اعتصام مؤيدي مرسي مستمر والحكومة المصرية لم تتخذ قرارا بعد

الثلاثاء 13-08-2013 PM 03:05
اعتصام مؤيدي مرسي مستمر والحكومة المصرية لم تتخذ قرارا بعد
كتب: توم بيري

تحصن مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في موقعي اعتصامهم في القاهرة والجيزة اليوم، الثلاثاء، بينما لا زال قادة البلاد يتناقشون بشأن كيفية فض الاعتصامين.

ولا يبدو تحرك الشرطة المصرية لفض الاعتصامين وشيكا، رغم التحذيرات المتكررة من الحكومة التي طالبت المعتصمين بالرحيل بشكل سلمي.

وقال مراسل لرويترز إن اشتباكات اندلعت في وسط القاهرة اليوم الثلاثاء عندما اقتربت مسيرة لمؤيدي الرئيس المعزول من وزارة الداخلية.

ورشق معارضون لمرسي المسيرة بالحجارة وألقوا زجاجات على المشاركين بها من الشرفات ثم أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين المؤيدين لمرسي.

وكان الآلاف يشاركون في المسيرة عندما وقعت الاشتباكات، ووصفهم سكان بأنهم إرهابيون وليسوا محل ترحيب وبدأو يرشقونهم بالحجارة، ورد مؤيدو مرسي بإلقاء حجارة أيضا.   

وشوهد رجلان يلوحان بمدي وهما يطاردان المشاركين في المسيرة، ويطالب المحتجون بعودة مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز والمحتجز الآن في مكان غير معلوم.

وقال رئيس حزب النور، ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية، إن الأزهر سيستضيف "قريبا جدا" اجتماعا لأناس طرحوا مبادرات لإنهاء الأزمة السياسية.

وأصبح الاعتصامان الرئيسيان في ميدان نهضة مصر بالجيزة وفي محيط مسجد رابعة العدوية مركزا للأزمة السياسية، التي أعقبت عزل الجيش لمرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات شعبية مطالبه بتنحيته.

ويحتشد الآلاف من مؤيدي مرسي في الاعتصامين ويرفضون عزل أول رئيس مصري منتخب بإرادة حرة، ويقولون إنهم مستمرون لحين إطلاق سراحه وعودته إلى منصبه.

ويمثل الأمر مشكلة للحكومة التي تشكلت بعد الثالث من يوليو تموز، والتي تدفع بخطتها لإجراء انتخابات في غضون تسعة أشهر.

ويأمل بعض المسؤولين في تفادي أي مواجهة دامية ستضر بجهود الحكومة لتقديم نفسها كحكومة شرعية، بينما يخشى آخرون في الجيش وقوات الأمن فقدان هيبتهم في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين ويريدون التدخل.

ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم في أعمال العنف السياسي في مصر بعد عزل مرسي، من بينهم عشرات من مؤيديه قتلوا برصاص قوات الأمن في واقعتين.

وذكرت صحيفة الأهرام المصرية اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر رئاسية، قولها إنه بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي في وقت متأخر أمس الإثنين من المرجح أن تطوق قوات الأمن اعتصامي السلاميين دون أن تتخذ خطوات أقوى قد تؤدي إلى إراقة دماء.

وقالت الأهرام "المشاورات مستمرة بين كل أجهزة الحكومة. الطريق الأكثر احتمالا هو الاحاطة بالاعتصامين وخنقهما بدلا من (بدء) تدخل أمني قد يسقط ضحايا."

وقال مصدر أمني للأهرام إن قوات الأمن لم تتلق أوامر بفضالاعتصامين، وذكر أن إجراءات الأمن شددت حولهما لمنع تهريب الأسلحة.

وانهارت جهود دولية لحل الأزمة الأسبوع الماضي. ويقول وسطاء أجانب إن جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي يجب أن تقبل بأنه لن يعود للحكم، لكنهم يقولون أيضا إن السلطات الجديدة في مصر عليها في الوقت نفسه إعادة الإخوان إلى العملية السياسية.

وتولى مرسي السلطة في يونيو حزيران 2012 بعد انتخابات أعقبت الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.

لكن مرسي فشل في إصلاح حال الاقتصاد المصري الذي يعاني من ضيق شديد وأثار قلق الكثيرين بجهوده الواضحة لإحكام قبضة الإسلاميين على السلطة.

وعزل الجيش المصري مرسي وسط احتجاجات ضخمة على حكمه، ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم كما وضع قياديون آخرون في الإخوان في الحبس.

وقال يونس مخيون، رئيس حزب النور، لرويترز إن الأزهر ماض في جهوده للتوصل إلى حل وإنه دعا حزب النور للمشاركة في المحادثات.

وأضاف مخيون أن "الأزهر الشريف" يحاول جمع كل من طرح مبادرة للاتفاق على سبيل المثال على مبادرة واحدة ورؤية يمكن استخدامها للضغط على كل الأطراف ليقبلوا بها.

ولمح إلى أن ما يعقد هذه الجهود هو العلاقة المتوترة بين الأزهر والإخوان.

وقال إن هناك محاولة للخروج من هذه الأزمة، لكن المشكلة هي أن الإخوان المسلمين يرفضون شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ويعتبرونه جزءا من المشكلة.

ودعا حزب النور إلى حل سياسي وطرح مبادرة من جانبه تحفظ ماء الوجه للإخوان تقضي بأن ينقل مرسي سلطاته إلى رئيس وزراء يكون مقبولا من الجميع.

وقال طارق الملط، العضو في حزب الوسط المتحالف مع الإخوان، إنه كتب إلى وزير الداخلية المصري لتحذيره من أن استخدام القوة ضد الاعتصامين سيفاقم الأوضاع.

وردا على سؤال حول سبب تأخر الشرطة حتى الآن في التحرك ضد الاعتصامين، قال الملط لرويترز إن التفسير الوحيد هو أنه لا يزال هناك من لا يفكرون بأسلوب إقصائي ويريدون إتاحة فرصة للحلول السلمية.

وكان الملط عضوا في وفد من مؤيدي مرسي التقوا بمبعوثين دوليين خلال محاولة الوساطة. وقال إنه مستعد هو وزملاؤه للحديث مع محمد البرادعي -نائب الرئيس المصري المؤقت للشؤون الخارجية- وزياد بهاء الدين -نائب رئيس الوزراء- بصفتهما "رموزا سياسية" للتوصل إلى مخرج للأزمة.

وأضاف أنه يرحب بالحوار مع السياسيين بشكل عام وحتى مع من هم في الحكومة ولكن ليس بصفتهم الرسمية.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys