قال متحدث باسم الجيش اليوم السبت إن مصر وإسرائيل تنسقان بشأن أكبر حملة أمنية للقوات المصرية في عقود ضد متشددين في سيناء قتل فيها 32 شخصا وذلك في أول تصريح واضح عن اتصالات بين الجانبين.
وتخشى إسرائيل أن يكون متشددون إسلاميون ربما لهم صلة بتنظيم القاعدة قد اقاموا موطيء قدم في المنطقة الحدودية بسيناء منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك العام الماضي.
وعبر مسؤولون اسرائيليون في تصريحات غير رسمية عن قلقهم بشأن المعدات العسكرية الثقيلة التي ترسل الى سيناء والتي تخضع لقيود تتعلق بنشر أسلحة بموجب معاهدة السلام التي وقعها البلدان في 1979.
وقال العقيد أحمد محمد علي في مؤتمر صحفي في القاهرة إن 32 "عنصرا اجراميا" قتلوا وألقي القبض على 38 مشتبها بهم من بينهم اشخاص غير مصريين اثناء العملية التي بدأت في السابع من اغسطس آب.
وأضاف قائلا "هناك تنسيق مصري مع الجانب الاسرائيلي بشأن وجود قوات عسكرية مصرية. وهم يعلمون ذلك." ومضى قائلا "هناك تنسيق لاستخدام قوات مسلحة على كامل أراضي سيناء .. تم التنسيق لذلك."
وبدأت الحملة بعد مقتل 16 جنديا من حرس الحدود المصري في الخامس من اغسطس في أسوأ هجوم منذ حرب 1973 بين مصر واسرائيل.
وقال علي إن العملية ستستمر إلى أن يتم تحقيق الأهداف وهي ليست مجرد أهداف عسكرية وإنما أهداف تنموية لسيناء. وتشكو قبائل البدو في المنطقة منذ فترة طويلة من الاهمال منجانب الحكومة المركزية.
وأرسلت مصر مئات الجنود ودبابات وعربات مدرعة وطائرات هليكوبترالى سيناء في عملية مشتركة مع الشرطة لمداهمة مخابيء المتشددين وإلقاء القبض على المشتبه بهم وضبط الأسلحة. وقالت مصادر أمنية هذا الاسبوع ان الجيش المصري قام بإحلال بعض الدبابات الثقيلة في سيناء بعربات مدرعة خفيفة.
لكن علي نفى فكرة أن مصر تسحب معداتها الثقيلة استجابة لضغوط من اسرائيل. وقال إن العملية تدخل مرحلة جديدة تحتاج الى معدات مختلفة. واضاف "العملية العسكرية في سيناء تصب في مصلحة جميع الأطراف."
وعندما سئل إن كانت مصر تنسق مع الولايات المتحدة بشأن سيناء قال "علاقات التعاون بين مصر وأمريكا هي علاقات استراتيجية على فترة طويلة جدا. التعاون ليس فقط في إطار التعاون متعدد المجالات لكن العمليات العسكرية للقوات المسلحة في سيناء عمليات مستقلة تتم بقدرات وطنية لتحقيق كامل أهدافها والقوات المسلحة قادرة على تحقيق الهدف."
وقال إنه تم تدمير نحو 31 نفقا تستعمل في تهريب البضائع إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وتجارة الأنفاق اساسية لاقتصاد غزة الذي يعاني من الحصار الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المفروض منذ عام 2006 .
وتستعمل الانفاق أيضا في تهريب أسلحة. وقال علي انه تم ضبط أسلحة وصواريخ وقذائف آر. بي. جي. وبنادق آلية.
وانتشرت الفوضى في سيناء منذ الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية مع قيام متشددين اسلاميين بتصعيد هجماتهم على قوات الأمن المصرية والحدود الإسرائيلية. وتعهد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي باستعادة النظام. وقال علي إن القوات المسلحة "ستحارب الفكر بالفكر والسلاح بالسلاح."
تعليقات الفيسبوك