بمنطقة حلمية الزيتون وتحديدًا بميدان ابن الحكم،عاش رئيس المجلس العسكري السابق المشير محمد حسين طنطاوي، على مدار أكثر من 20 عامًا، هي مدة توليه وزارة الدفاع، بالإضافة إلى الفترة التي تولى فيها رئاسة المجلس العسكري منذ تنحي مبارك في فبراير 2011 وحتى تسليم السلطة للرئيس المنتخب محمد مرسي.
الشارع الذي تقع فيه الاستراحة هو أحد الشوارع المتفرعة من ميدان ابن الحكم، يلفت انتباه المارين الذين يشيرون إلى أنه منزل المشير، ويحمل الشارع اسم شارع "مدخل المعسكر"؛ فالشارع الذي يمتد طوله لنحو كيلو متر، لا يشغله سوى عسكريون باستثناء أول عقارين في الشارع.
جنود الشرطة العسكرية يجلسون في الأماكن المخصصة لهم ببداية الشارع، أما المباني فتبدأ بأبراج تصل لعشرة أدوار لتنتهي بعمارات السلام التي لا يتجاوز ارتفاعها 5 أدوار، ويضم الشارع أيضًا مستشفى للعظام تابعة للقوات المسلحة، والعيادات الخارجية للمستشفى العسكري بحلمية الزيتون، بالإضافة إلى مبنى خدمات الأفراد المدنيين العاملين في القوات المسلحة.
حركة السيارات في الشارع تكاد تكون محدودة؛ فالمساكن يقطنها ضباط القوات المسلحة بمختلف قطاعتها، ولا تشعر بالزحام الذي يحيط بالشوارع القريبة من المنطقة، بينما تقع استراحة المشير بنهاية الشارع ولا تراها بالعين المجردة؛ بسبب رجال الحراسة الذين يغلقون الطريق قبل نحو 400 متر من الباب الحديدي الضخم لها.
يقف 3 رجال للحراسة على حدود الاستراحة، حاملين أسلحتهم الرشاشة، بينما يوجد كشك صغير للمعلومات متصل بجهاز تليفون خاص، يتواصل به الضباط مع قاطني الاستراحة، فيما يأتي وقوفهم إلى جوار مسجد صغير، يحمل اسم «شهداء رمضان»، وهو مسجد يتردد عليه الجنود لأداء الصلوات.
بطول الشارع يجلس أفراد الشرطة السريين، الذين ينادون على المواطنين المارين في الشارع، ليدلوهم على الطريق الذي يريدونه، وعندما تسألهم عن منزل المشير، يبدؤون في السؤال عن السبب ويحولك كل منهمم إلى الآخر، حتى تصل إلى الضباط، فيما يرتدي جميعهم ملابس مدنية.
كلمات الضباط والجنود قليلة، وكذلك حديثهم مع الغرباء، أيضًا سكان المنطقة لا أحد منهم يتحدث، فهم متحفظون، ربما بسبب المراقبة التي تحيط بطبيعة المنطقة، إلا أن أحد الجنود قال لـ«الشروق»: "إن المشير ذهب لوزارة الدفاع في الصباح الباكر بشكل معتاد، ولم تتغير الحراسة الخاصة بالمنطقة، وأنه علم بذلك من خلال جهاز اللاسلكي في الإبلاغ عن المكان الذي سيتوجه له بالسيارة الخاصة به"، موضحًا أن المنطقة خاصة بالقوات المسلحة، والحراسة الموجودة عليها لم تتغير منذ فترة طويلة؛ لأنها لا تحرص الاستراحة فقط، ولكن أيضًا للضباط قاطني المنطقة.
تعليقات الفيسبوك