أزمة الدولار تدق أبواب مزارع الدواجن

الجمعة 11-09-2015 PM 02:09
أزمة الدولار تدق أبواب مزارع الدواجن
كتب:

توقعات بزيادة أسعار الدواجن عقب عيد الأضحى

كتب: عبدالقادر رمضان

تواجه صناعة الأعلاف أزمة في تدبير احتياجاتها من الخامات المستوردة، لصعوبة توفير العملة الصعبة نتيجة نقص الدولار في السوق، وهو ما يهدد إنتاج الأعلاف التي تعتمد عليها المزارع في تغذية الدواجن التي يتوقع خبراء ارتفاعا في أسعارها بعد عيد الأضحى.

وقال محمد الشافعي، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الداوجن، لأصوات مصرية، "نواجه أزمة كبيرة في تدبير العملة لاستيراد مكونات الأعلاف وهي الذرة الصفراء والصويا".

وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد عجز في إنتاج الأعلاف بالسوق المحلية، إلا أن أسعارها ارتفعت ما بين 250 و300 جنيه للطن خلال أغسطس مقارنة بيوليو، ليصل سعر الطن إلى 3700 جنيه.

وأضاف الشافعي أن انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار ساهم في ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة ارتفاع تكلفة استيراد الخامات.

وهو ما أكده عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، لأصوات مصرية، مشيرا إلى أن أسعار بعض أنواع الأعلاف زادت بأكثر من 400 جنيه في الطن الشهر الماضي.

ويعاني الاقتصاد من صعوبة في إتاحة النقد الأجنبي بعد اضطرابات سياسية متوالية أثرت على تدفق الاستثمارات الأجنبية وحركة السياحة، حيث تراجعت احتياطات النقد الأجنبي من نحو 36 مليار دولار قبل ثورة يناير 2011 إلى 18.1 مليار دولار بنهاية الشهر الماضي.

ونشر الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أمس الخميس، استغاثة في إحدى الجرائد القومية، إلى رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي، اشتكى فيها من عدم توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد خامات الأعلاف.

وقال الاتحاد في استغاثته إنه "منذ ثلاثة أسابيع لا تستطيع شركات استيراد الذرة والصويا توفير احتياجات مزارع الدواجن.. كما أن مصانع الأعلاف على وشك التوقف.. وقطعان الدواجن بالمزارع على وشك التعرض لكارثة لعدم توفر الأعلاف".

وطالب الاتحاد بسرعة توفير العملة الصعبة "قبل حدوث الكارثة".

وقال السيد إن منتجي الأعلاف لايزال لديهم مخزون من الإنتاج، إلا أن نقص الدولار وصعوبة استيراد الخامات دفعتهم إلى رفع الأسعار، وسط توقعات بتراجع إنتاج الأعلاف إذا لم تتدخل الدولة لتوفير الدولار.

ومنذ بداية العام قام البنك المركزي بتخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار بنحو 59 قرشا، في عطاءات الدولار التي ينظمها لبيعه إلى البنوك 3 مرات أسبوعيا.

ويشدد البنك المركزي على أن تكون الأولوية في إتاحة العملة الصعبة لاستيراد السلع الأولية الضرورية.

ومنذ أن وضع البنك المركزي سقفا على إيداع العملة الصعبة في فبرايرعند 10 آلاف دولار يوميا وبحد أقصى 50 ألف دولار شهريا، فإنه نجح إلى حد ما في تحجيم نشاط السوق السوداء، إلا أنه على الجانب الأخر واجه المنتجون والمستوردون صعوبات في توفير العملة الصعبة من البنوك لاستيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج، وذلك مع استمرار تراجع الموارد الدولارية من السياحة والاستثمار الأجنبي والصادرات.

وقال الشافعي إن مصر تستورد حوالي 6 ملايين طن من الذرة الصفراء سنويا وما بين 1.5 و2 مليون طن من الفول الصويا، وفي المقابل تقوم بزراعة ما يتراوح بين مليون و1.5 مليون طن من الذرة الصفراء محلياً.

وطالب السيد البنك المركزي بضرورة تدبير العملة في أسرع وقت لاستيراد خامات الأعلاف، كما أنه اقترح بأن تتدخل الحكومة لشراء الذرة الصفراء والصويا لمنع استغلال المستوردين لأزمة نقص الدولار برفع الأسعار رغم انخفاضها عالميا.

وقال الشافعي إنه رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج إلا أن أسعار الدواجن لم ترتفع في السوق المحلية، بل إنها انخفضت نتيجة انخفاض الطلب.

"نحن الآن في موسم شراء اللحوم لعيد الأضحى.. ويقل الطلب على الدواجن" يقول الشافعي، مرجحا زيادة أسعار الدواجن بعد العيد.

وهو ما اتفق عليه رئيس شعبة الثروة الداجنة، مشيرا إلى أن "الفترة ما بين عيد الفطر وعيد الأضحى هي فترة ميتة لصناعة الدواجن حيث تقل أسعارها كلما اقتربنا من عيد الأضحى".

وعلى الرغم من ارتفاع معدل التضخم الشهري 0.6 بالمئة في شهر أغسطس مقارنة بيوليو، بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر يوم الخميس، فإن أسعار الدواجن انخفضت 10.3 بالمئة خلال فترة المقارنة.

وأعلن الجهاز تراجع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن إلي 7.9% خلال شهر أغسطس الماضي، مسجلا أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2013.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys