قال عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، إن ما تشهده البلاد نتيجة "تصور خاطئ لمفهوم الإفساد والإصلاح فى الأرض" يقتضي سقوط البلاد وتغيير الواقع بالقوة وترويع المواطنين.
وأضاف السيسي، في تصريحات خلال لقائه بقادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة، أن "من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه، وأننا لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربى بوجود اقتتال داخل الشارع" .
وقال السيسي في كلمته التي نشرت على صفحة المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة على فيس بوك إن "حجم التحديات السياسية والإقتصادية والأمنية التى تمر بها مصر أكبر من قدرة مصر كدولة ولكنها ليست أكبر من قدرات المصريين كشعب ووطن، مضيفا أن مصر أمانة فى رقبة الجميع ويجب علينا كجيش وشرطة أن نحفظ الأمانة ونحمى مصر وشعبها".
وأكد وزير الدفاع أنه لم يتم التنسيق أو التعاون خارجياً مع أي دولة فى الشأن المصري، وأن المصلحة العليا للوطن تقتضى وضع مصلحة مصر وأمنها القومى فوق كل إعتبار.
وقدم الفريق السيسي الشكر والتقدير "لكل من قدم العون لمصر من الأشقاء فى السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين"، مؤكداً أن الشعب المصرى لن ينسى لهم ذلك .
وأكد أن للشعب المصرى إرادته الحرة وأن يختار من يشاء لحكمه وأن القوات المسلحة والشرطة سيظلان أمينين على إرادة الشعب فى اختيار حكامه.
وشدد على أن "ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهى الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومى، مضيفا لقد حذرنا من أن الصراع السياسى سيقود مصر للدخول فى نفق مظلم، وسيتحول إلى إقتتال وصراع على أساس دينى.
وأشار إلى أن الدعوة التى وجهها لنزول المواطنين لتفويض القوات المسلحة للتعامل مع الإرهاب، "كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجى الذى أنكر على ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية فى التغيير، ورسالة للآخرين بأن يعدلوا مفاهيمهم وأفكارهم وأن يستجيبوا لإرادة الشعب، وحتى يدرك كل فرد فى القوات المسلحة والشرطة حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم".
وقال السيسي إن النظام السابق وأتباعه خلال العام الماضى أضاعوا فرصا عديدة لتعديل المسار السياسى وإيجاد مساحة من التفاهم بين النظام والقوى السياسية والرأى العام من خلال العديد من المقترحات "التى ضاعت أمام التعنت والصلف وعدم الاستجابة لأى نصح حقيقى يخرج البلاد من دائرة الأزمات، والاعتقاد بتآمر الجميع وأنهم على الحق المبين والباقى على الضلال".
وأضاف "إننا أعطينا فرصاً كثيرة للقاصى والدانى للمشاركة لإنهاء الازمة بشكل سلمى كامل ودعوة أتباع النظام السابق للمشاركة فى إعادة بناء المسار الديمقراطى والانخراط فى العملية السياسية وفقاً لخارطة المستقبل بدلاً من المواجهة وتدمير الدولة المصرية".
وقال السيسي في رسالة لأنصار النظام السابق "مصر تتسع للجميع.. وأننا حريصون على كل نقطة دم مصري"، مطالبا إياهم بـ"مراجعة مواقفهم الوطنية وأن يعوا جيداً أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء، وأن حماية الدولة ستبقى أمانة فى أعناق الجيش والشرطة والشعب المصرى".
ووجه السيسي رسالة لمن وصفهم بأنهم يرددون أن الجيش استولى على السلطة قائلا "إن شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر، وليست فى سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد، أننا أكثر حرصا على الإسلام بمفهومه الصحيح الذى لم يكن أبداً إداة للتخويف والترويع والترهيب للآمنين وأننا سنقف جميعا أمام الله وسيحاسبنا على المهمة المكلفين بها فى حماية أمن الوطن والمواطنين".
تعليقات الفيسبوك