قال سامح شكري وزير الخارجية " إنه من الوارد قيام الأطراف بإطلاع القيادة السياسية على تطورات الاجتماع السداسي لسد النهضة المزمع عقده غدا الجمعة في الخرطوم، لأخذ المشورة.
وأكد -بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط- أن هذا من الأمور المعتادة في مثل هذه الاجتماعات الهامة، ومن السابق لأوانه التحدث عن وثيقة مبادئ جديدة، وإذا احتجنا إلى اجتماع آخر سيتم بشكل عاجل".
وأضاف شكري ـ في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الخميس في الخرطوم، عقب وصوله يرافقه دكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري لحضور الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا الذي من المقرر عقده غدا الجمعة بالعاصمة السودانية الخرطوم ـ " نحن نتعامل مع موضوع هام وعلى الرغم من أن الاجتماع يتم على مستوى رفيع يضم وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث، ولكن أتصور أن وسائل التشاور وطرح الأمر على القيادات وارد".
وتوجه مغازي بعد ظهر اليوم الخميس على رأس وفد من خبراء المياه إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لحضور الاجتماع السداسي الذي يضم وزراء المياه والخارجية في كل من : مصر والسودان وإثيوبيا لبحث سبل التوصل إلى حلول عاجلة للقضايا العاجلة والمعوقات التي تعرقل دفع المفاوضات الفنية والبدء في الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي.
ورداً على سؤال بشأن الاجتماع السداسي السابق، الذي أدي إلى إعلان المبادئ، بأن ينتج عن اجتماع الغد وثيقة أخري ؟ قال شكري " نحن لا نستبق الأحداث لأن هناك أهمية كبيرة لهذا الاجتماع وتوقع أكيد من قبل الوفد المصري أن يكون هناك وضوح للرؤية وتوافق حول المستقبل، وأن نستخلص المبادئ التي يتم التعبير عنها فيما بعد بالأسلوب المتوافق عليه ونراه مناسبا".
كانت الجولة التاسعة من مفاوضات سد النهضة، التي أجريت في القاهرة، انتهت إلى الاتفاق على عقد اجتماع سداسي لوزراء الخارجية والمياه للدول الثلاثة لبحث الشواغل المصرية بخصوص سد النهضة.
وأضاف "لا أريد تحديد كونها وثيقة أو إعلان أو إطار تفاهم، وهناك وسائل كثيرة نستطيع أن نعبر عما يتم التوصل إليه بدون مسميات، وأن كل شيء مطروح ولا نستبعد شكلا من الأشكال يتم استيضاحه من خلال الاجتماع والمحادثات، ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى وضوح يجعل الأطراف مقدمة علي المستقبل بشكل مطمئن وبه درجة عالية من الوثوق".
وعما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الاجتماع ، قال وزير الخارجية " إننا لا نريد أن نستبق الأحداث، ونحن مقدمين علي المباحثات بكل ايجابية وبروح من التعاون والرغبة في أن تكون علاقاتنا مع الأشقاء في إثيوبيا ايجابية تؤدي إلى تحقيق مصالح الشعبين.
وشدد سامح شكري على أن نهر النيل رباط أزلي ليست له نقطة بداية أو نهاية وهو مسيرة لشعبين وتاريخ متصل، وأضاف " لن تزول مصر أو تزول أثيوبيا ولن يزول النيل، وهذا رباط قائم ومستمر ودائم، ونعمل دائماً علي زيادة هذا الرباط، قد تكون هناك بعض العوائق التي تعتري العلاقات نتيجة المناخ الإقليمي والدولي، وضغوط من هنا أو هناك، ولكن الإرادة السياسية للقيادتين هي التي تحكم هذه العلاقات".
وأثار إنشاء سد النهضة في إثيوبيا مخاوف شديدة لدى مصر من حدوث جفاف مائي محتمل بسببه. وشكلت مصر وإثيوبيا والسودان لجنة فنية تتألف من 12 خبيرا للتوافق على النقاط الفنية والخطوط العريضة والآليات التي سيعمل من خلالها المكتبان.
ووقع زعماء مصر والسودان وإثيوبيا، في مارس الماضي، على وثيقة اتفاق مبادئ بشأن سد النهضة، والتي تشمل مبادئ تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة الإثيوبي.
تعليقات الفيسبوك