارتفاع تكلفة الرحلة .
وائل بشير أحد أفراد الفريق تحدث عن مسار الرحلة التى انطلقت من المعادى مرورا بالأقصر وأسوان ثم أبو سمبل ومنها إلى الحدود مع السودان وانطلقنا بعدها إلى الخرطوم ثم الحدود مع أثيوبيا ومنها إلى بحر دار وأديس أبابا ومنها إلى كينيا حيث مررنا بخط الاستواء ثم نيروبى ومنها إلى الحدود مع تنزانيا وصولا إلى دار السلام حيث انتهت رحلتهم ، وهناك فردان من الفريق أكملا رحلتهما إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا حيث قطعا 13 ألفا و400 كيلو بدراجتين بخاريتين. وقام بعرض ظاهرة شاهدوها خلال مرورهما بخط الاستواء ، تعتمد على إناء به ماء يوضع به عود ثقاب ، فعند خط الاستواء يظل الماء راكدا بينما يتحرك الماء فى إتجاه عقارب الساعة عند السير شمالا ويتحرك الماء عكس اتجاه عقارب الساعة عند السير جنوبا وتؤثر هذه الظاهرة فى هجرة الطيور وفى بعض الظواهر فى دول أفريقيا.
وأشار وائل إلى العقبات التى واجهتهم هى قيامهم بحمل طعام يكفى لمدة الرحلة كاملة(24 يوما ) مما تسبب فى حمل زائد على السيارات، وكان بالإمكان الاكتفاء بأخذ طعام يكفى لأربعة أيام فقط، فجميع الدول التى مررنا بها يوجد فيها مطاعم على مستوى عال ومياه نظيفة . كما أكد ضرورة وضع كل الاعتبارات خلال التجهيزات سواء للمعدات والسيارات أو لأفراد الرحلة من تجهيزات شخصية تشمل كريمات الشمس والملابس الثقيلة للمناطق الباردة فقارة أفريقيا تمتاز باختلاف الطبيعة من منطقة لأخرى، وأيضا التجهيزات الطبية وبخاصة أخذ التطعيمات وأهمها الحمى الصفراء والحمى الشوكية والكوليرا والملاريا والكبد الوبائى أ، ب ، والتيفود.
إيهاب الحسينى أحد أعضاء الفريق عرض لقطات مصورة للطبيعة الخلابة فى القارة السمراء والحيوانات سواء المفترسة أو الأليفة، كما سجل لقطات لآثار وأهرامات فى السودان خلفتها الحضارة النوبية، ولقطات للكوخ والبيت الاثيوبى والمبنى من عيدان الأشجار والعديد من العادات الموجودة فى دول شرق أفريقيا .
تعليقات الفيسبوك