لا تزال ردود الأفعال الإسرائيلية على الهجوم الذي تعرضت له وحدة من الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، تتوالى, فقد دعا رون بن يشاي- المحلل العسكري للإذاعة والتليفزيون الإسرائيلي، إلى زيادة العمليات الاستخباراتية داخل شبه جزيرة سيناء وعدم الاكتفاء ببناء الجدار العازل.
وكتب "بن يشاي" مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، استعرض فيه العملية التي وقعت أمس، والصعوبات التي تواجه الجيش الإسرائيلي من ناحية جمع المعلومات.
وقال بن يشاي، "أيًا ما كانت هوية المهاجمين فمن الواضح أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في الحصول على معلومات استخباراتية عن المجموعات الإرهابية المسلحة في سيناء. والأمر الذي لا يقل خطورة عن ذلك أنه حتى في حال وجود معلومات يتعذر على الجيش الإسرائيلي استخدامها في عمليات عسكرية.
والسبب في هاتين الظاهرتين أي صعوبة العمل الاستخباري والعمليات العسكرية هو أن إسرائيل -وفقًا لين يشاي- لا ترغب في القيام بعمل عسكري خشية أن يستخدمه نظام الإخوان المسلمون في مصر ذريعة لإلغاء الملحق الأمني في اتفاقية السلام، وربما يشعل حربًا كبيرة. وهذه المخاوف كانت موجودة في عصر مبارك، لكن سيناء كانت ما تزال تقريبًا تحت سيطرة أمنية مصرية".
ويقرر بن يشاي، أن شبه جزيرة سيناء أصبحت الآن منطقة لا تخضع لأية سيطرة, فالجيش والشرطة المصريين يتواجدان هناك في وضع دفاعي غالبًا. كما أن النظام الجديد لم يفلح حتى الآن في فرض سيادته هناك. وقد حاول الرئيس محمد مرسي، التوصل إلى هدنة مع الجماعات السلفية المسلحة في سيناء, أي التوصل إلى اتفاقية عدم اعتداء ولكن فشلت الجهود واستمرت المعارك.
ويدلل بن يشاي، علي فشل السلطات المصرية في القضاء على الجماعات السلفية المسلحة ويأسها من ذلك، بالتصريح الذي أدلى به مسؤول عسكري رفيع المستوى يوم الجمعة، وقال فيه إن "الجيش المصري يخطط لاستخدام أسلحة كيميائية ضد الجماعات المسلحة في وسط وشمال سيناء".
وعلى ضوء هذه الوقائع، يحدد بن يشاي، الدروس المستفادة بالنسبة لإسرائيل وأهمها في رأيه، أن أي خط دفاعي, الجدار االعازل, لا يمكن أن يحقق الهدف منه بكفاءة دون أن يكون أمامه شريط من التحذير والتأمين الذي يمنحه عمقًا. فنقاط المراقبة البصرية الجوية والأرضية والرادارات على عمق بضعة كيلومترات داخل سيناء لا قيمة لها مطلقًا أمام البدو، الذين يجيدون استغلال الطبيعة الجغرافية للمنطقة. ولذلك فعلى إسرائيل, كما يقول بن يشاي، أن تكمل منظومة جمع المعلومات الاستخباراتية داخل سيناء، بحيث تعطي عمقًا لدفاعات الجدار العازل.
والدرس الثاني المستفاد، هو أن على إسرائيل أن تجد حلاًَ يسمح للجيش الإسرائيلي باستخدام المعلومات الاستخباراتية التي يجمعها في إحباط العمليات التفجيرية وإطلاق الصواريخ.
لكن على إسرائيل أن تفكر مرتين قبل أن تعمل في منطقة سيناء بنفسها, فهذا العمل قد يعطي الإخوان المسلمين ذريعة لإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل, ولن تستطيع أمريكا منعهم من ذلك. ومن ثم فإن المحافظة على اتفاقية السلام مع مصر مسألة مهمة للحفاظ على حالة اللا حرب، أو السلام البارد مع مصر.
لا تشكل القوات المصرية الموجودة في سيناء في ظل حالة اللاحرب تلك خطرًا مباشرًا على إسرائيل, كما يرى بن يشاي, وليس هناك ما قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع بين الطرفين إلى نشوب حرب كبيرة, ولذلك فإن احترام الملحق الأمني في اتفاقية السلام هو مصلحة إستراتيجية إسرائيلية ومصرية.
ويختم بن يشاي، مقاله الطويل، بالقول إن "الخطر الموجود في سيناء حاليًا خطر تكتيكي ومحدود، ولكنه قد يتحول بعد فترة ما ليست طويلة إلى خطر إستراتيجي، وإذا زاد الإرهاب القادم من سيناء, فمن المحتمل إلى حد بعيد أن تتضرر مدينة إيلات والسياحة بشكل خطير, وسيتحول جزء كبير من الجنوب الإسرائيلي إلى منطقة عسكرية مغلقة.
تعليقات الفيسبوك