اختتمت مساء اليوم السبت المسابقة العربية السادسة عشر للبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات لطلبة الجامعات التي استضافتها مصر بالإعلان عن تأهل ستة فرق من بينها ثلاثة من مصر وفريق من كل من الأردن وسوريا ولبنان للمشاركة في المسابقة الدولية للبرمجيات التي ستقام في روسيا في الفترة من مارس اذار إلى يونيو حزيران.
وتضع الشركات الدولية الكبرى المسابقة والفرق المشاركة فيها تحت مجهرها وتستعين في العادة بالمبرمجين الواعدين المشاركين فيها وتقدم لهم وظائف.
وقال الدكتور أسامة اسماعيل المدير الاقليمي للمسابقة فى الوطن العربي وشمال افريقيا لرويترز بالهاتف إن فريقا من الجامعة الألمانية في مصر حقق المركز الأول وفاز بلقب المسابقة.
وأضاف أن الفريق بالإضافة الى خمسة فرق اخرى من كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية المصرية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا بالأردن وكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة المصرية وجامعة تشرين السورية والجامعة الأمريكية في لبنان تأهلوا للمشاركة في المسابقة الدولية في روسيا وهي أقدم وأكبر مسابقة في مجال برمجة الحاسب وتقام منذ عام 1970 تحت إشراف المنظمة الدولية لعلوم الحاسب.
وبدأت المسابقة العربية يوم الخميس الماضي في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر بمشاركة نحو 90 فريقا يمثلون 54 جامعة وأكاديمية ومعهدا من مصر وليبيا والمغرب وتونس والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان وسلطنة عمان والكويت.
وتألف كل فريق من ثلاثة طلاب وتنافست الفرق على ابتكار وبرمجة حلول الكترونية لمشاكل حياتية طرحت عليهم في صورة اسئلة توجهها لجنة التحكيم ليكون المطلوب منهم ايجاد حلول سريعة وناجعة وسهلة التطبيق واقتصادية في ذات الوقت.
وقال محمد فؤاد المدير التنفيذي للمسابقة إن الاختبار كانيتألف من 12 مسألة ومدته خمس ساعات وان الفريق الأول نجح في حل تسع مسائل.
وأضاف أن ترتيب الفرق اعتمد على عدد المسائل التي قام كل فريق بحلها وأفضل الاجابات والحلول وكذلك المدة الزمنية التي تم فيه التوصل للاجابات. وقال ان المسائل كانت تدور حول موضوعات من الواقع مثل علاج أمراض السرطان وتقليل وقت الاتصالات على متن سفن الفضاء وأفضل طريقة لوضع أكبر عدد من السيارات في أقل مساحة ومشاكل المرور.
ويقوم كل فريق بتصميم نموذج لهذه المشكلة على الحاسب ثم يضع حلولا لها من خلال برنامج. وقال مصطفى محمود من فريق الجامعة الألمانية الفائز بلقب المسابقة لرويترز "قمنا بالاستعداد بشكل مكثف خاصة في اخر اسبوعين. وأبرز ما قمنا به خلال المسابقة الاجابة عن احدى المسائل في اخر اربع دقائق من زمن المسابقة وكان يتعلق بايجاد حل لاحدى المشاكل في لوحة مفاتيح الكمبيوتر."
وقال اشرف أحمد من فريق جامعة الأميرة سمية "أجبنا عن اولى المسائل في خمس دقائق ومعظم المسائل التي واجهناها كانت تتعلق بأمور برمجية معقدة."
وعن أهمية تنظيم مثل هذه المسابقات في العالم العربي، قال اسماعيل "هذه الشريحة من الطلبة نادرة جدا في العالم وهم من يقودون أهم صناعة في العالم وهي صناعة تكنولوجيا المعلومات." وأضاف قائلا "كل الشركات الكبيرة تضع اعينها على هذه الشريحة وبمجرد ما تنتهي المسابقة كل المتسابقين تأتيهم عروض وظائف في الشركات الكبرى."
وقال يسري الجمل وزير التعليم المصري الاسبق ومستشار رئيس الاتحاد الدولى للمسابقة لرويترز بالهاتف "هذه النوعية من المسابقات لها اهمية كبيرة جدا لانها تعمل على تحفيز الشباب على الابداع والابتكار." "يجب أن نستفيد بأكبر قدر ممكن من هذه الطاقات... التي تحتاج للتشجيع مثلما نقوم بتشجيع الابداع في المجالات الرياضية."
وعن امكانية استفادة المنطقة العربية من مواهب وقدرات هؤلاء الشباب قال اسماعيل "دولنا ومنطقتنا في أمس الحاجة لهذه الشريحة.نقوم باكتشافهم واخراجهم للنور لكن الشركات الكبيرة تخطفهم لأنه لا توجد برامج محلية لامتصاص خبراتهم كما ان البحث العلمي نصيبه ضعيف جدا في دولنا."
وأضاف قائلا "الى الان الخارج هو المستفيد من هؤلاء الشباب ..على أمل اننا في يوم من الأيام نعيد هؤلاء الشباب مرة أخرى لبلادنا بشرط أن تضع الدول خططا لهذا الامر."
تعليقات الفيسبوك