يقول الطبيب حسام شبيب أنه كان يحظى دوما بالاحترام ويخدم مجتمعه ويعيش بعيدا عن المشاكل..لكنه يختبئ الآن في الخارج بعدما أدين بالمشاركة في قتل ضابط شرطة.
وقررت محكمة مصرية يوم الاثنين إحالة أوراق شبيب و527 آخرين يزعم أنهم أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين إلى مفتي الجمهورية تمهيدا لاصدار حكم بإعدامهم بعد إدانتهم بالقتل وجرائم أخرى.
ولم يحاكم سوى 147 متهما حضوريا والباقون إما مخلى سبيلهم بكفالة أو هاربون. ويقول شبيب إنه بريء. وهو واحد من آلاف الاشخاص الذين تقول جماعات حقوق الانسان إنهم اعتقلوا ظلما منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وأعلنت الحكومة المدعومة من الجيش الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحملتها مسؤولية التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي شهدتها البلاد. وتنفي الجماعة هذه المزاعم وتقول إنها ملتزمة بالسلمية أمام ما تصفه بالانقلاب العسكري.
وقال شبيب "أنا مش من الاخوان خالص بس أنا مؤيد لحزب الحرية والعدالة. أنا مش في جماعة الاخوان المسلمين وهما عارفين كدة كويس". وحزب الحرية والعدالة هو الذراع السياسية للجماعة.
وقال شبيب إنه اتهم خطأ بقتل عقيد الشرطة مصطفى العطار في أعمال عنف اندلعت في محافظة المنيا في جنوب البلاد بعد أن فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامين لمؤيدي مرسي في القاهرة والجيزة في أغسطس آب الماضي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن الشرطة لديها لقطات مصورة تثبت أن المدانين جميعا شاركوا في أعمال العنف.
وامتنع هاني صلاح المتحدث باسم الحكومة عن التعليق على الحالات الفردية لكنه قال إن مصر تؤكد على الحاجة لحماية حقوق الإنسان وإن "الحكومة ملتزمة بضمان الحريات."
وقتل 70 شخصا منهم 17 شرطيا في المنيا التي بدت كساحة حرب في يوم فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر. وتعرضت مراكز للشرطة وكنائس وغيرها لهجمات. وقال شبيب إنه لا علاقة له بأعمال العنف التي أريقت فيها الدماء.
وأضاف في حديث هاتفي مع رويترز من دولة امتنع عن ذكرها بسبب مخاوف أمنية "قبض علي بتهمة كسر حظر التجول وحبست فيها 50 يوما كاملا وفي أثناء وجودي على ذمة قضية كسر حظر التجول تم تسجيل قضية أخرى بالامتناع عن علاج العقيد مصطفى العطار مما أدى إلى وفاته."
وأضاف أنه تلقى اتصالا من موظف في المستشفى بدت عليه العصبية في يوم مقتل العطار واشتكى من عدم وجود أطباء في المستشفى مع بدءوصول الجثث.
وأشار إلى أنه سارع بالذهاب للعمل وقضى اليوم كله هناك. وقال "بعتنا (ارسلنا) ممرضة تجيب دم فتأخرت. نزلت اجيب كيس الدم من تحت.. فناداني شاهد الإثبات الذي استدعته المباحث... قال الحقني يا دكتور فهناك من يحاول قتل الضابط في غرفة العمليات.. تعال وساعدني في إبعادهم. أنا دخلت حاولنا ندافع عنه ونبعد عنه مهاجميه فلم نتمكن من منعهم بل بدأوا يهاجمونا احنا وضربونا احنا فاضطرينا نطلع. الراجل ده جه شهد معايا بهذا الكلام. ده شاهد المباحث يعني مش الشاهد بتاعي يعني بتاع المباحث شهد معايا."
ومنذ اعتقال شبيب في 28 أغسطس آب وعمليات الاحتجاز في تصاعد وشملت المشتبه بأنهم من المتشددين والنشطاء العلمانيين وبعض الأكاديميين.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إنها قلقة جدا من وجود أكثر 16 ألف حالة احتجاز في الشهور الأخيرة مضيفة أنه ليس من غير المعتاد إضافة اتهامات غير مرتبطة بالأسباب الأولية للاحتجاز.
وأضافت "إننا نشهد المزيد من حالات الانتهاك التي ترتكب خلال الاحتجاز." وقال شبيب (45 عاما) وهو أب لأربعة أطفال إنه يفتقد أسرته وبلده ولكنه لن يعود في وقت قريب. وأضاف "مش هي دي مصر اللي احنا عارفينها مش هي دي مصر بلد الأمن والأمان اللي احنا بنعيش فيها براحتنا.. احنا مضيق علينا ومضطهدين ومطاردين بنعامل كالمجرمين.. معنديش استعداد حتى اكرر تجربة السجن تاني."
وسرد كيف عاملته السلطات أثناء نقله بين السجون فكان معصوب العينين ويتعرض للصفع والضرب بكعوب البنادق ووضع في حبس انفرادي. وقال "محصلش معايا أنا الكهرباء بس كان في ناس شفناهم بعد كدة متكهربين... وآثار الكهرباء عليهم."
وأشار إلى أن الانتهاكات تضاعفت بعد أن اشتكى ومعه محتجزون آخرون. وأكد صلاح المتحدث باسم الحكومة إن مصر لا تتسامح مع التعذيب في سجونها.
وقال لرويترز "وزارة الداخلية تسمح لبعثات من مجالس حقوق الإنسان بزيارة السجون ومعظم التقارير التي خرجت من هذه المجالس أشارت إلى عدم وجود تعذيب داخل السجون."
وقبل ثلاثة اسابيع من صدور أحكام بإعدام المئات بعد محاكمة استغرقت يومين فر شبيب من مصر متوقعا أن يصدر عليه ما وصفه بأنه حكم سياسي.
ويقول مسؤولون مصريون إن القضاء مستقل. وامتنع القاضي في تلك القضية عن التعليق. وبعد يوم من صدور الحكم الذي تضمن إعدام شبيب بدأت المحكمة ذاتها والقاضي ذاته في المنيا نظر قضية متهم فيها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين و682 آخرين بتهم مماثلة.
وقد يواجه هؤلاء عقوبة الإعدام أيضا.
وقال شبيب إن لديه توجهات إسلامية منذ صغره ولكنه لم يمارس نشاطا سياسيا قط حتى حينما تظاهر مئات الآلاف من المصريين في عام 2011 لإسقاط الرئيس حسني مبارك. وأضاف "منزلتش في أي مظاهرة في حياتي".
تعليقات الفيسبوك