كتبت: فيولا فهمي
لم تكن سوزان سمير وجها مألوفا في الأوساط السياسية قبل أن تُعلن ترشيحها للانتخابات البرلمانية كمسيحية كاثوليكية على قائمة حزب النور السلفي، الذي دأب على انتهاج مواقف مناوئة لحقوق الأقباط والأقليات النوعية في مصر.
وقالت سوزان سمير، لأصوات مصرية، إنها انضمت لحزب الوفد الليبرالي منذ 15 عاما، تولت خلالها أمانة المرأة للحزب عن دائرة عين شمس والمطرية، وإنها لم تستقل من الوفد حتى الآن.
وتوضح سمير -تعمل باحثة شرطة بمديرية أمن القاهرة- أنها ليست عضوة في حزب النور السلفي، لكنها مرشحة على قائمته في الانتخابات البرلمانية فحسب، مؤكدة أنها تعرضت بعد اتخاذ هذه الخطوة إلى هجوم شرس من المسيحيين والسلفيين على السواء.
سوزان بعد أن قالت توصيف وظيفتها الحالية، في اتصال مُسجل مع "أصوات مصرية"، تراجعت عنه وطلبت بصوت حاد منفعل أن نكتفي بقول إنها موظفة بوزارة الداخلية.
وحول عدم خوضها الانتخابات على قائمة حزب الوفد بدلا من النور قالت إن حزب النور يلعب دورا مهما في هذا المرحلة لتجديد الخطاب الديني ونبذ العنف، مؤكدة أن الوفد لم يمانع في ترشيحها على قائمة حزب النور بدليل عدم فصلها من الحزب حتى الآن.
وتأسس حزب النور -الذراع السياسية للدعوة السلفية- بعد ثورة 25 يناير 2011، وحصل على المركز الثاني من حيث عدد المقاعد في برلمان عام 2012، لكنه فض تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين بعدما بات واضحا أنها غير قادرة على الاحتفاظ بالسلطة.
ونفت سوزان -التي رفضت في البداية الحديث إلى الإعلام- ما يتردد حول وجود مشكلة لها مع الكنيسة بشأن الأحوال الشخصية، مؤكدة أنها على المذهب الكاثوليكي الذي يُحرم الانفصال أو الطلاق تحت أي سبب.
كما تقول إن خوضها الانتخابات على قائمة حزب النور يرجع إلى رغبتها في دفع حزب الدعوة السلفية إلى تغيير مواقفه من الأقباط والمرأة على وجه التحديد، أو كشف استمراره في انتهاج نفس السياسات أمام الرأي العام.
وتضيف سوزان سمير - التي رفضت بشكل قاطع الإفصاح عن عمرها- أنها مسؤولة ملف "خدمة السجون" بالكنيسة الكاثوليكية في منطقة المطرية وعين شمس، وأنها على علاقة طيبة بالكنيسة "رغم أن المسيحيين بيكرهوني".
وأعلن حزب النور السلفي في العديد من المناسبات أنه لا يحتفل بأعياد المسيحيين ولا يقدم لهم التهنئة، لكنه أكد التزامه بالتعامل مع الأقباط وفقا لمبادىء الشريعة الإسلامية.
ودأب أعضاء التيار السلفي بشكل عام على إصدار فتاوى تحرم الاحتفال بشم النسيم وتولي المرأة مناصب قيادية وتهنئة الأقباط في أعيادهم.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم حزب النور نادر بكار في عام 2011 أن الحزب لن يقبل الدعوة التي وجهتها الكنيسة للمشاركة في احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد، واعتبرها مناسبة تتصادم مع عقائد الإسلام.
وأيد حزب النور خارطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان ولا يفوت مناسبة للهجوم على الجماعة وتحميلها المسؤولية الأكبر في الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد وما تلاها من عنف واضطرابات.
تعليقات الفيسبوك