قال المحامي ومؤسس المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية خالد علي، إن تحديد 1200 جنيه كحد أدنى للأجر الشامل بدءا من يناير المقبل، يتسم بالالتباس ويضم عددا من الفخاخ أهمها "ترحيل التنفيذ إلى العام المقبل".
وأعلن رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، في مؤتمر صحفي مساء اليوم، إن الحكومة حددت 1200 جنيه كحد أدنى للأجر الشامل على جميع قطاعات الحكومة بدءاً من راتب يناير المقبل.
وأضاف خالد علي، في اتصال هاتفي مع "أصوات مصرية"، أن القرار استهدف رفع الحد الأدنى لإجمالي الدخل والذي يشمل الأجرين الأساسي والمتغير معا، وهو ما يصعب رقابته، مطالبا بضرورة رفع الحد الأدنى للأجر الأساسي وليس إجمالي الدخل.
واقترح خالد علي، أن تحدد الحكومة 1000 جنيه حدا أدنى للأجر الأساسي وليس إجمالي الأجر، مقابل التعهد بتنفيذ القرار دون تحايل أو تراجع، داعيا إلى وضع الحد الأقصى للأجور بواقع 20 ضعف الحد الأدنى لإجمالي الدخل، لتقريب الفروق بين الأجور وتطبيق العدالة الاجتماعية.
وقال إن رفع الحد الأدنى للأجر الأساسي إلى ألف جنيه سيؤدي تلقائيا إلى تحسين أجور قدامى العاملين التي سيتم إعادة هيكلتها وفقا للأساسي الجديد.
وأعرب المرشح الرئاسي السابق عن اعتقاده بأن الاكتفاء بتحديد 1200 جنيه كحد أدنى لإجمالي الدخل "ليس سوى خداع رقمي لا يفيد فكرة تحسين الأجور بشكل حقيقي".
وطالب علي، بهيكلة منظومة الأجور وربطها بحزمة الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى ضرورة ربط الحد الأدنى للأجور بمعدل التضخم السنوي، إضافة إلى منع الاحتكار وضبط الأسعار والرقابة على الأسواق وحماية التنافسية.
وتستمر المناقشات في المجلس الأعلى للأجور بين أصحاب الأعمال وممثلي القطاعات العمالية للاستقرار على الحد الأدنى لأجور العاملين في القطاع الخاص.
وكانت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية أصدرت حكما منتصف يونيو الماضي، أكدت فيه أن استمرار الامتناع عن تنفيذ الحكم الذي أصدرته في 25 ديسمبر 2012 بوجوب تطبيق الحد الأدنى للدخول للعاملين "استهانة بالشعب مصدر السلطات".
وقال حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، "الأهم من رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه، هو تطبيقه على كل القطاعات الحكومية"، مشيراً إلى ضرورة زيادة الاستثمارات للقضاء على البطالة التي تقدر بنحو 4.5 مليون عاطل.
ولم يتوقف نزيف الخسائر الاقتصادية في مصر، بسبب استمرار حالة الاضطرابات السياسية والانفلات الأمني التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين.
وقال الدكتور نور فرحات، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، إن رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه لن يُحسن من مستوى معيشة الفقراء في مصر.
وأضاف فرحات، في تعليق على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن نجاح الحكومة في تطبيق الحد الأدنى للأجور، مرهون بتوفير التمويل من موارد حقيقية، وتفعيل الرقابة على الأسواق لمنع استغلال التجار.
وبلغ العجز الكلي للموازنة العامة للدولة 240 مليار جنيه خلال العام المالي 2012 -2013، أي ما يعادل 13.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك مقابل 166.7 مليار جنيه خلال العام المالي السابق عليه، بحسب تقديرات وزارة المالية.
تعليقات الفيسبوك