ندد الرئيس المصري محمد مرسي بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفها يوم الخميس بأنها "عدوان غير مقبول" في أقوى انتقاد علني لإسرائيل منذ توليه السلطة في يونيو حزيران. وأمر مرسي رئيس الوزراء هشام قنديل بزيارة القطاع المحاصر تعبيرا عن الدعم للفلسطينيين.
وفي مواجهة أكبر اختبار له منذ ان أصبح أول رئيس يأتي بالانتخاب الشعبي هذا العام يتعين على مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين ان يوازن بين الحاجة لإظهار التضامن مع الإسلاميين الذين يديرون غزة واعتماد البلاد على نحو ملياري دولار سنويا من المساعدات الأمريكية.
وقال مرسي في كلمة بثها التلفزيون "إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم. فنحن لا نقبل بأى حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة."
ومضى يقول "علي إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة."
وقال مصدر في مجلس الوزراء إن رئيس الوزراء هشام قنديل ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء محمد رأفت شحاتة سيزوران غزة يوم الجمعة للاجتماع مع مسؤولين من حماس التي تدير غزة والتعبير عن الدعم للفلسطينيين. وقال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي ان وزير الصحة وبعض مساعدي مرسي سيرافقون رئيس الوزراء.
واستدعت مصر بالفعل سفيرها لدى إسرائيل وناشدت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقف القتال الذي قتل فيه 19 فلسطينيا منهم ستة اطفال بالإضافة الى ثلاثة اسرائيليين.
وارسال وفد رفيع المستوى يزيد المخاطر - ويحتمل ان يجبر إسرائيل على الاختيار بين تعليق قصف غزة أو المخاطرة بحياة مسؤولين كبار من بلد وقع معها على معاهدة سلام في عام 1979 .
وقال مصدر رفيع بجماعة الاخوان المسلمين قريب من الرئاسة لرويترز إن مرسي يعتبر زيارة رئيس الوزراء لغزة عملا بطوليا وتاريخيا يبين ان الرئاسة تأخذ خطوات واسعة في سياستها الخارجية.
وقال المصدر "توقيت الزيارة بالغ الاهمية لأنه يظهر ان الرئاسة الجديدة ترسل رئيس حكومتها إلى غزة."
وفي وقت سابق بدا الرئيس مرسي مكتئبا مقارنة بالخطب التي ألقاها في السابق وتجنب مرارا النظر إلى الكاميرا وهو يتحدث عن الخطوات التي اتخذها لاستدعاء السفير المصري في اسرائيل والاتصال بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وهذه أول مرة يذكر فيها مرسي اسرائيل بالإسم في خطاب عام. وفترت العلاقات بين مصر واسرائيل منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال الانتفاضة على حكمه العام الماضي.
ويواجه مرسي مأزقا عميقا في علاقاته مع إسرائيل. فهو يحرص على إظهار كراهية شعبية واسعة النطاق لإسرائيل لكنه يحتاج ايضا الى اقناع القوى الغربية ألا تخشى حكم الإسلاميين في مصر.
وتصف جماعة الإخوان المسلمين اسرائيل بأنها دولة عنصرية وتوسعية على الرغم من ان مرسي تعهد باحترام معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ودعا المرشد العام للجماعة في مصر الى تنظيم احتجاجات في أنحاء البلاد لدعم غزة يوم الخميس. ومن المقرر تنظيم احتجاجات أيضا يوم الجمعة.
ونظم عشرات الشبان احتجاجا امام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة وأحرقوا العلم الاسرائيلي وهم يرددون هتافات مناوئة لإسرائيل.
وأحرق محتجون في مدينة الاسكندرية الساحلية يوم الخميس أيضا العلم الإسرائيلي.
وكان مرسي قال انه ناقش في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما "سبل الوصول الى تهدئة وانهاء العدوان".
وقال إنه أبلغ أوباما "حرص مصر على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع العالم ورفضها التام لهذا العدوان وحصار الفلسطينيين."
وقال مرسي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وعده بنقل طلبه إنهاء العنف إلى الاسرائيليين.
تعليقات الفيسبوك