كتبت : رحمة ضياء
تصطدم حواء في طريقها إلى البرلمان بمجموعة من العقبات، التي ربما تقف حائلاً بينها وبين تحقيق حلمها، بداية من عدم قدرتها على مجاراة منافسيها الذكور في الإنفاق على الدعاية، أو مواجهة البلطجة وحرب الشائعات.
يضمن قانون انتخابات مجلس النواب للمرأة 70 مقعداً ضمن مقاعد نظام القوائم، ونسبة الـ 5% التي يعينها رئيس الجمهورية، في حين يتوجب عليها أن تخوض المعركة بمفردها في دوائر النظام الفردي، التي تُنافس عليها خارج الكوتة.
ويبلغ عدد المرشحات لعضوية البرلمان 308 سيدات، من إجمالي من تقدموا بأوراقهم على مقاعد الفردي والقوائم، وفقا للمتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات.
لا عزاء لتكافؤ الفرص
وتقول نجوى العشري، المرشحة على مقاعد الفردي بمحافظة الدقهلية، إن بعض المرشحين المنافسين لها في دائرة أجا يسعون لكسب أصوات الناخبين من خلال تقديم خدمات ورشاوى انتخابية، مضيفة "مرشح بدائرتي قدم ماكينة تصوير وأثاث مكتب لمدرسة بالدائرة"، معتبرة أن استخدام المال السياسي يقلل من تكافؤ الفرص.
وتشكو من ارتفاع تكلفة الدعاية قائلة: "اللافتة الواحدة تتكلف 100 جنيه والمؤتمر يتجاوز الآلاف، ونخضع للابتزاز؛ فما يتكلف جنيه في الأيام العادية يساوي 5 جنيهات وقت الانتخابات".
وتشكو نجوى من تعرضها للبلطجة قائلة: "أخوض معركة شرسة ويتم استئجار بلطجية من جانب بعض المرشحين لتمزيق لافتاتي، كما يتم إطلاق شائعات بأني أنتمي للإخوان وهذا بعيد تماما عن الصحة".
وترى أن فرص المرأة في المنافسة على مقاعد الفردي ضئيلة جدا، قائلة: "كنا نطمح في 150 مقعداً للنساء، لكن عودة رجال الحزب الوطني للمنافسة بشراسة وإنفاق ملايين الجنيهات على الدعاية يقلل فرصنا".
وتضيف"نحتاج إلى تغيير النظرة المجتمعية التي ترى المرشح للبرلمان حنفية فلوس، وتغفل أن دوره تشريعي ورقابي بالأساس".
إنفاق بلا حدود
تقابل إلهام المنشاوي، مرشحة على مقاعد الفردي بدائرة الرمل، معوقات مشابهة، قائلة "الإنفاق على الدعاية من جانب المرشحين المنافسين بلا حدود، ولا أجد مكاناً لتعليق لافتاتي من كثرة اللافتات التي تغرق الميادين، وأعتمد على التواجد في الشارع بشكل مستمر حتى أكون داخل دائرة المنافسة".
وتضيف "لن أقيم سوى مؤتمر انتخابي واحد لارتفاع تكلفته، لكنني أكثر من الندوات على المقاهي، وأتجول في الشارع، لأتعرف على شكاوى الناس وأقدم لهم برنامجي".
حواء في مواجهة البلطجة
وتقول نشوى الديب، مرشحة بدائرة إمبابة عن الحزب الناصري إن "المرأة مظلومة في الانتخابات سواء من جانب الأشخاص الذين يرون أنها لا تصلح لتمثيلهم لمجرد كونها امرأة، ولعدم قدرتها على منافسة المال السياسي الذي يغدق على الدعاية بلا رقيب"، وتضيف"لا تسلم المرشحات من البلطجة عبر تمزيق لافتاتهن والمنافسة غير الشريفة".
إكرام العدوي، مرشحة فردي بدائرة الدقي والعجوزة، تتعرض يوميا إما لتمزيق لافتاتها وإما لوضع لافتات المرشحين فوق لافتاتها، وتقول إن "بعض المنافسين جمعوا البطاقات من المرشحين واشتروا أصواتهم مقابل 150 جنيها".
وتضيف:"المنافسة غير شريفة .. كثير من المثقفين سيعزفون عن المشاركة بسبب هذه الأوضاع".
لا ترى إكرام أن أمامها فرصة كبيرة للفوز في ظل هذه الظروف قائلة"فات موعد الانسحاب والتنازلات، وسأبذل أقصى طاقتي حتى اللحظة الأخيرة وأترك الاختيار للناخبين".
وتقول هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر، "أخشى على المرأة من العنف والبلطجة ضدهن واستخدام حرب الشائعات وتشويه السمعة".
مضيفة "لا أتوقع أن يحدث تزوير ضد النساء، ولكن المرأة ليس لديها الإمكانيات المادية التي تجعلها تستمر حتى آخر لحظة بنفس تواجد الرجل الذي تدعمه العائلات والعصبيات والمال السياسي".
سبل المواجهة
وتقول كريمة الحفناوي، عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر، إن ظروف المرأة تفرض عليها استخدام أشكال دعاية مختلفة عن دعاية منافسيها.
وتضيف:"تحتاج المرأة لحملات طرق الأبواب والحديث مع أهالي الطبقات الشعبية والريفية، والتعرف على مشاكلهم، وتقديم رؤيتها لحلها لتكسب ثقتهم وتقدم صورة حسنة عن نفسها عوضا عن الإنفاق المبالغ فيه على اللافتات الدعائية".
وتنصح المرشحات بتنظيم ندوات في دور المناسبات والجمعيات الأهلية عوضا عن المؤتمرات المكلفة، والاكتفاء بمؤتمر أو اثنين قبيل الانتخابات.
وتنصح كريمة المرشحات باختيار صورة شخصية مناسبة ليأخذهن الناخبين على محمل الجد، واختيار شعار مناسب، وتضيف" على المرشحة أن تقنع أهل دائرتها بعدم وجود فرق بين رجل وامرأة سوى في القدرة على التعبير عن قضاياهم، وإيجاد حلول لها، لتغير النظرة المجتمعية لترشح المرأة".
وخصص مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة غرفة عمليات لتلقي شكاوى السيدات خلال انتخابات مجلس النواب.
وقال المجلس، في بيان اليوم الخميس، إن غرفة العمليات تتواصل مع اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية للتغلب على أي عقبات تواجه السيدات خلال الانتخابات.
تعليقات الفيسبوك