كتب: أحمد حامد
لم يكن الأمر يحتاج للكثير من العناء لمعرفة أن الفيديو الذي نشره الصحفي ومقدم البرامج أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة صدى البلد يوم الأحد 11 أكتوبر باعتباره فيديو لهجمات للجيش الروسي على مواقع "لداعش" في سوريا، ليس سوى فيديو مأخوذ عن قناة يوتيوب لأحد محبي لعبة Battlefield 2 أو ساحة المعركة 2 ويصور إحدى المعارك التي تدور في اللعبة.
والسبب بسيط؛ فاسم قناة اليوتيوب مكتوب بشكل واضح للعين المجردة على يمين الفيديو ""www.youtube.com/BF2MC3، وهو اختصار لاسم اللعبة Battle field 2 modern combat "ساحة المعارك 2 الحروب الحديثة".
أثار استخدام هذا الفيديو عاصفة من الانتقادات طالت البرنامج ومقدمه، ووصلت إلى حد نشر صحف عالمية مثل الواشنطن بوست، والفورين بوليسي، موضوعات عن مقدم البرامج المصري المثير للجدل الذي استخدم فيديو من لعبة على أنه فيديو للمعارك بين روسيا و"داعش".
تأسست صفحة قناة اللعبة على اليوتيوب في 16 يونيو 2010، ونشرت منذ ذلك الوقت 17 فيديو سواء ترويج للعبة، أو رسائل تحد وسباب بين المتنافسين في اللعبة، حيث يمكن أن يتنافس بها أكثر من لاعب عن طريق الإنترنت.
بلغ إجمالي عدد مشاهدي القناة منذ تأسيسها وحتى صباح أمس الثلاثاء قرابة 600 ألف شخص، لكن الغالبية العظمى منهم دخلت الصفحة لمشاهدة الفيديو الذي أعاد نشره موسى، إذ يتراوح عدد مشاهدات بقية الفيديوهات بين المئات وصولا إلى قرابة الـ14 ألفاً، أما الفيديو الذي نشره موسى فتجاوز الـ550 ألفاً، ووصل حجم التعليقات عليه إلى 262 تعليقاً، أغلبها تهكم وسباب لمقدم البرنامج، لكن المدهش أن بعض التعليقات كانت تتعامل مع الفيديو على أنه فعلاً فيديو لغارة روسية على داعش.
تعليقات على الفيديو
وتناولت بعض التعليقات الشواهد التي تدحض ما قاله موسى عن الفيديو الذي نشر منذ 4 سنوات في 27 ديسمبر 2010، فأشار بعضها إلى أن الفيديو باللغة الإنجليزية وليست الروسية، وتخيل البعض الآخر صاحب القناة المحظوظ والمندهش من حجم الإقبال المفاجئ على قناته وبالأخص من الجمهور المصري والعربي.
اللعبة تحارب الدعاية المغرضة
لعبة باتلفيلد مودرن كومبات "ساحة المعارك.. الحروب الحديثة"، أطلقتها شركة EA ديجيتال إيلوشن السويدية عام 2005 وأطلقت نسخة مطورة لها عام 2006 لأجهزة البلاي ستيشن و X boxضمن سلسلة ألعاب تحمل نفس الاسم. وتدور اللعبة حول معركة متخيلة بين حلف الأطلسي (ناتو) والصين في قازاخستان بسبب دعاية يروجها الإعلام بين الطرفين، ويتهم كل طرف الآخر بارتكاب جرائم حرب، وأثناء احتدام الصراع واقتراب فوز أحد الأطراف يُكتشف أن منظمة إرهابية تسمي نفسها "الأعلام المحترقة" تسعى للسيطرة على العالم، وأنها هي من يؤجج الحرب بين الطرفين عن طريق الدعاية الإعلامية الكاذبة، وفي هذه اللحظة تتحول معركتك كلاعب لمواجهة قيادات منظمة "الأعلام المحترقة" ليكون عليك أن تمنعها هي وقائدها المسمى القائد 31 من إطلاق صواريخ نووية عابرة للقارات نحو أوروبا والولايات المتحدة والصين، حيث أن نجاحها في ذلك يعني خسارة الطرفين: الصين وحلف الناتو.
اختلاف حول اللعبة
واختلفت الصحف حول اللعبة التي ظهرت في برنامج موسى، حول ما إذا كانت باتلفيلد كما ذكرت الـCNN ، استناداً إلى وجود اسم القناة على اليوتيوب واهتمام صاحب القناة بهذه اللعبة تحديدا، أم أنها لعبة أخرى تسمى Apache: Air Assault أصدرتها شركة روسية في 16 نوفمبر 2010 .
موسى يرد على الانتقادات
رد موسى في حلقة برنامجه أمس الاثنين، على عاصفة الانتقادات التي وجهت له، وعلى اهتمام الصحف العالمية بالخطاْ الذي وقع فيه، قائلاً "إن الخطأ وارد بسبب ضغط العمل". وقال إنه يؤيد روسيا في ضرب داعش، وإنه لا يحب الإدارة الأمريكية.
وزعم موسى أن السفارة الأمريكية هي أول من اهتم بالخطأ وسربه لمواقع وصحف أخذت تعليمات منها لنشر الخبر، لذلك قرر أن "يغيظهم مرة أخرى" بنشر فيديوهات لصواريخ قال إن روسيا تطلقها على مواقع لداعش داخل سوريا من بحر قزوين.
تعليقات الفيسبوك