كتبت: نرمين نجدى
في مطلع سبتمبر الحالي وصلت أول رحلة نيلية طويلة متجهة من القاهرة إلى أسوان وسط استقبال رسمي وشعبي للسياح المختلفي الجنسيات الذين اختاروا أن يكونوا أول من يجرب هذه الرحلات بعد توقف دام نحو 18 عاما.
يقول ثروت عجمي رئيس غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر لقطاع جنوب الصعيد: "يأمل العاملون بالسياحة أن تتحسن الأحوال مع بداية عودة الرحلات النيلية الطويلة وقرب الموسم السياحي" الذي يبدأ في منتصف سبتمبر ويمتد حتى منتصف ابريل.
وأضاف عجمي "حتى منتصف شهر سبتمبر، تم الاتفاق مع شركات السياحة على تسيير عشر رحلات نيلية بين القاهرة وأسوان".
وتدوم كل من هذه الرحلات المعروفة باسم "اكتشف مصر Dicover Egypt". في 14 ليلة يقطع المسافرون 850 كيلومترا في رحلتي الذهاب والإياب بين القاهرة وأسوان.
وأوضح أن هناك استعدادات خاصة لهذة الرحلة من حيث تجهيز المراسي واختيار البواخر المناسبة بارتفاع مناسب لأن الرحلة تمر من تحت جسور، وأيضاً من حيث العمق لكي لا يحدث شحوط نتيجة انخفاض منسوب المياه.
وقال "إن جميع اجهزة الدولة تضافرت واستعدت لكي تعود (الرحلات) مرة أخرى". وكانت هذه الرحلات قد توقفت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لدواعي أمنية.
فبعد عدة حوادث إطلاق نار علي البواخر السياحية في منتصف التسعينات من قبل جماعات جهادية فى محافظتي المنيا وأسيوط قررت السلطات المصرية إيقاف تلك الرحلات، وقصرها فقط على المسافة بين محافظتي الأقصر وأسوان.
ويقول العميد حسني حسين مفتش مباحث السياحة والآثار لقطاع جنوب الصعيد تشارك كافة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في عملية تأمين الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة وأسوان.
وأضاف حسين أنه تم نشر نقاط أمنية على طول شريط النيل في كل المحافظات التى تمر فيها الرحلة.
ومع هذه التطمينات الأمنية يتوقع أصحاب شركات السياحة النيلية موسما سياحيا نشيطا، فيقول محمد عثمان مدير إحدى شركات السياحة النيلية "ان عودة الرحلات الطويلة تحمل مردودا إيجابيا قويا ، وإن استمرارها مهم جدا ً - ولو بأعداد قليلة" ، وبدأت شركات السياحة في مصر بالفعل بتلقي حجوز للموسم السياحي القادم، وهذا لا يمنع أن الموسم القادم يحتاج إلى تسويق أكثر.
ويصل عدد الفنادق العائمة في النيل إلى 265 فندقاً ، منها 60 متوقفة للإصلاح و54 تعمل حالياً ، و141 بحالة سليمة لكنها لا تعمل، حيث لا تتعدى نسبة الإشغال بالفنادق العائمة حاليا 11 %.
وأشار عثمان إلى أن الرحلات القصيرة بين الأقصر وأسوان لن تتوقف فهي تمثل نحو 70% من السياحة النيلية، و"على المحافظات الجديدة التي ستمر بها الفنادق العائمة أن تحيي أنشطة ليلية ليستمتع السياح".
المرشد السياحي المصري احمد صلاح الدين الذي اعتاد العمل فى الرحلات يقول "إن المحافظات التي تمر بها هذه الرحلة الطويلة كثيرة ، وهناك مناظر رائعة للنيل يجب التركيز عليها وتسويقها" .
ويضيف أن هناك مناطق مظلومة سياحياً كمحافظة المنيا والتي كانت مركزاً للإشعاع الحضاري عبر التاريخ المصري ، فهي تحتوي على حضارات عديدة وليست الفرعونية فقط ، حيث يوجد فيها أديرة مسيحية ونحو 90 مقاما دينيا للمسلمين.
سعادة السياح بعودة الرحلة كانت بالغة حيث استقبلهم محافظ الأقصر الدكتورعزت سعد بالورود والهدايا والمشروبات والتقاط صور تذكارية.
قالت الألمانية هيلدا هيلموت وهي سائحة متقاعدة أنها كانت تأخذ تلك الرحلات النيلية الطويلة قبل 17 عاما، "لأنها فرصة للتعامل مع المصريين عن قرب" ، فالباخرة أحياناً كثيرة تتوقف في قرى وترى الزائرة أشخاصا يعملون وأطفالا يلعبون ، بخلاف رؤية المزارات السياحية ومصر القديمة ، فالرحلة فرصة للتنوع والراحة والاستجمام، وكررت "إن أجمل ما فيها هو "الاحتكاك الشديد" بالشعب المصري ورؤية الحياة الريفية بلا تزييف أو تجميل".
تعليقات الفيسبوك