"أم غايب" .. وجع النساء في رحلة الإنجاب

الثلاثاء 10-11-2015 PM 10:18
كتب:

كتبت: أمنية طلال

بعد عام كامل من رحلتها في البحث عن عادات الإنجاب في الريف، التقطت المخرجة الشابة، نادين صليب، أكثر القصص تأثيرا في شخصها، معتبرة أن حلم "حنان" بطلة فيلمها "أم غايب" في الإنجاب، حق مشروع لكل سيدة، ويستحق أن تفعل الكثير من أجله.

"أم غايب" هو اسم يطلق في عدد من القرى على النساء اللاتي لم ينجبن، وهو اللقب الذي نالته حنان بطلة الفيلم من أهالي قريتها لعدم قدرتها على الإنجاب، حيث تعتبر المجتمعات الريفية الإنجاب من القيم الأساسية، وتسعى إليه النساء بكل الطرق، تحديدا ليعزز مكانتها داخل الأسرة.

وتسلط نادين صليب الضوء في فيلمها "أم غايب"، الذي يعرض حاليا بسينما زاوية، على محاولات النساء للإنجاب من خلال شخصية حنان، التي تعيش في قرية "جبل أبو فروة" بالقرب من طنطا، وتسعى منذ 12عاما للإنجاب، وتلجأ لكل الطرق والحيل التي تتبعها نساء القرية لتحقيق هذا الحلم.

"أم غايب" فيلم تسجيلي من إخراج نادين صليب، وتأليفها مع مارج الدرز، وأنتجه الدرز تحت رعاية حصالة فيلم، بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، وبالتعاون مع (SANAD) صندوق الدعم الخاص بمهرجان أبوظبي

ولم تعتبر نادين أن ما تفعله حنان "بالدحرجة" على الأرض وزيارة القبور أو استعدادها للنوم تحت القطار خرافة أو شعوذة، قائلة "كان كل خوفي إن الناس وأهالي القرية يفتكروا إننا شايفين اللي بيعملوه خرافات". 

وأضافت لأصوات مصرية "أنا كنت مستمتعة جدا بالحواديت والقصص اللي شوفتها وسمعتها وصورتها .. وعمري ما اعتبرتها خرافات لأن كل حاجة منهم ليها أصل"، موضحة "الناس في جبل أبو فروة مالهمش أي علاقة بالمدينة والكلام المكتوب في الكتب، وجواهم نقاء وخضار".

ويعرض الفيلم الذي يستغرق 85 دقيقة لأول مرة في مصر حاليا بسينما زاوية، لكن كان العرض الأول له في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وفاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد لأفضل فيلم تسجيلي في 2014.

كما شارك في العديد من المهرجانات، منها مهرجان قرطاج السينمائي بتونس، وأيام بيروت السينمائية بلبنان، ومهرجان ثيسالونيكي للأفلام التسجيلية باليونان، ومهرجان شفيلد للأفلام التسجيلية بالمملكة المتحدة، وأيام الفيلم العربي بالنرويج، ومهرجان ياماجاتا الدولي للأفلام التسجيلية باليابان.

ورأت نادين أن الفيلم لا يجسد قصة امرأة فحسب، لكنه يجسد جزء من المجتمع المصري، فهو قطاع من البشر منعزل عن باقي المجتمع، حيث ينتهي يومهم ببزوغ الليل، لتملأ القصص والحواديت الخاصة بهم باقي اليوم.

واستغرقت نادين 4 سنوات للانتهاء من فيلمها "أم غايب" كانت رحالة خلالهم بين القاهرة وقرية جبل أبو فروة، مؤكدة أن علاقتها بحنان التي يروي الفيلم تجربتها الشخصية طورت فكرة الفيلم، وبالتالي خرج بصورة أثرت في الناس.

ولم تتوقع نادين أن يحظى فيلمها بهذا النجاح من قبل الجمهور المصري، وأن يشيد به النقاد، قائلة "كنت خايفة يتهموني بالاستشراق ويحدفوني بالطماطم".

ميشيل يوسف، مونتير الفيلم أوضح أنه وجد صعوبة في عمل مونتاج للفيلم حتى يصل إحساس حنان وصدقها في التعبير عن نفسها للناس، مشيرا إلى أن مشهد القبور -الذي جاء ضمن أحداث الفيلم وكانت حنان تزور القبر أملا في الإنجاب- استغرق وقتا طويلا منه حتى يخرج بصورة جيدة.

وقال يوسف "كنت باتعامل مع المادة بحساسية شديدة حتى لا أحرم المشاهد من قدرة حنان على التعبير عن نفسها".

وتستعد نادين للمشاركة في مهرجان MedFilm في إيطاليا، ومهرجان ميزنا للفيلم العربي بالولايات المتحدة، والمهرجان اللاتيني للفيلم العربي بالأرجنتين.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys