كتبت: رحمة ضياء
خمسة بالمئة فقط من النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمتلكن أو يدرن مشروعاتهن التجارية الخاصة وفق إحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فمازالت العادات والتقاليد، وقلة الخبرة تقف عائقا أمام نجاحهن في مجال ريادة الأعمال.
وتعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية على تمكين المرأة وزيادة نسبة رائدات الأعمال، إيمانا منهم بأن إدارة النساء للمشروعات ينعكس عليهن وعلى تطورهن، كما ينعكس على الأسرة ككل ويحسن من أوضاعها المعيشية.
عادات وتقاليد
وعلى هامش "يوم المرأة الرائدة" الذي نظمه الصندوق الاجتماعي للتنمية، أمس الاثنين، لتشجيع النساء في مجال ريادة الأعمال، حاولت أصوات مصرية التعرف على أهم المعوقات التي تقابل النساء لإقامة مشروعاتهن الخاصة، حيث تقول هيام محمد، صاحبة مصنع مفروشات، إنها تعجز أحيانا عن إيجاد اليد العاملة من النساء بسبب رفض أسرهن.
وتعتمد هيام في مشروعها على النساء لبراعتهن في الحياكة والتطريز بالإضافة إلى سرعتهن وكثافة إنتاجهن، مضيفة "الستات أشطر في الخياطة والتطريز، لكن المشكلة في الريف والعشوائيات بيرفضوا أن بناتهم يشتغلوا عشان فرصهم في الجواز متقلش.. حتى المتجوزة جوزها بيرفض إنها تشتغل بره البيت".
وتواجه هيام هذه المعوقات بالسماح للعاملات بالعمل من داخل منازلهن، بمنطقة عزبة الهجانة، بالكيلو 4.5، طريق القاهرة-السويس.
وترى أن مستقبل المرأة واعد في مجال ريادة الأعمال، قائلة "الست نشيطة ومكافحة وأتوقع أن تزيد نسبة مشاركتها في ريادة الأعمال مع الوقت، بعد ما تتغلب على المشاكل اللي بتقابلها".
وتقترح هبة حندوسة، مؤسس شبكة مصر للتنمية المتكاملة، عمل شراكة بين المجتمع المدني والقطاعين الخاص والعام، لوضع سياسة قومية لتشغيل النساء وإتاحة الفرص لهن.
وقالت إن هناك 14% فقط من النساء المصريات حاولن إقامة مشروعات خاصة في عام 2014، مشيرة إلى معاناتهن من محدودية المعلومات عن السوق، وعدم وجود موارد مالية، ووجود مشكلات مع البنوك وطالبت بتسهيل وإتاحة الاقتراض.
ودعت هبة إلى تدريب المرأة على الصناعات كثيفة التشغيل، مثل الملابس، والجلود، لمساعدة غير المتعلمات على إيجاد فرص عمل.
التسويق
ترى نشوى فؤاد، صاحبة مشروع للديكورات المنزلية، أن وضع النساء العاملات أفضل في المدن لكن تقابلهن معوقات من نوع آخر، قائلة "باشتغل من البيت لكن دايما التسويق مشكلة بتضطرني ألف على المعارض عشان أعرض منتجاتي.. مفيش فرص كويسة للتسويق".
وتختلف مشكلة سمر سمير، صاحبة مشروع صغير للمشغولات اليدوية (الأكسسوار) عن مشكلة نشوى، حيث تكلفها خامات المنتجات اليدوية مبالغ كبيرة نظرا لارتفاع أسعارها.
وتقول "ارتفاع سعر الخامات للقطاعي بيأثر على حجم البيع وهامش الربح".
قلة الخبرة
تقول نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري للمرأة، إن رائدات الأعمال يقابلن معوقات ترتبط بقلة خبرتهن وضعف معلوماتهن القانونية، مضيفة "فيه ستات بتعمل دراسة جدوى وتنسى تحدد لنفسها مرتب شهري، وخطأ إجرائي زي ده بيخسر المشروع".
وتنصح نهاد السيدات بالحصول على استشارة قانونية قبل البدء في إقامة المشروع، والاستفادة من التدريب الذي يقدمه الصندوق الاجتماعي للتنمية للسيدات، والذي يطلق عليه "الخدمات غير المالية".
وتضيف "الحماس لوحده مش كفاية يا ما مشروعات فشلت بسبب العشوائية في التنفيذ وعدم الاستعانة بالخبراء".
وتضيف نهاد "مازالت ظروف الست الاجتماعية، وقدرتها على إقناع الأسرة بإقامة مشروع خاص بها، من المشاكل اللي بتقابل الستات في بعض الأحيان.. وعلى الدولة إنها تلاقي حلول تسهل على الست مجال ريادة الأعمال".
قروض المرأة
ويقول معتز الطباع، المدير التنفيذي لجمعية رجال أعمال إسكندرية، إن التمويل لم يعد يشكل عائقا أمام السيدات، نظرا لوجود جهات متعددة تقدم الدعم المالي لهن لإقامة مشروعاتهن منها جمعيات رجال وسيدات الأعمال، والصندوق الاجتماعي للتنمية، ومؤسسة مصر الخير، بالإضافة إلى عدد من البنوك.
ويشير إلى وجود ثلاثة برامج تمويلية في الجمعية، أحدها مخصص للمرأة بالكامل، والثاني متاح للجميع وتبلغ حصة المرأة فيه 85%، أما البرنامج الثالث للإقراض الفردي وتبلغ فيه نسبة المرأة 15%، من أجل تمكين المرأة ومساعدتها على شق طريقها في مجال ريادة الأعمال.
في حين تبلغ حصة المرأة من إجمالي المشروعات الصغيرة، التي يمولها الصندوق الاجتماعي للتنمية 24%، وفي المشروعات متناهية الصغر 47%، وفي التدريب من أجل التشغيل 45%، وفي مجال الخدمات الأخرى 33%، وتبلغ نسبة الفائدة على قروض الصندوق 5.5%، وفقا لسها سليمان الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية.
ومن شأن المساواة بين الرجل والمرأة في سوق العمل زيادة إجمالي الناتج المحلي بواقع 34%، وفقا لتصريحات كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر دافوس عام 2013.
تعليقات الفيسبوك