تباينت مواقف القوى السياسية والأحزاب المصرية من دعوة الجبهة السلفية للتظاهر غدا الجمعة حفاظا على الهوية الإسلامية، فبينما أعلنت القوى السياسية المدنية جميعها رفضها للتظاهر انقسمت القوى الإسلامية على نفسها، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض.
وأعلن حزب التيار الشعبي المصرى تحت التأسيس أنه يرفض ما سماه "الدعوة المشبوهة التى بقدر ما تحمل في طياتها من عنف وارهاب، فأنها تعج بطائفية وتقسيم للمجتمع علي اساس دينى بغيض".
وأدان التيار الشعبي، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، هذا النوع من الدعوات للنزول وحمل الداعين مسؤولية ما سينتج عنها من عنف ودماء، محذرا السلطة، بنفس القدر، من استغلالها في مزيد من التضييق وخنق الحريات وتأميم المجال العام.
إلهاء عن الحكم على مبارك
وشدد التيار، في بيان أصدره اليوم، على ان سعى البعض للتهويل من دعوات هذا اليوم، رغم انكشاف حجم وشعبية وتأثير الأطراف الداعية لها من قبل، لا تعدو كونها محاولة للإلهاء عن متابعة الحكم على الرئيس المعزول يوم 29 نوفمبر - في اليوم التالي مباشرة بل والترهيب من اي ردة فعل سياسية او شعبية تجاه تلك القضية التي صدر فيها حكم الشعب على مبارك في 25 يناير 2011 .
لن يكون استقرارنا رهينة مكاسب سياسية
وقال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين التي قامت بتعديل الدستور، إن مصر تتعرض لعثرات، لكنها تمضي ثابته علي خطي خرطة الطريق، وعلى المصريين عدم السمح بدعاوي الإظلام والفوضي.
وأضاف، في بيان صدر عنه اليوم، "لقد نزفت مصر الكثير خلال السنوات الماضية، من دماء أبنائها وأمنها، واقتصادها، ومكانها ومكانتها، واليوم نحن في مرحلة إعادة بناء وتضميد الجراح على أسس ديمقراطية وعصرية تضمن لنا ولأبنائنا العيش في دولة حرة قادرة مستقرة تتحرك إلى الأمام."
وقال موسى "لا يصح أن نسمح كمصريين بأن يهدد أمننا مرة أخرى، أو أن يكون استقرارنا رهينة لتحقيق مكاسب سياسية لصالح مجموعات في الداخل أو الخارج".
وقال إن قوة مصر، وقوة حكمها ودستورها هي قوة للمصريين جميعاً، ومحاولة إضعاف مصر وإعادة انتاج الفوضى هي محاولة لهدم أسس الدولة التي طالتها الضربات المتلاحقة في السنين الماضية، ولا يجب أن يسمح المصريون بذلك أبداً حمايةً لوطنهم ولهم ولمستقبل أجيالهم، علي حد قوله.
السلفيون ضد الجبهة السلفية
وقال الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس، رئيس الدعوة السلفية، اليوم الخميس، إن الدعوة ترفض المشاركة في مظاهرات 28 نوفمبر، نظراً لتأثيرها على استقرار الدولة والمجتمع، مشدداً على أنه منذ 40 عاماً بالتزامن مع انطلاق الدعوة السلفية، فإن أعضاءها وعقيدتهم تهدف دائماً إلى السلمية، وتنبذ العنف.
وأضاف أبو إدريس، خلال مؤتمر صحفي نظمته الدعوة السلفية بالإسكندرية، تحت عنوان "أنا مش نازل 28 "، أن الدعوة السلفية لها دور كبير، في مراجعة أعداد كبيرة من المنتمين وأصحاب الأفكار الجهادية المتشددة، لموقفهم من دعوة 28 نفمبر.
وقال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، اليوم الخميس، إن الجبهة السلفية التي تدعو للتظاهرات لا يتعدى عدد أعضائها 15 فردا والإخوان هي من تحركهم، مشيرًا إلى أن معطيات تحكيم الشريعة في عهد المجلس العسكري أو الاخوان أو الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدة ولا يوجد اختلاف بينهم، وهو ما يؤكد ان استدعاء قضية الشريعة استغلال ليس أكثر.
وتوقع برهامي إلا يكون 28 نوفمبر هو قمة الدعوات العنيفة، قائلًا: "بعد هذا اليوم ستتصاعد مثل تلك الدعوات لمحاولة استغلال الداعين لها لمشاهد التعدي على المصاحف"، مؤكدًا على أن الدعوة السلفية لا تدعو لأي فعاليات غدًا لمواجهة تظاهرات الاخوان، وطالبنا من ابنائنا التزام منازلهم عقب صلاة الجمعة.
ثورة ضد الأبرياء
وقال الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، إنني "أقول لهؤلاء المعتدين الذين يروعون الأطفال، ويستهدفون المنشآت بالقنابل، اتقوا الله فى أبناء مصر، وكفوا عن هذه الأعمال الخسيسة ضد شعب أعزل، وعليكم أن تتقوا الله واعلموا أن أعين رجال الأمن لو غابت عنكم فإن أعين الله تبارك وتعالى لكم".
وأضاف الشيخ سلامة، في بيان له اليوم الخميس، "رأينا جميعا تلك المتفجرات من القنابل التى استهدفت وسائل النقل، حتى الاتوبيسات، فهل هذه ثورة ضد الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة".
النور يتهم الجبهة السلفية بالقطبية
قال يونس مخيون، رئيس حزب النور، يوم الإثنين الماضي، إن الجبهة السلفية التي دعت للتظاهر يوم 28 نوفمبر، ماهي إلا كيان صغير جدًا، ليس له أي علاقة بالمنهج السلفي، بل يتبع المنهج القطبي، وهدفه الأساسي هدم ماحققه أبناء حزب النور من تلاحم وطني مع كافة فصائل الشعب المصري.
وشدد رئيس النور، خلال كلمته في مؤتمر "النور" بـمحافظة المنيا، ضمن حملة "مصر بلا عنف"، على رفض حزبه لهذه الدعوات الداعية للعنف، معتبرا أن الحزب دوره البناء، وليس الهدم، والعمل على تلاحم أبناء الوطن.
وقال مخيون "ليس من البطولة الموت بلاهدف وبلا نتيجة، وما يترتب على ذلك من ترمل النساء وتيتم الأطفال".
الخلاف مع السلطة على الحقوق لا الهوية
قال أحمد إمام المتحدث الإعلامى لحزب مصر القوية إن الحزب لن يشارك فى التظاهرات التى دعي إليها يوم 28 نوفمبر المقبل.
وشدد إمام، في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، على أن الحزب، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي الأسبق عبد المنعم أبو الفتوح، يرى أن الخلاف مع السلطة الحالية هو خلاف بالأساس حول الحقوق والحريات التى يحاربها النظام وليس خلافا حول الهوية.
وأضاف إمام أن الحزب يرفض أى دعوة تحرض على العنف، مطالبا الجميع بالتزام السلمية ورفض العنف وعدم تبريره.
وقال إن حزب مصر القوية مرجعيته الأساسية هى مبادئ ثورة يناير التى قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، معتبرا أنه لم يتحقق شئ منها حتى الآن، وليست من اجل معارك وهمية كمعركة الهوية.
وأعرب عن اعتقاده بأن "مثل تلك المعارك المفتعلة كانت من الأسباب التي أودت بنا إلى ما نحن فيه الآن من تشرذم و انتكاسة لمبادىء الثورة".
الوطن يتنكر لحلفاء الأمس
وأكد الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن، رفض الحزب تظاهرات 28 نوفمبر الجاري التي دعت إليها الجبهة السلفية، بدعوى أنه ضد العنف وضد استخدام القوة من قبل أى طرف من الأطراف.
قال حماد، لبوابة الأهرام، "لا أعتقد أنه من المناسب أو من الحكمة أن يقوم بهذه التظاهرات فصيل واحد ممثلا في التيار الإسلامي، وإنما يجب أن تنبع من داخل الشعب المصري بمشاركة جميع الطوائف حتى يكتب لها النجاح".
وأضاف حماد أن "المشكلة الحالية تكمن في وجود انغلاق للأفق السياسي، وأن البعض يتصور أن الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الرأي هي الثورة، لكن هذه الأزمة يتحملها النظام الحاكم، بحسب قوله.
طالب حماد بضرورة إيجاد حل سياسي دون وضع شروط مسبقة، قائلا إن "عهد الإقصاء السياسي قد ولى بلا عودة، وأن من يتصور أننا في صراع سيتم حله بالقوة المفرطة، لا يدرك خطورة الأمر الذي نمر به الآن".
"موجة جديدة للثورة المصرية المجيدة"
على الجانب الآخر أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تأييدها لما سمته "موجة جديدة للثورة المصرية المجيدة" في جمعة الثامن والعشرين من نوفمبر تمسُّكاً بهويَّتهم وانتصاراً لثورتهم السلمية.
وقالت الجماعة، في بيان تلقت أصوات مصرية نسخة منه، إنها تثمن "هذه الدعوة حفاظاً على هوية الأمة والتى ناضل الشعب المصري، والإخوان جزءٌ منه، من أجلها".
وشددت الجماعة على أن "هوية الأمة هى مصدر نهضتها وأساس تحررها"، وقالت إن الشعب المصري لن يقبل "بطمس هويته والحرب على مقدساته وتدمير المساجد وحرق المصاحف وقتل شبابه وسحل نسائه".
وأكد الإخوان المسلمون على حق كل فصيلٍ من فصائل الشعب المصري فى التعبير عن رأيه بحريةٍ كاملةٍ دون تخوينٍ أو تكفيرٍ، على حد قولها.
وحذر الإخوان من "ارتكاب سلطة الانقلاب الدموي وأجهزة أمنه ومخابراته أعمال تخريبٍ أوتدميرٍ أو قتلٍ للأبرياء ومحاولة إلصاق ذلك بثورة الشعب المصرى السلمية".
وقالت إن حالة التوتر البالغ التى أصابت أركان الانقلاب وأبواقه الإعلامية ومشايخ سلطته الذين استحلوا الدماء وصمتوا عن انتهاك الأعراض وتجرأوا على مقام الأنبياء، كل ذلك أظهر هشاشة الإنقلاب ويؤكد أن زواله أصبح قريباً، على حد تعبيرها.يوم البراءة من العبودية لأمريكا و(إسرائيل)
يوم البراءة من العبودية لأمريكا وإسرائيل
وقال حزب الاستقلال المصري إنه لن يتم استعادة هويتنا الإسلامية الحقيقية إلا إذا تحررنا من العبودية لأمريكا واليهود الذين يحكمون أمريكا وإسرائيل، ولن تحل مشكلات مصر المستعصية إلا بجلاء القوات الأمريكية عن الأراضي المصرية.
وأضاف أن "أمريكا هي التي توافق على الرئيس المصري، وهي التي وافقت على رئاسة مرسي ثم سحبت موافقتها، وهي توافق الآن على رئاسة السيسي، وقد وصف السيسي في آخر حديث صحفي له العلاقات مع أمريكا بأنها صداقة كبرى".
تعليقات الفيسبوك