قالت الكنيسة الأرثوذكسية إن "موقفها من زيارة القدس ثابت لم ولن يتغير، فلا زيارة للقدس إلا مع جموع المصريين يدا بيد"، مؤكدة أن البابا تواضروس الثاني يرفض التطبيع و"لم يلتق أي مسؤول سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني"، خلال زيارته للقدس.
كان البابا تواضروس توجه، يوم الخميس الماضي إلى القدس للمشاركة في جنازة الأنبا أبراهام، مطران القدس والشرق الأدني (دول الخليج)، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 73 عاما، في أول زيارة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية منذ عشرات السنين.
وتساءلت الكنيسة، في بيان أصدرته اليوم الأحد، "لو كان قداسة البابا يريد إعادة النظر في القرار فما هو الذي يمنعه من عقد مجمع مقدس وطرح الموضوع واتخاذ قرار بشان ذلك ؟!".
وجددت تأكيدها على أن موقفها من هذا الأمر "واضح وقاطع وحاسم وهو لا تغيير في موقف الكنيسة من زيارة القدس لأن سفر قداسة البابا قاصر علي صلاة الجناز فقط".
كان البابا الراحل شنودة الثالث قد حرم سفر الأقباط المصريين إلى القدس حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن المدينة المقدسة.
ولفتت إلى أن "مطران الكرسي الأورشليمي له مكانة خاصة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية وهو الرجل الثاني بعد قداسة البابا وكان من المفترض أن يأتي الجثمان إلى مصر ويصلي عليه قداسة البابا ولكن وصية الأنبا أبراهام بأن يدفن في القدس حالت دون ذلك ولولا الوصية ما كان هناك داع لسفر قداسة البابا".
وشددت الكنيسة على أنها "لا تضع في حسبانها أي معادلات سياسية فكل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها أي حسابات سياسية وينبغي ألا تفسر على هذا النهج علي الإطلاق".
وأكدت أن البابا لم يلتق أي مسؤول سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، معتبرة أنه "لا مجال هنا للمزايدة والتكهنات بترويج فكرة التطبيع، منهج الكنيسة واضح وهو ألا ندين السياسة او نسيس الدين فلا داعي لقراءة الموقف علي نحو سياسي".
ولفتت الكنيسة إلى أن البابا لم يدخل القدس بتأشيرة إسرائيلية، مشيرة إلى أنه تم التنسيق مع السلطة الفلسطينية للدخول من دون تأشيرة إسرائيلية.
ونفت الكنيسة إمكانية أن تدفع زيارة البابا للقدس المسيحيين لكسر الموقف الكنسي، معتبرة أن "الشعب القبطي واع بتقاليد الكنيسة وقوانينها ويعلم أن رئاسة قداسة البابا للجناز واجب رعوي... وأن هذا لا يعني السماح له بالزيارة، فلا مجال للتشكيك في أن الشعب سينتهز بذلك الفرصة لزيارة القدس".
وأعربت الكنيسة عن ثقتها في وعي المصريين وأنهم سيميزون بين من يقوم بالمزايدة على موقف الكنيسة المصرية الوطنية وبين الأمناء، فوطنية الكنيسة القبطية أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه".
وقالت إن باباوات الكنيسة ضربوا دوما المثل في الولاء للوطن "ففي الوقت الذي ارتعشت فيه الأيدي وساد الخوف، امتلكت الكنيسة شجاعة القرار ممثلة في قداسة البابا بمشاركته دون تردد في خارطة الطريق في لحظة فارقة في تاريخ مصر وهو يعلم أنه سيدفع ثمنا غاليا إزاء هذا الموقف".
تعليقات الفيسبوك