طالبت جماعة الإخوان المسلمين الجهات القضائية بالتحقيق ومحاسبة الطرف المعتدي في الأحداث التي وقعت في محيط مقر الجماعة بالمقطم، مشيرة إلى أنه "يهدف لإسقاط مؤسسات الدولة وإقصاء الإخوان، غير مبالين بإرادة الشعب وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان".
وتصاعدت أمس الجمعة حدة المظاهرات المناهضة للجماعة والرئيس محمد مرسي حيث شهدت القاهرة وعدة محافظات اقتحام لمقرات تابعة للجماعة وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، وشهد محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لجماعة الإخوان والرئيس محمد مرسي أسفرت عن إصابة أكثر من 200 شخص.
وأكدت الجماعة أن حماية المنشآت العامة والخاصة هي مسئولية الشرطة بالدرجة الأولى، وقالت "سندافع عن أنفسنا ومقراتنا وممتلكاتنا ولن نُفرِّط فيها"، ووصفت الدعوات التي تطالب بالتظاهر يوم الجمعة المقبل بمحيط المقر بأنها "دعوات لاستكمال العدوان".
ودعت الجماعة الجميع "للكفِّ عن العداوة والبغضاء والحوار البنَّاء، والتعاون على البرِّ والخيرِ والتقوى، والحرص على الاستقرار والنهوض والتقدم، والسلام الاجتماعي والأمن الوطني"، مؤكدة أن هذه هي الوسيلة لتحقيق أهداف الثورة.
وشددت الجماعة على أنها لم تستخدم العنف ولا البذاءة ولا الخروج على الأخلاق أثناء تصديها للنظام السابق، مؤكدة أن "أعضاء الجماعة تظاهروا في الشوارع والميادين لأسباب كثيرة وتحمَّلوا من أجل ذلك أذى كثيرًا من الضرب والاعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية ومداهمة المنازل في منتصف الليل ومصادرة الأموال..ومع ذلك لم يستخدموا العنف".
وقالت إن الإخوان شاركوا في الثورة بقوَّة، وقدَّموا التَّضحيات وحافظوا على سلميتها وأخلاقيتها، ودافعوا عنها دفاعًا مجيدًا شهد به الجميع وقتئذ، كما شاركوا في العديد من المليونيات في ميدان التحرير، وكانوا يمثلون الأغلبية الغالبة من المتظاهرين.
وأضافت "لم نتعرَّض للمتظاهرين ولا للأحزاب الأخرى بأي سوء قولي أو فعلي، على الرغم من انتقاد البعض للإخوان، بل يهتف ضدَّهم في المظاهرات، بل كنا نقول إن الميدان مِلْك لجميع المصريين".
وقالت الجماعة إن "من حقِّ الجميع أن يُعبِّروا عن آرائهم ولو كانت معارضة لنا".
وأضافت أنها تسعى لإنجاح الثورة وتحقيق أهدافها، وعلى رأسها التحول الديمقراطي، لافتة إلى أنها شاركت في كل الاستفتاءات والانتخابات التي أعادت بناء المؤسسات الدستورية وإنجاز الدستور نفسه، حتى تستقر البلاد، احترامًا للسيادة والإرادة الشعبية واتباعًا لمبادئ الديمقراطية.
ووصفت الجماعة القوى التي تسعى لإفشال الرئيس منذ توليه للرئاسة بأنها "تهدر مبادئ الحريات العامة والديمقراطية"، مشيرة إلى أن هذه القوى في الداخل والخارج تسعى لإفشال الرئيس بمحاولة تعويق إصدار الدستور، وتعويق استكمال الانتخابات البرلمانية، والتظاهر في الشوارع والميادين واستخدام العنف ضدَّ مؤسسات الدولة في عديد من المحافظات، إضافة إلى القاهرة وحرق وتدمير ما يقرب من ثلاثين مقرًّا من مقرات الإخوان المسلمين، وقتل بعضهم، والهتافات البذيئة والشتائم ضدَّ رموزهم، ومنعهم من التواجد في الميادين والشوارع التي يتواجد أو يعتصم فيها أفراد هذه القوى.
وأوضحت أن "هناك من يريد ويخطط لإشعال حربٍ أهلية ويسعى لانهيار اقتصادي لتدمير الوطن..لذلك قرَّرنا أن نُفوِّت عليهم فرصة تحقيق أهدافهم"، مشيرة إلى أنها عندما قررت التظاهر في ميدان عابدين، وكانوا معتصمين في ميدان التحرير "آثرنا أن نبتعد لنتظاهر في ميدان النهضة أمام الجامعة؛ حتى لا يحدث احتكاك وحتى لا تسيل دماء ولا تُزْهق أرواح".
وقالت الجماعة إن حملتها بعنوان "معًا نبني مصر" كانت تهدف إلى البناء والتعمير في كل أنحاء البلاد في الوقت الذي "كان فيه آخرون يُخرِّبون ويحرقون مقرات الشرطة ويعتدون على ضُباطها وجنودها ويهاجمون دواوين المحافظات ومديريات الأمن، ويدمِّرون الفنادق، ويسعون لتخريب قصر الاتحادية".
وأشار البيان إلى أن الجماعة أدانت العدوان على حزب الوفد، وطالبت بحماية مقرات جميع الأحزاب ومعاقبة المفسدين في الأرض.
وقالت الجماعة إن "هناك من يُشجِّع البلطجية ويحرضهم على مزيدٍ من التخريب ويمنحهم الغطاء السياسي ويقدمهم للناس على أنهم ثوار"، مؤكدة أن الواجب الوطني في هذه المرحلة هو "أن تتضافر كل الجهود لإيقاف العنف والذهاب إلى صناديق الانتخاب في إجراءات حضارية راقية تحترم الشعب وإرادته الحرة".
وأضافت أن اتخاذ الرئاسة قرارًات تحقق مصلحة الشعب، كان يدفع البعض إلى رفع وتيرة عنفهم، وكلما فشل لهم مخطط صعَّدوا في مخطط جديد، على حد قولها.
وشددت الجماعة على أن ما يحدث في مقر الإرشاد بالمقطم هو عدوان "حيث جاء البعض يثيرون فيه الشَّغب، واطلقوا هتافات وشتائم بذيئة تناولت الجماعة ورموزها، بل وأمهاتهم، وقاموا بكتابة هذه الشتائم على جدران المبنى واستفزُّوا الشباب الذين يحرسون المبنى، وكان هؤلاء المعتدون مسلحين بسكاكين وعصيّ وزجاجات مولوتوف".
وقالت "هناك تجاهل من الإعلام لكل ما فعله هؤلاء المعتدون"، مشيرة إلى أن البعض صوَّر الأمر على أنه عدوان من شباب الإخوان عليهم متغافلا أنهم هم الذين صَعَدوا المقطم وذهبوا إلى مركزهم، وهم الذين أساءوا وسبُّوا وأهانوا واستَفَزُّوا، ثم بدءوا في الهجوم على المقرِّ بالحجارة وقنابل المولوتوف والعدوان على الشرطة بالخرطوش.
وتعهدت الجماعة بالتخقيق "إذا وجدنا تجاوزًا من أي من حرَّاس المبنى فسوف نقوم بمحاسبته".
تعليقات الفيسبوك