قالت السلطات المصرية إن ضابطي شرطة برتبة مقدم ومجندا قتلوا اليوم، الأحد، في انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع قرب وزارة الخارجية بالقاهرة.
وهذا أخطر تفجير تشهده القاهرة في نحو ثلاثة أشهر، ولم يصدر على الفور أي إعلان للمسؤولية عنه لكنه يشبه انفجارات ألقي باللائمة فيها على متشددين إسلاميين يسعون للإطاحة بالحكومة.
وصعد متشددون هجماتهم ضد أهداف للجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين- العام الماضي إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. وقالت وزارة الداخلية في بيان "في حوالي الساعة 10.45 من صباح اليوم الأحد... انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع 26 يوليو بالقرب من تقاطعه مع شارع الكورنيش دائرة قسم شرطة بولاق أبو العلا." وأضافت "أسفر ذلك عن استشهاد المقدم خالد سعفان من قوة مديرية أمن القاهرة متأثراً بإصابته وحدوث إصابات بعدد من رجال الشرطة المعينين بتلك المنطقة." وتابعت في بيان لاحق "استشهد المقدم محمد محمود أبو سريع من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة متأثراً بإصابته." وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن الانفجار أسفر أيضا عن مقتل مجند بالشرطة. وتصاعد الدخان لفترة وجيزة وهرع الناس عقب وقوع الانفجار على رصيف يقع خلف مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بالقاهرة. وعرض التلفزيون المصري الرسمي لقطات تظهر أوراق جرائد تغطي آثار دماء على ما يبدو وشجرة سقطت فوق سيارة بموقع الانفجار. وقال مصدر بالخارجية لرويترز إن مبنى الوزارة لم يتعرض لأي أضرار وإن العمل كان يسير بشكل طبيعي لكن تم تشديد إجراءات الأمن. وقالت سلطات المطار إنها عززت الإجراءات الأمنية بعد انفجار يوم الأحد. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية -نقلا عن مصادر أمنية- أن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت اليوم أمام الجامعة العمالية بمدينة طنطا بدلتا النيل دون وقوع إصابات. وزادت التحديات الأمنية التي تواجهها مصر تعقيدا بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد على مساحات واسعة في العراق وسوريا وإعلان الخلافة هناك، وتأثر جماعات متشددة أخرى بأفكار التنظيم بما في ذلك جماعات تتمركز على طول الحدود المصرية مع ليبيا المضطربة. وكانت مصادر أمنية وقائد في تنظيم أنصار بيت المقدس -المتمركز في شبه جزيرة سيناء- قالت لرويترز إن الدولة الإسلامية أقامت علاقات مع أخطر تنظيم متشدد في مصر وتقدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فعالية. وقتل مئات الأشخاص أغلبهم من رجال الجيش والشرطة في هجمات المتشددين التي امتد نطاقها من سيناء إلى القاهرة ومناطق أخرى. كما قتل مئات من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في احتجاجات واعتقل آلاف آخرون ويخضعون للمحاكمة من بينهم قيادات كبيرة بالجماعة. وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي -الذي كان قائدا للجيش حين عزل مرسي- مرارا عن مخاوفه من تصاعد التشدد في مصر وبلدان أخرى في الشرق الأوسط. وقالت مصادر أمنية إن الضابط أبو سريع -الذي قتل في انفجار اليوم- هو أحد شهود الإثبات في قضية متهم فيها الرئيس السابق مرسي وعدد من قيادات الإخوان وتتعلق بتهريب سجناء واقتحام سجن كانوا محتجزين فيه إبان الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011. وقالت وزارة الخارجية في بيانها اليوم إن "مثل هذه الأحداث لن تفت في عضد الدولة المصرية وأجهزتها لإثنائها عن ممارسة دورها في محاربة هذه الجماعات المتطرفة واستئصال شأفة الإرهاب من المجتمع المصري."
تعليقات الفيسبوك