مارجريت عازر، الأمين العام لحزب المصريين الأحرار، هي القبطية الأولى التي انتخبت في البرلمان المصري بعد سنوات من النضال، لكنها ترى أن المرأة لم تزل مهمشة في بلدها ومستبعدة من قبل الأحزاب عن المشهد السياسي.
وتنسب مارجريت نجاحها وحصدها مقعدا بالبرلمان المنحل إلى الشعب المصري الذي لا يفرّق بين مسيحي ومسلم. فكما قالت في حوار مع "أصوات مصرية"، المواطن يهمه في المقام الأول من يقدم له الخدمات ويحسن معاملته.
وقالت عازر، الملقبة بالمرأة الحديدية على غرار مارجريت أخرى هي رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر: "أنا مصرية وسطية من طينة هذا البلد، حاولت واجتهدت ورفضت الإقصاء وتحديت الظلم"، في إشارة منها إلى رفض البعض لتولي المرأة مقعدا في البرلمان.
وتدعم رأيها حول إقصاء الأحزاب للمرأة بالأرقام، موضحةً: "الغرفة الأولى للبرلمان الأخير في عام 2012 كان بها 9 نائبات فقط بالانتخاب، 5 ينتمين إلى الأحزاب الليبرالية و4 إلى الإسلامية، من إجمالي 498 عضواً، بالإضافة إلى معينتين بعد أن أصبح عدد أعضاء المجلس 506 بما في ذلك المعينون، وجاءت هذه النتيجة بسبب وضع أغلب المرشحات في نهاية القوائم الانتخابية".
تطالب مارجريت، وهي أول سيدة تقلدت منصب الأمين العام لحزب سياسي في تاريخ الأحزاب المصرية، "بتخصيص (كوتة) للمرأة لمدة دورتين داخل مجلس النواب المقبل".
لكن بالرغم من مآخذها كامرأة على نظام الانتخابات الجديد المطروح ترى أن النظام الفردي يصب في صالح الديموقراطية.
وتحفظت مارجريت على تمثيل المرأة في لجنة الخمسين، المناطة بإعداد الدستور الجديد، الذي "لايتجاوز 10 بالمائة من إجمالي من وقع الاختيار عليهم رغم أن المرأة نصف المجتمع وشاركت بدور فعال في الثورتين الأخيرتين".
وترى عازر التي تم اختيارها من بين نواب برلمان 2012 ضمن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور في عهد حكومة الإخوان أنه "رغم هذا التمثيل غير المرضي بالخمسين إلا أنني أتمنى أن يخرج لنا دستور جديد بمفهومه الصحيح للدولة المدنية التي لاتسمح باحتكارالسلطة وتهميش المرأة".
كما تمنت أن يرتقي الدستور الجديد بالوطن، ويرفع العبء عن المواطن ويحقق له متطلباته التي نادى بها في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بالإضافة إلى ابتعاده عن كافة أنواع التمييز بين المواطنين، مضيفةً: "لايجب وضع أي مواد تعطي مميزات لأي طائفة سواء مهنية أو دينية".
وبالحديث عن خوضها المعترك السياسي وتقلدها منصب الأمين العام بحزبها وسط ماوصفته بـ"عش الدبابير الذكوري"، أوضحت عازر أن ذلك جاء "نتيجة سنوات طويلة كافحت خلالها من أجل التأكيد على أن المرأة تستطيع أن تصل إلى أعلى الدرجات إذا كان لديها من الكفاءة ما يؤهلها لذلك".
وتعزو عازر، التي عرف عنها التفوق على الرجال في عالم السياسة، نجاحها إلى تركيزها "على وضع حلول لمعالجة القضايا بشكل عام ولم أتوقف عند تلك الخاصة بالسيدات فقط".
وتقلدت مارجريت منصب الأمانة العامة لحزب الجبهة الديمقرطية منذ عام 2008 حتى 2010 بعد فوزها بفارق 47 صوتاً على منافسها محمد أنور عصمت السادات. ثم انتقلت لحزب الوفد في فبراير من نفس العام واستطاعت أن تفوز بعضوية الهيئة العليا ثم السكرتير العام المساعد، ونجحت على قوائمه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2012.
واختيرت عضوا بالمجلس القومي للمرأة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ثم انتقلت إلى حزب المصريين الأحرار وانضمت لهيئته العليا. وانتخبت في الآونة الأخيرة أمينا عاما للحزب بحصولها على 66 صوتًا من أصل 100 صوت، مقابل 25 صوتًا لعايدة نصيف، وصوتين لعاطف مخاليف.
تعليقات الفيسبوك