طلبت الجماعة الإسلامية اليوم السبت من أحد أعضائها الاستقالة من منصبه كمحافظ للأقصر "من أجل مصر" رغم دفاع الرئيس محمد مرسي عن تعيينه.
وأغضب مرسي الكثيرين في مصر الأسبوع الماضي بتعيينه عضو الجماعة عادل الخياط محافظا للمحافظة التي قتل فيها أعضاء من جماعته 58 سائحا في معبد حتشبسوت في عام 1997 .
وكانت الجماعة الإسلامية - التي اتهم أعضاء منها كذلك بقتل الرئيس الأسبق أنور السادات في عام 1981 إضافة إلى سياسيين وضباط شرطة في الثمانينات والتسعينات - نبذت العنف وانتقدت تنظيم القاعدة في تحول فكري كامل قبل عشر سنوات.
وسجن كثير من أعضاء الجماعة الإسلامية لعشرات السنين في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لكن مرسي أفرج عنهم العام الماضي بعد فترة قصيرة من انتخابه بعد أن أطاحت انتفاضة بمبارك في عام 2011 ودخل كثيرون منهم إلى الحياة العامة. وقال مرسي في مقابلة مع صحيفة أخبار اليوم نشرت اليوم السبت "؟بشأن محافظ الأقصر فلم يصدر ضده حكم قضائي كما لم يدن نهائيا فيحادث الأقصر وكان متهما في عملية اغتيال السادات وتمت تبرئته."
وأظهر تعيين محافظ الأقصر أن مرسي - الذي جاء من جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة نسبيا- يسعى علنا لبناء تحالف سياسي مع الجماعة الأكثر تشددا قبل موجة كبيرة من الاحتجاجات التي تقودها المعارضة من المتوقع أن تبدأ في 30 يونيو حزيران الجاري.
لكن الجناح السياسي للجماعة الإسلامية دعا محافظ الأقصر الجديد إلى الاستقالة بعد ساعات من نشر المقابلة مع مرسي. وقال صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية في مؤتمر صحفي إن الجماعة لا تسعى لأي مناصب وأضاف أنه يتوقع أن يعلن الخياط استقالته رسميا الليلة.
وقال إن الجماعة طلبت من المحافظ الجديد الاستقالة "من أجل مصر".
ربما تسعى الجماعة بهذه الخطوة إلى إيجاد مخرج من الأزمة قبل الاحتجاجات بإظهار أنها تتفهم احتياجات البلاد وتقلل الضغوط على مرسي. والسياحة إحدى دعامات الاقتصاد المصري لكنها تأثرت بشدة من الاضطرابات في العامين الماضيين.
وقال مرسي في المقابلة إن حزب البناء والتنمية الذي أسسته الجماعة الإسلامية مؤخرا "حزب يسير في إطار الدولة المدنية."
وأضاف أن اختيار المحافظ "تم بناء علي الترشيحات التي تقدم بها كلحزب وبعدها تمت المفاضلة بين المرشحين." وعين مرسي أيضا محافظين كثيرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مما أثار احتجاجات في كثير من المدن منعت بعض المحافظين من دخول مكاتبهم.
ونفى الرئيس أن تكون استقالة وزير السياحة بسبب تعيين محافظ الأقصر رغم أن مصدرا بالوزارة قال إن الوزير امتنع عن الذهاب إلى مكتبه منذ تعيين الخياط. ونظم آلاف من المحتجين من الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى مظاهرة حاشدة أمس الجمعة تأييدا لمرسي وحذروا المعارضين - الذين وصفوهم بالكفار وعملاء الغرب وأعداء الإسلام -بأنهم سيسحقونهم إذا أطاحوا بمرسي.
ووصفت المعارضة مظاهرة الأمس بأنها محاولة لترويعهم قبل المظاهرات الحاشدة التي يعتزمون تنظيمها بنهاية الشهر. وطالب المعارض البارز محمد البرادعي مرسي بالاستقالة. وقال البرادعي في مؤتمر للمعارضة " مما نطالب به اليوم هو أن يفهم النظام أنه حان الوقت للتغيير وأن جماهير الشعب المصري تطلب التغيير السلمي." وأضاف مستخدما عبارة الجماعة الإسلامية "من أجل مصر انتخب الكثير من المصريين الدكتور محمد مرسي ومن أجل مصر أطلب من الرئيس محمد مرسي ان يستقيل وان يترك المجال لنبدأ في مرحلة جديدة."
ومظاهرات 30 يونيو دعت إليها جماعة من المصريين الشبان المستقلين تسمى تمرد تقول إنها جمعت أكثر من 15 مليون توقيع في شهر تطالب بإقالة مرسي.
وتطالب الحركة وزعماء المعارضة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد ما وصفوه بأنه فشل مرسي في الوفاء بأي من وعوده بمزيد من الحريات ومستوى معيشة وظروف اقتصادية أفضل.
لكن حلفاء مرسي يقولون إنه في حاجة إلى البقاء في منصبه لفترة أطول للتعامل مع المشكلات الاقتصادية والسياسية المتراكمة.
ووصف مرسي في مقابلة سابقة المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بأنه "أمر عبثي وغير مشروع." وقال في المقابلة التي نشرت اليوم السبت إن الدعوة للتظاهر في30 يونيو "تعكس مناخ الحريات الذي وهبته لنا ثورة 25 يناير 2011 إلا أن التعبير عن الرأي يجب أن يظل سلميا" وأضاف أن الدولة ستتبع كافة الاجراءات التنظيمية والقانونية لمواجهة العنف والتخريب.
تعليقات الفيسبوك