بعد مرور مائة يوم..جدل حول تداعيات فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" على المشهد السياسي

الأحد 24-11-2013 AM 10:02
بعد مرور مائة يوم..جدل حول تداعيات فض اعتصامي

تباينت آراء عدد من السياسيين والمحللين والخبراء الأمنيين والاستراتيجيين حول رؤيتهم للمشهد السياسي المصري بعد مرور مائة يوم على فض اعتصامي رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة وميدان النهضة بالجيزة.

قال عصمت الصاوي عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية والقيادي بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية "بعد مرور 100 يوم على فض اعتصامي رابعة والنهضة نجحت سلطة الانقلاب العسكري فى تحويل الدكتور محمد مرسي من رئيس مختطف إلى رئيس يحاكم أمام محكمة طبيعية ونجحت أيضا فى الاقتراب من الانتهاء من كتابة دستور جديد يضفى عليها شرعية".

وقامت قوات الأمن المصرية فى 14 أغسطس الماضى بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من مؤيدى الرئيس السابق محمد مرسى.

وشدد عصمت، لـ"أصوات مصرية"، على أنه لا يمكن فصل تداعيات فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة عن تغيير آخر طرأ على المستوى الخارجي تمثل فى تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى والتى قال فيها إن الإخوان قفزوا على الثورة وهذا ما يصب فى صالح سلطة الانقلاب، على حد وصفه.

ورغم هذه التغييرات إلا أن عصمت الصاوى يؤكد أن "التحالف الوطنى لدعم الشرعية حقق جملة من المكاسب السياسية منها تدويل قضية الانقضاض على السلطة فى مصر وجعلها قضية عالمية بعد أن جعل قادة الانقلاب أمام المساءلة الدولية".

وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية، بيانا أمس قال فيه إن من وصفهم بـ"الانقلابيين" لم يستوعبوا حتى الآن، وأن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المؤيدين لما سموه بالشرعية، لا تزيدهم إلا صمودًا وثباتًا وإصرارًا علي موقفهم المناهض للسلطة الحالية، داعيًا جماهير الشعب إلى مواصلة التظاهر من أجل إسقاط ما سماه بالانقلاب ودحره نهائيًا.

وناشد التحالف فى بيانه من سماهم "أحرار العالم كله" إلى الخروج اليوم الأحد في مسيرات سلمية في مصر ومختلف دول العالم لإحياء ذكرى 100 يوم على فض اعتصامي رابعة والنهضة تحت شعار ''كلنا رابعة".

وحذر القيادي بتحالف دعم الشرعية من وجود مخطط لإقصاء التيار الإسلامى من المشهد السياسي، لافتا إلى محاولة لجنة الخمسين وضع مادة لتجفيف منابع الإرهاب ستستخدم لمحاربة التيار الاسلامي وحل الأحزاب الدينية.

وقال إن هذا يتزامن مع ما أشيع بشأن حل حزب النور وتوصية مفوضية الدولة بحل حزب الحرية والعدالة وإعادته إلى مربع الجماعات المحظورة.

وأعرب عن اعتقاده بأنه لا أمل في الوصول إلى حل سياسي فى ظل هذه المعطيات المعقدة.

وبالمقابل قال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري وعضو الجمعية الوطنية للتغيير "ما نعيشه اليوم من اضطرابات سياسية هى نتيجة للتباطؤ الشديد الذى لازم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة".

وأوضح شعبان أن "هذا التباطؤ أدى إلى استفحال الاعتصامين وتمددهما بشكل سرطاني وتحولهما إلى مخزن كبير للأسلحة بشكل يشكل خطرا داهما على المجتمع كما تجاوزا الحدود المقبولة وأصبحت لهما ارتباطات خارجية".

وتابع "ربما يكون قد صاحب فض الاعتصام نوع من الإفراط فى استخدام القوة ولكن الطرف الآخر وهم المعتصمون يتحملون المسؤولية أيضا لأنهم رفضوا فض الاعتصام بشكل سلمى".

ولفت إلى أنه "بعد مرور 100 يوم على فض الاعتصامين فإن ممارسات العنف والإرهاب ما زالت مستمرة فى ظل وجود تراخي أمني"، معتبرا أن "هذه الممارسات من شأنها أن تقضي على أي أمل فى التوصل إلى حل سياسي أو مصالحة سياسية لأن الأحداث الأخيرة أثبتت أن جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الدينية تربت على العنف وكراهية الوطن وبالتالي فإن التفجيرات الأخيرة والتصفيات الجسدية لرجال الشرطة التي قامت بها هذه الجماعات ينهى تماما أى محاولة للحل السياسي".

وأعرب عن اعتقاده بأن "ما يقوم به الإخوان وأنصار الرئيس المعزول من تظاهرات وأعمال عنف ما هو إلا محاولة أخيرة لوضع أنفسهم على الخريطة السياسية من جديد بعد أن فقدوا كل أسلحتهم بما فيها الدعم الأمريكى".

وقال إن "هذه الممارسات لن تؤثر سلبا على خارطة الطريق".

وأكد الدكتور عماد جاد نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي أن ممارسات الإخوان المسلمين بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة قضت تماما على أى محاولات للوصول إلى حل سياسي للأزمة الراهنة، مشيرا إلى أن المبادرات التى يطلقها البعض بين الوقت والآخر ليست جادة ولا تعترف بالواقع السياسي بعد ثورة 30 يونيو.

وأشار إلى أن "الرئيس الانتقالي المستشار عدلي منصور سبق وأن أطلق مبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية مع كل القوى السياسية إلا أن الإخوان المسلمين لم يستجيبوا وسعوا فى ممارساتهم العدوانية ضد المجتمع".

وقال اللواء حمدى شعرواي الخبير الاستراتيجى "رغم مرور مائة يوم على فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة إلا أنه لا توجد سيطرة على الشارع من الناحية الأمنية كما أن الحكومة لم تقدم جديدا للمواطن يشعر من خلاله بأن هناك خطوات ايجابية نحو مستقبل أفضل".

وأرجع شعراوى اشتعال التوترات السياسية من حين لآخر إلى أن "الدولة المصرية تم اختراقها قبل ثورة 30 يونيو من قبل أجهزة مخابرات دولية ومازالت هذه الاختراقات مستمرة حتى هذا الوقت".

وأشار إلى أن "أجهزة المخابرات الدولية نجحت بالفعل فى جذب عدد من المثقفين المصريين الذين يدلون بآراء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب حيث ينادون بحقوق الإنسان والدولة المدنية بينما هم يعملون لصالح جهات أجنبية".

وأكد أن تظاهرات الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس المعزول ليست "حلاوة روح"، كما يردد البعض وإنما هي اتجاه متصاعد وفى تزايد مستمر مدعومة فى ذلك من بعض الجهات الخارجية وأيضا من بعض الدول مثل قطر وتركيا، على حد قوله.

وأوضح أن "هذه التظاهرات وما يصاحبها من أعمال عنف واعتداءات من شأنها التأثير سلبا على خارطة الطريق وعرقلة خطواتها خاصة فيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية".

وقال اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى إن "محاولات الإخوان المسلمين لإشاعة الفوضى وتصدر المشهد السياسي باءت بالفشل وهذا ما حدث فى كرداسة ومدينة نصر وكذلك ما ارتبط بسعيهم لإنشاء دويلة فى الصعيد".

وأضاف "التنظيم الدولي فشل أيضا فى تأليب الدول الغربية وأمريكا على مصر خاصة بعد قيام واشنطن بفك الحظر عن المساعدات العسكرية المقدمة لمصر".

وأعرب سويلم عن اعتقاده بأن "الإخوان لم يعد أمامهم سوى طريقين وهما السعى نحو التصالح مع الدولة وهذا ما يرفضه الشعب وإما القيام بعمليات انتحارية وهذا الأسلوب ستتم مواجهته".

وأكد أن ممارسات الإخوان لا يمكن أن تعرقل خارطة الطريق أو أن تسلب من شرعية السلطة الحالية لاسيما فى ظل تمسك المسؤولين بتنفيذ بنود الخارطة فى مواعيدها المحددة.

واستبعد إمكانية دمج التيار الدينى من جديد فى الخريطة السياسية قائلا "هذا التيار يتضاءل وينحسر ولن يكون له تواجد فى الشارع المصرى".

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys